إنَّ شَهرَ رَمَضان هُو الشَّهرُ الذي يَشغُلُ ذِهنَ المَرأةِ الحامِلِ ويَطرَحُ السُّؤالَ فِي عَقلِها كَيفَ تَقضيِ الشَّهرَ خَاصةً مَع انتِشارِ مَقُولةِ أنَّ المرأة الحَامِل تأكل الفَرْدَينِ أو الاثنين .. لَهَا هِي ولِجنِينِها...وكَمَا في بَطنِهَا . وأنَا أُطَمئِنُ المَرأةَ الحَاملَ أنَّ الصِيامَ لا يُشكِّلُ خَطرًا على صِحةِ الأُمِ الحَامل او الجَنينِ، بل هُو رِياضةٌ رُوحِيةٌ ونَفسِيةٌ. ومِن خِلال الشَّهرِ الأَولِ من الحَملِ حتى مَوعدِ المَخاِض والوِلادَةِ فإن الصِيامَ لا يُؤثِرُ على ثَباتِ الجَنينِ أو نُموِ الجَنينِ داخِلَ الرَّحِم...وكُلُ ذلكَ يَتوَقفُ على المَرأة ِالحاملِ وعلى رَغبَتهِا وقُدرتِها على الصِّيامِ وتَكونُ الإستِشارةُ الطِبيَّةُ هي الفيْصَلُ في حَالةِ إذا ما كانَت تَستطيعُ الصيامَ أم لا تَستطيعُ الصَوم. وتُوضَعُ هنا في الاعتبار جَوازَ الصِّيام والإفطار صِحة َالام وصِحةَ الجَنين معًا وفي حَالةِ التَّصريحِ الطِّبيِّ لها بالإفطارِ فإنَّهُ يَجوزُ لَها ذَلكَ لِأنَّ إفطارها كانَ بناءً على رأْيٍ طِبيٍ خَوفًا عَلي صِحتِها وصِحةِ جَنِينِها كما إتَّفَق الأئِمَةعلى مَنحِ الحَامل رُخصةَ الإِفطارِ. إذا كان ذلك بناءً على مانعٍ طبيٍ وصحّيٍ. وإذا عَزمتِ المرأةُ الحاِملُ على الصِيامِ فإنُه يَجبُ عليها أن تَتناولَ إفطارًا جيِدًا غَنياً بالموادِ الغِذائيةِ والسُعراتِ الحَرارِيةِ والإكثار من تناوُلِ الأطعمة الغَنِيةِ بالكَالِسيُوم والبيضِ والألبانِ...وشرابِ كَميةٍ كبيرةٍ مِن السَوائِلِ لا تَقلُ عَن 2 لِتر لِتعْويضِها السَوائلَ التي تَفتَقِدُها خِلالَ سَاعات الصِيَاِم. وفي وَجبةِ السحور والتي يَصومُ بَعدَهَا الإنْسانُ لمُدةِ أكْثرَ مِن )12 ساعة( عن الأطعِمةِ . فإن الوَجبةَ يجِبُ أن تأكل فيها جيِدًا حتى لا يَتأثر الجَنينُ المَوجُودُ داخِل أحشاءها... فالحلويات للام الحامل ضَرُورِيَةٌ لأنَها غَنِيةٌ بالسُعراتِ الحَرارِيةِ اللاَّزِمةِ لِطاقَةِ الجِسمِ. وفي حالة شُعورِ الأُمِ الحَاملِ بإجهاد ٍوتعبٍ فإن زيارةَ المُستشفى أمرٌ ضَروريٌ جدًا . ولكن بِصفةٍ عامةٍ الصيامُ لا يُؤثِّر على صِحة الأم الحامل . أما إذا كانت الأم الحاملُ حاملٌ لتِوأمٍ فإنَها تَحتاجُ إلى طعامٍ مُضاعفٍ لِنُمو الأجِنةِ داخِل أحشاءِها . ويُعتبرُ الصيام مُرهِق لِصحَتِها وعليْها مُراجعةُ مَصلحةِ النِّساءِ والتَّوليِد . لأن الصَّومَ مُمكِن أن تَكونَ لَه أَخطارٌ عليهاِ، وعلى الضَّيفِ أو الضُيوفِ القادِمةِ ...ربِّ هِب لي مِن الصَالحين . وإذا ما أحسنَتِ الأم في تَناوُلِ طعامِها في الإفطارِ و السُحورِ فإنه لا خُطورةَ على حَملِها من الصِّيام، بل يُساعِد الصِّيام على أن تَكونَ في صِحٍة جيِّدةٍ...وتَستوِي على الجُودي...