مع حلول شهر رمضان المبارك قد تتبادر إلى ذهن الأم المرضع العديد من التساؤلات حول إمكانية الصيام و تأثيره على الحمل وعملية الرضاعة الطبيعية فهل للصوم تأثيرات سلبية على صحة الأم أو الطفل؟ وهل ينعكس صيام الأم على نوعية أو كمية الحليب؟ وما هي أهم الإرشادات والنصائح التي يجب أن تتبعها الأم المرضع في رمضان؟ تتساءل الكثير من الأمهات المرضعات عن الخطوات التي من الواجب اتباعها لعدم تأثير الصوم عليهن خاصة وأنهن ملزمات بالتغذية الجيدة بغية تحقيق الاكتفاء لأطفالهن وإشباعهن بالحليب الطبيعي. يتكون حليب الأم بشكل أساسي من البروتينات والدهون والكالسيوم وسكر اللاكتوز وعند تكوين الحليب الطبيعي في جسم الأم فإن هذه العناصر لا تأتي مباشرة من الغذاء الذي تتناوله بل من مخازن المواد الغذائية في جسمها فإذا كانت الأم تتمتع بصحة جيدة وتحرص على اتباع نظام غذائي متوازن ومتكامل في الفترة التي تسبق رمضان وفي وجبتي الإفطار والسحور فان ذلك سيضمن لها ثبات نسبة المغذيات في حليبها. أما بالنسبة لكمية الحليب فذلك يعتمد بشكل أساسي على كمية السوائل التي تشربها الأم لذلك تنصح المرضعة بالإكثار من شرب السوائل مثل الحليب واللبن والعصائر الطبيعية الغنية بالفيتامينات ومحاولة التقليل من المجهود العضلي قدر الإمكان أثناء النهار حتى تتمكن من الاحتفاظ بأكبر قدر ممكن من السوائل والسعرات الحرارية. أما بالنسبة لوجبة الإفطار فهي تقريباً مماثلة للأم الحامل أي أنها يجب أن تكون وجبة متكاملة ومتوازنة ويجب أن تحتوي على المجموعات الغذائية جميعها ولكن عدد الحصص قد يختلف اعتمادا على الاختلافات الفردية بين المرضعات إلا أنها يجب أن لا تقل عن: 2-3 أكواب من الحليب وبدائله وثلاث حبات متوسطة من الفواكه وكوبين من الخضروات و5-7 حصص من اللحوم وبدائلها وتتألف الحصة من بيضة أو 30 غراما من اللحوم أو الأسماك أو الدجاج أو قطعة جبنة بيضاء محلاة أو 2 ملعقة كبيرة من اللبن. ومن أهم ما يمكن أن ننصح به الأم المرضع خلال شهر رمضان الإكثار من شرب السوائل وبخاصة الحليب واللبن (على الأقل 6-8 أكواب من الماء) وعدم إهمال وجبة السحور ومحاولة تأخيرها قدر الإمكان وتناول التمر والعسل في وجبة السحور قد يساعد المرضعة في الحصول على كميات جيدة من السعرات الحرارية والعناصر الغذائية الضرورية. وتوزيع وجبة الإفطار على وجبتين وجبة متوسطة عند الإفطار ووجبة ثانية بعد أربع الى خمس ساعات من وجبة الإفطار وكذلك الابتعاد عن القهوة والمنبهات لأنها من الممكن أن تثبط عملية إدرار الحليب وتعمل على تهيج الطفل وتجنب الأطعمة كثيرة البهارات والمسببة للانتفاخ. وكما هو الحال عند الأم الحامل يجب على المرضع أن لا تشدد على نفسها بالصوم خصوصاً إذا ما شعرت بالإعياء والتعب أو أحست بأعراض مثل الصداع المستمر وزغللة العينين.