لم يُمارِس الكلامَ كما ينبَغِي فتكسَّرتْ كلماته في آهةٍ مكتومةٍ لا تُسْمعٌ تأبَط المعنى الكسِيرَ وانتهَى باكياً في داخلِه نشتَهي الصَّمْتَ عندما يعترِينا الكلاَم وننسى شفاهَ اللَّيلِ مُعلقةً بالغمام لا تساءلني ولا ترْفعَ غطاء الشوق عن جسد الخطيئة دعها ترفَلُ في عسِلِ الخيانة ما دامتْ تقول مادامتْ تُناقِضُ صمتنا المَجهوُل ها أنا عزلاءُ من نفسِي أحبُّ الكُره لأنِّي لا أرِيدُه لطالما ماتتْ أمانينا التِي نُحِبُّ … لم يُصارِع رغبةً بل كان يكتفي باللمْسِ من بعيدٍ في الخيال ماذا تُريد يا صمتَ صمتي؟ إنِّي سئِمتُ الكلام … أصداءُ صوتي لا تعُود تُرى كيفَ الذي كان منِّي مُمكناً صارَ عسِيراً فيكَ مِنكَ؟ كيفَ أكتبُ بين غيمِ ضُعفك رذاذ انهمار قوَّتي؟ كيف نحيا رُوحينِ في جَسدٍ واحدٍ وبيننا ألفُ استحالة … يا بعيد؟ دُقَ أوتارَ الحديد ودُلني على كمانِ قلبك كي أجْرَح نُوتةً زرقاء فتنزف من جديدْ كي أعزفَ النشاز الهارب من حقيقتنا الوحيدة أيها الصَّمتُ الشهيد على حمرةِ قُبلة لا تمُتْ عطشاناً إلى سهوٍ شريد هاتِ عُمرك نُحيِّ هوانا تحت هطْلِهِ هاتِ أوجاعَ المُحالِ نُعمِّدُها بالدموع فلربما تغدو الخرافة واقعاً وينتصِرُ الحُب البعيد!