أصدر الكاتب لحسن بلحوسين مؤلفا جديدا بعنوان «كان يا مكان النخبة الوهرانية» وهو كتاب يتناول مختلف المراحل التي مرت بها كرة القدم الوهرانية. ويتجزأ الكتاب إلى جزأين حيث يخص الجزء الأول مرحلة الحقبة الإستعمارية إلى غاية 1962 فيما يخص الجزء الثاني مرحلة ما بين 1962 و2010 حسبما أكده الكاتب لحسن بلحوسين الذي نزل ضيفا على «الجمهورية». ويعتبر هذا الإصدار امتدادا لسلسلة الكتب المؤرخة لكرة القدم الجزائرية التي يصدرها لحسن بلحوسين. ويقول هذا الأخير من خلال إصداره الجديد في جزئه الأول أن كرة القدم دخلت شمال أفريقيا من بوابة الإسكندرية ثم وهران مباشرة ، حيث يؤكد في تصريحه ل»الجمهورية» متحدثا عن الجزء الأول: «في الحقيقة تأليف كتاب خاص بكرة القدم الوهرانية هي فكرة ظلت تراودني منذ انتهائي من كتاب الكرة الأفريقية والمغاربية ، حيث أسعى للكتابة عن كل جهة من جهات الوطن على حدى كتلمسان والمتيجة وقسنطينة ، وقد سلطت الضوء في هذا الإصدار على مختلف المراحل التي مرت بها الكرة الوهرانية ، هذا الكتاب هو ثمار 5 سنوات من العمل ، ولا يخفى عليكم أن الصعوبة تكمن في البحث عن الأخبار ، فكتابة قصة مثلا ليس مثل كتابة التاريخ لأن كتابة التاريخ تتطلب التحقق من المعلومات والتدقيق فيها ، كما أن المصادر التي اعتمدت عليها في تأليف هذا الكتاب كانت مبعثرة ما بين الجزائروفرنسا أين أقطن ، حيث لجأت إلى مركز الأرشيف لمنطقة أيكس أون فروفنس ، والإتحادية الفرنسية لكرة القدم ، ومكتبة فرنسا الوطنية ، إلى جانب اتحاد اللاعبين القدامى لشمال أفريقيا الذين اشتغلت معهم كثيرا في الجزء الأول ، كما ساعدني عالم الإجتماع ديدييه راي كثيرا في جمع المعلومات». وعن الجزء الثاني يضيف نفس المتحدث: «اعتمدت في تأليف الجزء الثاني على أرشيف جريدة الجمهورية ، وأرشيف ولاية وهران الذي يعتبر كنزا للمعلومات حيث توجد الكثير منها في الجرائد الرسمية لكنني كنت مجبرا على وضع القناع لتفادي استنشاق الغبار ، إلى جانب مكتبة احمد زبانة ، كما اعتمدت أيضا على بعض الشهادات لكنني لم أركز عليها كثيرا لأن من يدلي بشهادته قد يبتعد أحيانا عن الموضوعية ويضع نفسه في الأمام ، ولهذا فأنا دائما أعتمد على مصدرين إثنين على الأقل للتحقق من كل معلومة ، أما إذا وجدتها في مصدر واحد فقط دون غيره فسألغيها ولن أتناولها ببساطة لأنها ضعيفة وغير مؤكدة ، كما أحبذ المعلومات المكتوبة على المعلومات الصوتية». 200 نادي أوربي مقابل 20 نادي مسلم وعن أبرز الأندية التي تطرق إليها لحسن بلحوسين في كتابه الجديد يقول: «لا يخفى عليكم أن مدينة وهران كانت تحتوي على حوالي 200 نادي أوربي ، أما أندية المسلمين فلم تكن تتجاوز ال20 منها 4 أندية كانت في المستوى العالي وهي اتحاد وهران و»لازم» (جمعية وهران حاليا) وترجي وهران ومولودية وهران». وعن سبب توقفه عند سنة 2010 في جزأ الكتاب الثاني يقول الكاتب: «بالنسبة لي كرة القدم الجزائرية توقفت سنة 2010 أما بعد تلك الفترة فقد دخلت الكرة عالم الإحتراف بأسس خاطئة ، وسأعطيكم مثالا فغداة الإستقلال بدأنا البطولة في سبتمبر 1962 ب67 ناديا في الغرب يشكلون القسم الشرفي الذي كان يتقسم إلى 3 جهات وهي الغرب والوسط والشرق ، وقد تم وضع رزنامة 10 مجموعات لموسم واحد بأكمله في ظرف 5 أيام ولم تعرف الرزنامة أي تأجيل علما أنه تم ضبطها من طرف 5 أو 7 أشخاص فقط وبالأقلام والورق فقط ، في حين نرى في بطولتنا اليوم أن برنامج الجولات يضبط تقريبا كل أسبوع وهذا دون الحديث عن التأجيلات». الرجال ، الشركات الوطنية ثم التدهور ويضيف: «لقد ركزت كثيرا في إصداري على الرجال التي صنعت تاريخ الكرة الوهرانية قبل وبعد الإستقلال ، فخلال الحقبة الإستعمارية كان فوز فريق مسلم على فريق أوربي بمثابة انتصار كبير ، أمثال محمد بصول في مولودية وهران وأبو كبير في اتحاد وهران خدموا كثيرا الأندية المسلمة كلاعبين وبعد الإستقلال واصلوا مهمتهم كمسيرين ولاعبين في الوقت نفسه على غرار ميلود بن عمار الذين كان رئيسا لرابطة وهران لكرة القدم وكاتبا عاما لاتحاد وهران...وبعد الإصلاح الرياضي لسنة 1977 أصبحت تسير الأندية من طرف الشركات الوطنية إلى غاية بداية التسعينات عندما تخلت هذه الشركات عن تسيير الأندية فاسحة المجال لمن هب ودب لترؤس هذه الفرق وهو ما جعلها تغرق في المشاكل إلى غاية اليوم ... فنحن الآن نحصد ما زرعناه كما أننا لم نكن مستعدين لدخول الإحتراف ودخلناه بأشخاص غير مؤهلين». هذا ويستعد الكاتب لحسن بلحوسين لإصدار كتب أخرى خاصة بكل نادي على حدى وهم مولودية وهران وجمعية وهران واتحاد وهران ومديوني وهران ورائد وهران ، حيث يقول في هذا السياق: «لقد انتهيت من كتابتهم وتنتظر فقط النشر ، في انتظار التفرغ لكتاب خاص بأزمة كرة القدم الجزائرية والذي يخص مرحلة ما بعد 2010».