الشاعر ميلود عبد القادر الملقب ب " عمر الغريب" بقي غريبا إلى أن وافته المنية ، هو واحد من رجال قبيلة كبيرة أنجبت رجالا عظماء من عرش " حد الشكالة " المجاهدة التابعة لدائرة عمي موسى بولاية غليزان . المغفور له ميلود عبد القادر الذي وافته المنية في ال57 من عمره إثر سكتة دماغية مفاجئة ، دخل على إثرها في غيبوبة دامت 3 أيام بمصلحة العناية المكثفة بمستشفى أول نوفمبر بوهران، كان الراحل واحدا من المدافعين عن الثقافة الذي بكل تأكيد سيترك فراغا رهيبا يعجز اتحاد الكتاب أن يجد له بديلا في أسرع وقت، كان الرجل مناضلا صلبا مخلصا قائدا. ودون مبالغة في القول، إن ميلود عبد القادر وهب عمره كله إلى الأدب والثقافة . وهب حياته لمكافحة الجهل و التفرقة ، كان مناضلا بأقواله وأفعاله ، كان يعتلي المنابر مرة ناصحا ومرة ناقدا ، ومرات ساخطا على بيروقراطية البعض وتسلطهم ،لا يعرف مجاملة أحد خاصة إن انتهكت قدسية الأدب، كان يرى الكتابة الإبداعية حلما واقعيا وأملا حقيقيا ليس فقط في وهرانالمدينة التي سحرته فحسب ،بل في الجزائر بأسرها. من أجل إنسانية شاملة متحررة من الجهوية والعنصرية المقيتة والتقسيمات الزائفة. كان ميلود عبد القادر قطبا بارزا في اتحاد الكتاب الجزائريين. ولا يوجد غيره من كان يستطيع لم شمل الكتاب بوهران باسم اتحاد الكتاب في زمن هاجره الجميع . حمل مشروع مجلة " أدبية ثقافية"، لم تر النور ،وهو المشروع الذي ناضل من اجله ولم يجد الإمكانيات المادية لتجسيده. لقد خسرنا طاقة إبداعية هائلة ؛ خسرنا ذهنا ثوريا متوقدا؛خسرنا إسهامات نظرية لم نعرف قيمتها حتى فقدنا الرجل ..آه لو كان طال به الأجل لاعتذرنا له جميعا لكن ما عسى أن ينفعنا الندم بعد فوات الأوان.