طالب مختصون في طب العمل اليوم الثلاثاء بوهران خلال يوم دراسي حول الوقاية من الأمراض المهنية بضرورة مراجعة وتوسيع قائمة الأمراض المهنية التي تتضمن 85 مرضا مهنيا و التي اعتبروها "غير مكتملة". و ذكر بعض المختصين المتدخلين في هذا اللقاء المنعقد على هامش الحملة التحسيسية التي ينظمها الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء لوهران أن قائمة صندوق الضمان الاجتماعي للأمراض المهنية والمتضمنة 85 مرضا مهنيا لا تتضمن العديد من الأمراض على غرار بعض السرطانات التي تصيب العمال في وسط عملهم. و في هذا الصدد ذكر الأستاذ لباني محمد و هو طبيب مستشار في طب العمل بالصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء لولاية وهران أن العديد من الأمراض التي تصيب العمال غير مسجلة في القائمة مثل بعض أنواع السرطانات مثل سرطان المثانة و آلام الظهر والمفاصل والعضلات واضطرابات العمود الفقري. و أشار الى أن آخر تحيين لقائمة الأمراض المهنية كان سنة 2002 حيث تم إدراج التهاب الحنجرة المزمن الذي يصيب خاصة المعلمين الذين تعاني أحبالهم الصوتية إجهادا خلال مسارهم المهني. و لتوسيع هذه القائمة اعتبر السيد لباني أنه من الضروري العمل على رفع التصريح بالأمراض التي تصيب العمال إلى مصالح طب العمل التي ترفعها من جانبها إلى مصالح الضمان الاجتماعي و هو الشيء الذي يتطلب رفع عدد مصالح طب العمل "غير الكافية" -حسبه- بوهران. و حول هذه النقطة اعتبرت بريكسي رقيق فاطمة الزهراء طبيبة أخصائية في طب العمل و ممثلة مديرية الصحة والسكان لولاية وهران أن العمل "يجب ان ينصب على الرفع من عدد أطباء العمل للتعرف أكثر على الأمراض و التصريح بها مما يسمح للعامل المؤمن بالاستفادة من تعويضات الضمان الاجتماعي"، مشيرة إلى أن "التصريح الذي يقوم به طبيب العمل بصفة أساسية يسمح باكتشاف أمراض أخرى لم تكن معروفة". و ذكرت في هذا الخصوص أنه لا يوجد بوهران سوى 13 مصلحة لطب العمل رغم العدد الكبير من المؤسسات الصحية أو الاستشفائية و المؤسسات الاقتصادية و الإدارات و العمال بوهران. و تختلف الأمراض المهنية التي تصيب العامل الجزائري باختلاف نوعية العمل وفقا لذات المتدخلة لتي أشارت أن خطورة هذه الأمراض "تكمن في أنها قد تظهر بعد مدة طويلة عن إصابة العامل التي قد تمتد إلى عشرين سنة وهو ما يشكل عبئا صحيا وماديا واجتماعيا على العامل و على المؤسسة التي يعمل فيها و الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء". و عن الأمراض المسجلة بوهران اعتبرت المتدخلة أن فقدان السمع يعد أحد أهمها حيث يصيب فئة كبيرة من العمال سواء بقطاع البناء أو الصناعة والموانئ وغيرها من الأماكن التي يكثر فيها الضجيج إضافة إلى الربو و السل و التهاب الحنجرة خلال السنوات الأخيرة الذي أصبح يعرف ارتفاعا كبيرا في صفوف المعلمين بصفة خاصة . و حسب الإحصائيات المقدمة من طرف الصندوق الوطني للتأمينات الاجتماعية للعمال الأجراء لولاية وهران فقد تم تسجيل على مستوى المجلس الطبي بالصندوق 15 حالة للأمراض المهنية بين 2018 و 2019 تتعلق أغلبها بالربو و السل و الأمراض المعدية و الصمم. و تم خلال هذا اليوم الدراسي تقديم العديد من المداخلات حول الأمراض المهنية و الوقاية منها و سبل التكفل بها. و ينظم الصندوق للسنة السابعة على مستوى مختلف وكالاته هذه الحملة الوطنية التحسيسية تحت شعار" الأمراض المهنية قضية الجميع" بهدف تعريف أرباب العمل و العمال بالمخاطر المهنية ودور الصندوق في التكفل بالعمال المؤمن لهم اجتماعيا، من خلال النظر في سبل الوقاية من الأمراض المهنية وتوفير وسط مهني مريح و تقليص تكاليف العلاج الباهظة.