شهدت سنة 2019، العديد من التحولات والأحداث الاقتصادية الوطنية، التي كان لها كبير الأثر على واقعنا المعاش، حيث تم إقرار العديد من القرارات، للدفع بعجلة التنمية المتعثرة بسبب تراجع أسعار النفط العالمية، واتخاذ جملة من التدابير المستعجلة، لمواجهة تآكل احتياطات الصرف، على غرار مراجعة قانون المحروقات، والتخلي عن التمويل غير التقليدي، الذي كان له آثار سلبية، لاسيما من ناحية ارتفاع معدلات التضخم، دون أن ننسى رغبة السلطات العليا في البلاد، توسيع قاعدة الاستثمار على شركاء جدد وتحفيز المتعامل الأجنبي من خلال تحسين مناخ الاستثمار في بلادنا، فضلا عن تشجيع وتثمين قطاع الفلاحة والصيد البحري والسياحة، والاستفادة من مشروع طريق الحرير الذي أطلقته جمهورية الصين الشعبية، الذي سخرت له ميزانية ضخمة تقدر بأزيد من 500 مليار دولار. * التخلي عن التمويل غير التقليدي لمواجهة تراجع السيولة المالية أعلنت الوزارة الأولى بتاريخ 21 سبتمبر الماضي، عن قرار «التخلي النهائي عن التمويل غير التقليدي». وهذا أيام بعدما أكدت وزارة المالية، في جويلية الماضي أن اللجوء إلى التمويل غير التقليدي، الذي اعتمدته الجزائر منذ نهاية سنة 2017 لمواجهة تراجع السيولة البنكية بسبب انهيار أسعار النفط، قد «تم تجميده»، إذ ان التمويل غير التقليدي، الذي تم تطبيقه بعد تعديل لقانون النقد والقرض يسمح للخزينة العمومية بالاستدانة مباشرة من بنك الجزائر، وفي نفس المضمار أكدت الحكومة بأن عهد طباعة النقود قد «ولى».. وتمثل هذه الآلية التمويلية المتعارف على تسميتها ب«طباعة النقود» حسب تبريرات حكومة تلك الفترة «إجابة مستعجلة» على تراجع السيولة البنكية بسبب الانهيار الكبير لأسعار النفط ابتداء من منتصف سنة 2014 في الوقت الذي كان فيه اللجوء إلى بدائل الاستدانة الخارجية أو فرض ضرائب جديدة أمرا مستبعد كليا. * قطاع المحروقات يتعزز بقانون جديد تعتبر التعديلات الجوهرية التي أدرجت على قانون المحروقات لاسيما في شقيه التعاقدي والجبائي لتعزيز جاذبية الاستثمار واختيار الجزائر لتكون على رأس ثلاث منظمات طاقوية دولية بداية من 2020 من أبرز محطات قطاع الطاقة خلال سنة 2019 . وتعتبر المراجعة العميقة التي طالت قانون المحروقات من أهم الخطوات التي اتخذتها الحكومة في المجال الطاقوي في 2019 بهدف جعل القطاع أكثر جاذبية بالنسبة للشركاء الأجانب بعد سنوات من ركود الاستثمارات في هذا القطاع الحيوي . وتضمن الأحكام الجديدة المدرجة في قانون المحروقات الجديد تعزيز الدور الاقتصادي والمالي والتقني للشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك. كما ينتظر من القانون الجديد المصادق عليه من قبل غرفتي البرلمان استرجاع جاذبية الاستثمار في المجال المنجمي الوطني في ظل وضع دولي تطبعه المنافسة الشرسة واستقطاب الشركات الأجنبية التي تحوز على التكنولوجيات الحديثة والتمويلات اللازمة لتطوير الموارد الوطنية من المحروقات. * طي ملف سكنات عدل 1 بعد سنوات من الانتظار يعتبر طي ملف سكنات البيع بالإيجار (عدل 1)، والشروع في منح عقود الملكية للمستفيدين من مختلف الصيغ السكنية ومواصلة انجاز وتوزيع السكنات بوتيرة متسارعة، فضلا عن تحلي القطاع بالمزيد من الدقة والصرامة في متابعة مؤسسات الانجاز أهم ما ميز قطاع السكن خلال 2019. وحرص القطاع على تطهير المدونة السكنية وإطلاق جميع المشاريع المسجلة وإنهاء ما هو في طور الإنجاز. وبخصوص السكنات في طور الانجاز، تضمن برنامج سنة 2019 أزيد من 682 ألف وحدة سكنية، منها 273.500 مسكن بصيغة البيع بالإيجار» عدل» و217.500 مسكن عمومي إيجاري