خلال شهر رمضان المبارك قد تتبادر إلى ذهن الأم الحامل العديد من التساؤلات حول إمكانية الصيام و تأثيره على الحمل فهل للصوم تأثيرات سلبية على صحة الأم أو الجنين أو الطفل؟ يلعب الغذاء المتوازن دوراً رئيسياً في صحة الأم الحامل وسلامة الجنين ويعتبر عاملاً هاماً لولادة سهلة لطفل سليم معافى يتمتع بصحة جيدة إذ أثبتت الدراسات أن التغذية الصحيحة للأم خلال مراحل الحمل المختلفة تؤدي إلى ولادة أطفال أصحاء وتقلل من احتمالية الإصابة بالأمراض المزمنة على المدى البعيد وتعتبر فترة الحمل حرجة وحساسة إذ تحدث فيها الكثير من التغيرات الفزيولوجية والكيميائية والهرمونية في جسم المرأة والتي بدورها تؤثر على احتياجات الجسم الغذائية وعلى كفاءة الجسم في الاستفادة من هذه العناصر الغذائية لذا يجب تخطيط حمية الحوامل بحيث تضمن النمو الكامل والصحي للجنين والتغذية الكافية للأم وذلك بالحفاظ على الوزن المناسب والمرغوب به دون إحداث نقص في العناصر الغذائية البانية لأنسجة جسم الجنين كالكالسيوم والبروتين وللمرأة الحامل وضع خاص في شهر رمضان إذ أنها تحتاج إلى زيادة الاهتمام بتغذيتها للحفاظ على صحتها وصحة جنينها لذا يجب أن تُحدث الحامل التي تستطيع صيام شهر رمضان المبارك بعض التغيرات في نمط غذائها اليومي لتجنب حرمانها أو حرمان جنينها من أي عنصر من العناصر الغذائية اللازمة لهما بحيث يتم توزيع وجبات الحامل الصائمة على ثلاث وجبات وجبة متوسطة عند الإفطار ووجبة ثانية بعد أربع إلى خمس ساعات من وجبة الإفطار ثم وجبة السحور والتي يفضل أن تكون متأخرة ما أمكن ذلك مع ضرورة أن تحتوي الوجبات على المجموعات الغذائية الخمس من نشويات وألبان وفواكه وخضروات ولحوم والتركيز على تناول الاطعمة الغنية بالألياف لأنها تساعد على التخفيف من الإمساك كما يجدر الإشارة هنا إلى أهمية تناول 3-4 أكواب من الحليب ومشتقاته كاللبن خلال فترة الإفطار بحيث يتم تناول هذه الحصة مع الوجبة أو بين الوجبات لتوفير عنصر الكالسيوم اللازم لبناء العظام وتوصي الدراسات بضرورة تناول كميات كافية من الخضروات (2-3 أكواب طازجة أو مطبوخة) مثل الجزر والبروكولي (الشفلور) والكوسا والسبانخ وكذلك تناول 2-4 حبات صغيرة من الفواكه وخصوصاً البرتقال والموز والتمر والتين والزبيب وكذلك التركيز على استهلاك الحبوب بشكلها الكامل مثل القمح والأرز البني والخبز الأسمر والفريكة والبرغل لأن هذه الأغذية غنية بفيتامينات (ب) المركبة وبعض المعادن وغيره من المواد الهامة لتطور الجنين ونموه وتناول كميات كافية من البروتين (حوالي 120-150 غرام في اليوم) من اللحم أو الدجاج أو السمك من بعد الفطور وحتى السحور إضافة إلى ذلك فإنه يفضل عدم الإكثار من تناول الأطعمة الدسمة مثل الكنافة والقطايف لأنها تسبب عسرا في الهضم وكذلك تجنب الأطعمة التي تعطى سعرات حرارية غير مفيدة (فارغة) مثل الشيبس والحلويات والسكريات ووجبات الغذاء الجاهزة الغنية بالمواد الحافظة والأملاح والدهون كما يساعد المشي لمدة ساعة بعد وجبة الإفطار الحامل في أشهرها الأخيرة على التقليل من الإمساك ويحافظ على وزنها من الزيادة غير المرغوبة ولأن الدين الاسلامي دين يسر ويهتم بصحة الأم فقد أحل الإفطار للأم الحامل إذا ما شعرت بأي خطورة على نفسها أو على جنينها وهناك عدة حالات يمكن للحامل الإفطار بها في رمضان مثل: أنيميا الحمل الشديدة والتي تتطلب تناول العلاج (حبوب الحديد) بالإضافة للأطعمة الغنية بالحديد وفيتامين ج والعناصر الغذائية الأخرى وكذلك التهاب الكلى الذي يستوجب تناول كميات كبيرة من السوائل وخصوصاً الماء بالإضافة إلى العلاج وانخفاض أو ارتفاع ضغط الدم والذي يتم تنظيمه من خلال أخذ العلاج بأوقات منتظمة أو تناول الأطعمة المالحة لرفع ضغط الدم والسكري بنوعية الأول والثاني خاصة إذا ما انخفض السكر والقيء المتكرر وذلك عندما يزداد عدد مرات القيء عن أربع أو خمس مرات يومياً بحيث يصبح منهكاً للحامل ويضعفها ويتسبب في حالة جفاف تستدعى تعويض ما تم فقده من السوائل والأملاح المعدنية والعناصر الغذائية الأخرى