أكدت الشاعرة المصرية هاجر عمر أن الشاعرة العربية قد تمكنت من حجز مكانتها في سماء الإبداع ، بل و تجاوزته بكثير، بدليل أنها تسجل حضورا قويا في مختلف المحافل و المناسبات الثقافية، لتضع بصمة راقية في ساحة الشعر متخطية كل المسافات و الحدود .. فالمرأة الشاعرة المثقفة حسبها قد أصبحت اليوم امرأة متكاملة لها كيان وشأن عظيم تستجيب بأحاسيسها و ما تحمله داخلها لمختلف القضايا، كما تسهم في الرفع من مستوى الإنتاج الفكري والمعرفي . هاجر عمر التي تعد واحدة من أهم الشاعرات المنتصرات للمرأة و لكل نون الشاعرة و المثقفة صاحبة ديوان " المتمنية" المتوج بجائزة قصور الثقافة بمصر سنة 2015 ، و ديوان " ليل الحواديت"، بالإضافة إلى ديوان " المتنبية " و " ديوان البيضاء " الذي يتواجد حاليا تحت الطبع بأكاديمية الشعر بأبو ظبي ، و هي تقدم حاليا مشروعا ثقافيا خاصا بالمرأة عبر تقديم الصور الأنثوية و الرموز العربية التي يجهلها التاريخ من خلال النصوص الشعرية و التراثية... جريدة " الجمهورية التقت هاجر عمر مؤخرا على هامش مهرجان الشعر النسوي بقسنطينة و أجرت معها الحوار التالي : ما قصتك مع الشعر ؟ الشعر ولد معي وهو حاضر في أقصى ركن فيّ، في الحقيقة أنا لا أفعل شيئا سوى مناداته و استحضاره ، وهو يلبي النداء، لقد ربيت ثقافتي على عيون الشعر العربي ، و حينما نتكلم عن عيون الشعر العربي، فلا بد أن نستحضر الكثير من الأسماء ، فلقد مررت بثقافتي على أسماء عربية قديمة ومعاصرة، ..بالنسبة لي الكلمة هي الروح و الحياة، وأنا أحرص على اختيار مفردات أعيشها وتعيشني وتمثل ذاتي، الشعر غايتي ومنطلقي في تناول أية فكرة أو قضية، أجد من خلال القصيدة حياة مختلفة و بالشعر أسبح في بحور الحياة بمتعة. هل تعتقدين أن الشاعرات العربيات نجحن في حجز مكانة لهن في سماء الإبداع ؟ بالطبع، .. الشّاعرة العربية تمكنت من حجز مكانتها في سماء الإبداع، بل تجاوزت ذلك ، فكما نراها اليوم حاضرة بقوة في مختلف المحافل العربية لتوصل صوتها وإبداعها إلى أبعد نقطة، متحدية بذلك المسافات و الأمكنة، فهي اليوم تخطت كل الحواجز،كما أنها وصلت لمستوى رفيع من الإبداع، و لن أبالغ لو قلت أن المرأة الشاعرة المثقفة أضحت اليوم امرأة متكاملة من جميع النواحي، وهي بفضل ذلك امرأة يهابها المجتمع لها كيان و شأن عظيم على الجميع أن يقف انتباها لهذا الأمر. وهل نجحن في نقل معاناة شعوبهن و بعث رسالة سلام للعالم ؟ المرأة بطبعها داعية للسلام ، تختلجها أحاسيس و مشاعر تفيض بكل حب، وهي تستجيب للهموم باعتبارها فردا من المجتمع، و انطلاقا من بيتها و تجاربها ، ومن محيطها الخارجي تبعت من خلال ما تقدمه برسالة حب و سلام للعالم بأسره، و على الرغم من أن الطريق طويل، وفيه من الأشواك أكثر ما فيه من الورود، إلا أن المرأة الشاعرة تبقى دائما رمزا للسلام و رسالته التي تبعث بها للعالم ،حيث تنطلق من داخل بيتها لتعبر العالم الخارجي، ..هي ببساطة كيان عظيم من شأنه أن يشغل الجميع به. ماهو انطباعك حول مهرجان الشعر بقسنطينة ؟ و هل تقرئين لشاعرات جزائريات ؟ هي مشاركتي الأولى في مهرجان الشعر النسوي بقسنطينة، طبعا سمعت عنه الكثير قبلا، و عند قدومي لمست أهميته البالغة و إضافته الراقية للمجال الأدبي و لكل المشاركات فيه، هو شعلة مضيئة في تاريخ المدينة التاريخية ، ونحن كشاعرات بحاجة إلى مثل هذه المحافل الرائعة لجمع شاعرات عربيات حتى يتواصلن و يندمجن مع المجتمع و العوالم و العواصم الكثيرة، بالنسبة للشاعرات الجزائريات هناك الكثير من الأسماء و القامات الرائعة تنال إعجابي الشاعرة مثل أمنة حزمون و لطيفة حساني و غيرهن كثيرات حقيقة. نصيحة تقدمينها لكل شاعرة ؟ أعيد و أكرر... كن أنفسكن و لا تكتبن إلا ذواتكن.. أنصح كل شاعرة بأن تقرأ كثيرا و تضطلع على التجارب المختلفة ، أن تعيش الحياة كما يجب تسافر و تتعلم ، بحيث أن ذلك كله سينعكس على أفكارها التي تطرح في قصائدها.