اعتبارًا من اليوم الأربعاء، يبدأ العد التنازلي لعام واحد يتبقى على انطلاق دورة الألعاب الأولمبية الصيفية المقررة في العاصمة اليابانية (طوكيو 2020). وأبدى المنظمون فخرا كبيرا بما جرى إنجازه خاصة في الملعب الرئيسي للدورة، لكن بعض القضايا تشغل اليابانيين بشكل كبير ربما على رأسها حالة الطقس. وقبل عام واحد من حفل الافتتاح، لم تعد هناك أي شكوك أو مخاوف بشأن الملعب الوطني الذي يحتضن حفل افتتاح الأولمبياد في 24 جويلية 2020. وتقام أولمبياد طوكيو 2020 من 24 جويلية حتى التاسع من أوت، وتقام بعدها دورة الألعاب الأولمبية لذوي الاحتياجات الخاصة (البارالمبياد) بين 25 أوت والسادس من سبتمبر. وتجدر الإشارة إلى أنها المرة الأولى التي تستضيف فيها اليابان الألعاب الأولمبية منذ 56 عاما. وكانت أولمبياد طوكيو 1964 قد أقيم في شهر أكتوبر، الذي تكون فيه درجات الحرارة أقل بكثير مقارنة بشهري جويلية وأوت. ومع ذلك أبدت اللجنة المنظمة للدورة المقبلة، انشغالا كبيرا بدرجات الحرارة المرتفعة والأعاصير، معتبرة أنها «قضية رئيسية» بالنسبة لها. فقبل عام واحد، شهدت اليابان موجة حارة قياسية استمرت لنحو أسبوعين قبل وقوع أعاصير. وسجلت اليابان حالات وفاة بسبب ضربات الشمس وغيرها من الأسباب المتعلقة بالطقس في جويلية 2018 تعادل أكثر من ثلاثة أضعاف عدد الحالات المسجلة قبلها بعام واحد، حيث وصلت إلى 1032 حالة وفاة، منها 127 حالة في طوكيو، حسب أرقام وزارة الصحة وحكومة مدينة طوكيو. وفي العاصمة طوكيو فقط، نقلت سيارات الإسعاف إجمالي 7449 شخصا إلى المستشفيات بسبب التعرض لضربة الشمس، خلال شهري جويلية وأوت من العام الماضي، وهو عدد لم يسجل في أي مقاطعة أخرى باليابان، حسب ما أوضحته الوكالة اليابانية لمكافحة الحرائق والكوارث الطبيعية. ودفعت توقعات درجات الحرارة المرتفعة اللجنة المنظمة لتغيير مواعيد بدء بعض المنافسات التي تقام في الهواء الطلق، منها سباقا الماراثون الرجال والسيدات حيث جرى تقديم موعد انطلاقهما ساعة واحدة ليبدآن في الساعة السادسة صباحا بالتوقيت المحلي (21:00 بتوقيت غرينيتش) لتفادي درجات الحرارة المرتفعة. وفي الوقت الذي تواصل فيه اللجنة المنظمة العمل في جوانب استعدادية محددة، تقوم حكومة طوكيو بتنفيذ مشروع تغطية مسافة 136 كيلومترا في طرق وسط المدينة بطبقة خاصة للتخفيف من تأثير الحرارة. وخلال المراحل التجريبية في صيف العام الحالي، ستقيم حكومة المدينة مراوح وخيام ورشاشات رذاذ بالقرب من مواقع استضافة الفعاليات الأولمبية. كذلك تواجه اللجنة المنظمة مشكلة أخرى تتمثل في ازدحام السكك الحديدية والاختناقات المرورية في العاصمة. ويتنقل في العاصمة طوكيو يوميا ثمانية ملايين مواطن، ويتوقع أن يزيد العدد بواقع 650 ألف شخص في أيام الذروة خلال فترة الأولمبياد. وتتوقع اللجنة المنظمة أن يتضاعف الازدحام على طرق وسط العاصمة طوكيو في الصيف المقبل، إن لم يجر اتخاذ التدابير لتفادي الأمر. واعتبارا من أول أمس الإثنين، بدأت الحكومة والشركات في طوكيو عملية تجريبية لتدابير من شأنها أن تخفف الازدحام خلال أولمبياد 2020، منها العمل عن بعد أو في توقيتات تتسم بالمرونة. ويتوقع أن يشارك 600 ألف مواطن في البرنامج التجريبي الذي يستمر حتى السادس من سبتمبر المقبل. من ناحية أخرى، أعلنت اللجنة المنظمة في وقت سابق من جويلية الجاري أن المرحلة الأولى من عملية بيع تذاكر طوكيو 2020 سجلت بيع نحو 2ر3 مليون تذكرة. وفي أوت المقبل، سيجرى طرح مئات الألاف من التذاكر في المرحلة الثانية، وقدرت اللجنة المنظمة عدد التذاكر التي ستكون متاحة بأكثر من تسعة ملايين، حسب ما نقلته وكالة أنباء «كيودو» عن مصادر لم تكشف عنها. وتصف اللجنة المنظمة أولمبياد طوكيو 2020 بأنها «أولمبياد لإعادة الإعمار»، وذلك في إشارة إلى جهود التعافي في شمال شرق اليابان، من زلزال عنيف وموجات مد عاتية (تسونامي) وقعت في 2011 وأدت إلى تدمير ثلاثة مفاعلات في محطة «فوكوشيما دايتشي» النووية. وكانت تلك الكوارث الطبيعية قد خلفت أكثر من 18 ألف من القتلى والمفقودين بينما لم يتمكن عشرات الآلاف من العودة إلى منازلهم في المناطق القريبة من محطة فوكوشيما دايتشي، نظرا للمخاوف من التلوث الإشعاعي. وتنطلق الشعلة الأولمبية من فوكوشيما في 26 مارس 2020 وتستمر جولتها لمدة 121 يوما في جميع المقاطعات ال47 باليابان.