تدعّمت المكتبة الرياضية الجزائرية مؤخّرا بكتاب رائع يحمل عنوان (أرشيف كرة القدم الجزائرية) لصاحبه الإعلامي سعيد سلحاني صاحب عمود (زوم المونديال) على صفحات جريدة (أخبار اليوم) خلال أيّام المونديال الأخير. الكتاب الصادر عن مطبعة (الديوان) وبرعاية المتعامل في الهاتف النقّال في الجزائر (موبيليس) يضمّ أكثر من 300 صفحة، من الحجم الكبير وتمّ إخراجه بفنّيات عالية، وممّا زاد في جمال الكتاب نوعية جودة الورق. الكتاب الذي يعدّ مرجعية حقيقية لكرة القدم الجزائرية مقسّم إلى عدّة أجزاء، فالجزء الأوّل تمّ تخصيصه لمعالم كرة القدم الجزائرية مند عام 1893 إلى غاية آخر مباراة خاضها منتخبنا الوطني في تصفيات كأس العالم الأخيرة بالبرازيل، والتي تفوّق فيها على المنتخب البوركينابي بهدف لصفر في ملعب (تشاكر). تضمّن الجزء الأوّل وبالصور حيّزا مُهمّا لجميع الإنجازات التاريخية للمنتخب الوطني، بداية من بلوغه نهائيات كأس أمم إفريقيا بإثيوبيا عام 1968 مرورا بالفوز بذهبية دورة الألعاب المتوسّطية عام 1975 وذهبية الألعاب الإفريقية 1978 بالجزائر والتأهّل التاريخي للفريق الوطني إلى أولمبياد موسكو 1980 وبلوغ نهائي كأس أمم إفريقيا بنيجيريا 1980 والتأهّل إلى مونديال إسبانيا 1982 والفوز التاريخي على ألمانيا 1982 والتأهّل إلى مونديال المكسيك 1986 والتتويج بكأس أمم إفريقيا 1990 بالجزائر وبلوغ نهائيات كأس العالم بجنوب إفريقيا 2010. وعلى مدار 51 سنة عمر المنتخب الوطني، قام مؤلّف الكتاب سعيد سلحاني بعمل جبّار يستحقّ كلّ الثناء، بنشره البطاقات الفنّية لمباريات المنتخب الوطني، والتي يفوق عددها ال 500 مباراة. بيانات جميع اللاّعبين الذين حملوا الألوان الوطنية تضمّن الكتاب في جزئه الثاني سردا لجميع بيانات اللاّعبين الذين حملوا الألوان الوطنية منذ الاستقلال، وتضمّنت القائمة أكثر من 500 لاعب. ولم يكتف كاتب الكتاب بسرد بيانات اللاّعبين، بل قام بنشر العديد من الصور، كما وقف مع أشهر الأسماء التي دافعت عن المنتخب الوطني، أشهرهم على الإطلاق لاعب شباب بلوزداد سابقا حسان لالماس الذي نتمنّى له بالمناسبة الشفاء العاجل. وعاد صاحب الكتاب لنشر سبر الآراء قامت به جريدة (الشباك) في نهاية القرن الماضي بخصوص أحسن لاعب لكلّ الأوقات، حيث اختير حسن لالماس الأحسن، فيما حلّ بلّومي ثانيا وماجر ثالثا. الترتيب الأبجدي لجميع مباريات الخضر مؤلّف الكتاب قام بوضع مباريات المنتخب الوطني وفق الترتيب الأبجدي لجميع منافسيه، سواء تعلّق الأمر بالمباريات الوطيئة أو الرّسمية لتسهيل على المتصفّح للكتاب معرفة عدد المباريات التي خاضها منتخبنا الوطني مع اي منافس كان. سعيد سلحاني لم يكتف بالمباريات التي لعبها المنتخب الوطني مع الدول، بل قام بنشر جميع المباريات التي لعبها منتخبنا ضد النوادي وفق التسلسل الزمني. سرد شامل لجميع المنتخبات الشبّانية ومنتخب السيّدات إضافة إلى نتائج المنتخب الوطني للأكابر تضمّن الكتاب سرد شاملا لجميع نتائج المنتخبات الوطنية الشبّانية ومنتخب السيّدات، وهي النتائج التي أخذت من مؤلّف الكتاب حيّزا كبيرا من وقته على اعتبار أن هذه النتائج لا تتوفّر عليها حتى الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (الفاف). أسماء رؤساء الفاف ومدرّبي الخضر وأحسن هدّافي المنتخب الوطني الكتاب تضمّن كذلك جميع الشخصيات التي تعاقبت على رئاسة الاتحادية الجزائرية لكرة القدم (الفاف) منذ الاستقلال إلى وقتنا الحالي والفترة الزمنية لكلّ رئيس، مرفقة بوثيقة لأوّل اجتماع لأعضاء الاتحاد الجزائر بعد الاستقلال والمنعقدة بتاريخ21 أكتوبر 1962، وهو الاجتماع الذي سبق تشكيل الحكومة الجزائرية الأولى من الاستقلال. كما تضمّن الكتاب جميع أسماء المدرّبين الذين تعاقبوا على تدريب المنتخب الوطني الأوّل والفترة الزمنية لكلّ مدرّب، كما خصًّ حيّزا لجميع هدّافي المنتخب الوطني منذ الاستقلال ؤلى وقتنا الحاضر. 50 صفحة من الصور جلّها نادرة للمنتخب الوطني إضافة إلى كلّ ما تمّ ذكره خصّص سعيد سلحاني 50 صفحة كاملة لنشر صور المنتخب الوطني، جلّها نادرة وبعضها باللّونين الأبيض والأسود، ومن خلال هذه الصور يجد المرء نفسه يسبح في زمن كان فيه جمهور ملعب 20 أوت يشاهد مباريات (الخضر) دون سياج كما هو الحال في يومنا الحالي في العديد من الملاعب الأوروبية، وللتاريخ نقول إن الجزائر سبقت هذه الدول في عدم وجود سياج يفصل الجمهور واللاّعبين. الكتاب جدير بتصفّحه كونه يعدّ مرجعا حقيقيا لتاريخ كرة القدم الجزائرية، خاصّة المنتخب الوطني. ويأتي صدور هذا الكتاب في وقت يعكف فيه هذا الأيّام مؤلّفه سعيد سلحاني على تأليف كتاب آخر حول تاريخ البطولة الوطنية وكأس الجزائر، وينتظر أن يرى هذا الكتاب النّور قبل نهاية السنة الجارية. خمس أسئلة لسعيد سلحاني شماتة صحفي فرنسي دفعني إلى تأليف هذا الكتاب يعدّ الإعلامي سعيد سلحاني من كبار وأعمدة الصحفيين ليس في الجزائر فحسب، بل في الوطن العربي إن لم نقل في العالم، كيف لا وهو الذي قضى حوالي 50 سنة في ميدان الإعلام وقام بتغطية العديد من المنافسات الرياضية الكبيرة، منها مونديال إسبانيا 1982 وأولمبياد لوس أنجلس 1984، كما رافق المنتخب الوطني والنوادي الجزائري خلال فترة السبعينيات. الخبرة التي اكتسبها سعيد سلحاني من خلال احتكاكه بكبار الصحفيين العالميين خاصّة الأوروبيين منهم، كانت وراء تأسيسه لجريدة (الشباك) الرياضية عام 1993، وهي الجريدة التي أحدثت قفزة عملاقة في الصحف الرياضية آنذاك، خاصّة بتخصّصها في الأندية الصغيرة. ترى كيف خطرت ببال سعيد سلحاني فكرة تأليف كتاب حول أرشيف كرة القدم الجزائرية؟ ذلكم هو السؤال الذي سيجيبنا عنه سعيد سلحاني من خلال الأسئلة الخمس التي ارتأينا أن نطرحها عليه في هذا الحوار القصير. * بداية هنيئا لك صدور كتاب (أرشيف كرة القدم الجزائرية)... ** شكرا لكم على هذه الاستضافة وعلى هذه الفرصة التي منحتموها لي، وهذا اعترفا منكم لمدى قيمة عملي. * هل أنت راض على ما قدّمته في هذا الكتاب؟ ** الحمد للّه راض كلّ الرضا، فليس سهلا على أيّ كان أن يقوم بجمع جميع بيانات مباريات المنتخب الوطني منذ الاستقلال بعدد أكثر من 500 مباراة، كما أنه ليس سهلا أن يقوم أيّ كان بجمع جميع أسماء اللاّعبين الذين حملوا ألوان المنتخب الوطني منذ الاستقلال، خاصّة وأن البعض منهم انتقل إلى رحمة اللّه. لكن الذي يجب أن أقوله لكم هو أنه حتى وإن كنت راضيا على ما قدّمته في كتاب هذا، إلاّ أن الحكم الأوّل والأخير يبقى للقارئ الكريم. * كيف خطرت ببالك فكرة تأليف هذا الكتاب؟ ** فكرة تأليف الكتاب كانت بعد المباراة الودّية التي خاضها المنتخب الوطني أمام نظيره الفرنسي عام 2001 في باريس، فعشية المباراة كتب صحفي فرنسي في إحدى الصحف الفرنسية (إن الجزائريين يجهلون تاريخ منتخبهم الوطني) كونه لم يجد أيّ شيء عبر موقع (الفاف) عن تاريخ المنتخب الوطني الجزائري. كلام الصحفي الفرنسي أثّر في نفسي كثيرا فتوكّلت على اللّه وقمت بتأليف كتاب عن أرشيف الكرة الجزائرية، وقمت في بداية الأمر بجمع قصاصات لمباريات المنتخب الوطني من الصحف المحلّية والأجنبية، أمّا بخصوص البيانات التي استحال عليّ إيجادها في الصحف فقد لجأت إلى بعض اللاّعبين الذين خاضوا تلك المباريات أو إلى مدرّبين، فهناك مباريات ودّية خاضها المنتخب الوطني خارج أرض الوطن ولم تتطرّق إليها أيّ صحيفة جزائرية، خاصّة إبّان العشرية السوداء في الفترة الأولى التي تلت الاستقلال. * 13 سنة من التأليف أليس بزمن طويل؟ ** كما سبق وأن قلت لك ليس بالأمر الهيّن أن تعثر على جميع بيانات مباريات المنتخب الوطني وبيانات جميع اللاّعبين الذين لعبوا له، حتى الذي لعب مباراة واحدة ذكرت اسمه، إنه أمر ليس سهلا. * لمن يرجع الفضل في صدور الكتاب؟ ** صحيح أن هذا العمل كلّفني عديد السنوات من حياتي، لكن الفضل الكبير في صدور هذا الكتاب يرجع إلى المتعامل في الهاتف النقّال (موبيليس)، وبالمناسبة أشيد بالمدير العام لهذا المتعامل، كما أشيد بالمدير العام لمطبعة (الديوان)، حيث ساعدني كثيرا بإصدار هذا الكتاب، كما أشكر الكثير من زملاء المهنة الذين ساعدوني في جمع المعلومات التي دوّنتها في هذا الكتاب، فلولا هؤلاء جميعا لما ولد هذا الكتاب بهذه التحفة الجميلة.