و114 ألف مسكن بصيغتي التساهمي والترقوي المدعم، إلى جانب حوالي 22 ألف سكن ترقوي عمومي وحوالي 55 ألف سكن ريفي. وإطلاق انجاز 87 ألف وحدة سكنية بمختلف الصيغ، منها أكثر من 29 ألف مسكن بصيغة البيع بالإيجار (عدل) وأزيد من 18 ألف مسكن بصيغة الترقوي المدعم. * الجزائر تؤكد رغبتها في الانضمام لمبادرة «ديزرتاك» أكد مجمع سونلغاز يوم 7 ديسمبر، وجود إرادة في الانضمام مجددا الى المبادرة «ديزرتاك» الصناعية لطاقة الصحراء (Dii Desert Energy) المتعلقة بتطوير الطاقات المتجددة. وأوضحت الشركة أن التعاون مع «ديزرتاك الصناعية لطاقة الصحراء» يكتسي أهمية كبيرة، حيث سيتم جعل السنوات ال20 القادمة عهدا لانتشار الطاقات الدائمة للبلاد». وكانت وزارة الطاقة قد أكدت بأن الجزائر أبدت اهتمامها بالتعاون مع المجمع الالماني ديزرتاك (Desertec) من أجل تعزيز قدرات إنتاج الطاقة من أصل متجدد وإدماجها بشكل افضل في النظام الكهربائي الجزائري. * سوناطراك ستمارس حق الشفعة على «أناداركو» ستقوم الشركة الوطنية للمحروقات سوناطراك بممارسة حق الشفعة على المصالح التي تحوز عليها شركة «أناداركو» في الجزائر بناء على قرار صادر عن وزارة الطاقة بخصوص صفقة الحيازة التي تمت بين الشركتين الأمريكيتين «أناداركو» و«أوكسيدنتال»، حيث أن الصفقة التي تمت بين الشركتين الأمريكيتين «أناداركو» و«أوكسيدنتال « تتنافى ومواصلة أعمال شركة أناداركو الجزائر» في إطار عقد الشراكة في حقل «بركين» بالجزائر. * إنتاج 12 مليون قنطار من التمور وتوسيم «دڤلة نور» بلغ إنتاج التمور في الجزائر خلال السنة 12 مليون قنطار، على مساحة قدرها 170 الف هكتار، مع وجود رغبة في توسيع مساحة غرس النخيل مستقبلا. وقد حقق قطاع الفلاحة «مكسبا» يتمثل في توسيم « دقلة نور» التي يتم إنتاجها بولاية بسكرة، كما سيتم توسيم أصناف أخرى من التمور التي تنتج في ولايات أخرى من الجنوب الكبير إلى جانب توسيم منتجات فلاحية أخرى. وقد اتخذت وزارة الفلاحة مع التجارة عدة إجراءات لتفعيل عملية التصدير والسماح للمنتجين بالمشاركة في التظاهرات الاقتصادية والتجارية العالمية. * مخطط تنمية جزائري للاستفادة من طريق الحرير الصيني يتعين على الجزائر تحديد استراتيجية تنمية على المدى البعيد حتى تتمكن من الاستفادة من الفرص التي تتيحها المبادرة الصينية «حزام واحد، طريق واحد» أو ما يعرف ب (مبادرة الحزام والطريق) والتي التحقت بها سنة 2018. إذ «غداة تجديد المخطط الخماسي للتعاون الجزائريالصيني 2019-2023، صارت ديناميكية طريق الحرير الجديد تمنح فرصا مؤكدة وامتيازات عديدة للجزائر» ومن ثمة «ينبغي لنا الاعتماد على مخطط استراتيجي على المدى البعيد (أي بين 15 و20 سنة) حتى يتسنى لنا تحديد المحاور الاستراتيجية للتنمية الخاصة، ما سيسمح بتحديد الشراكات الاستراتيجية التي تنوي عقدها مع شركائها بما فيها الصين». وأوصى خبراء بضرورة تحسين علاقة الجزائر، القائمة مع العملاق الآسيوي من خلال البحث عن مكانة متميزة في خضم استراتيجية إعادة التوزيع العالمي الخاص بالصين. والاهتمام بالمنطقة الحدودية تمنراست ونقاط العبور الأخرى إضافة إلى تشكيل سد أخضر لمكافحة التصحر وإنشاء مدارس للمهن بالشراكة واستحداث جامعة للتكنولوجيا والرقمنة. * نسبة امتلاء استثنائية للسدود بسبب المغياثية سجلت الجزائر نسبة امتلاء «استثنائية» للسدود قدرت ب 62 % حيث قدر حجم المياه المخزنة ب 29ر231. 4 مليون متر مكعب. حيث تم تسجيل في 12 نوفمبر 33.989.000 متر مكعب عبر التراب الوطني مما أدى إلى ارتفاع الحجم المخزن في السدود الذي قدر ب 29،231. 4 مليون متر مكعب أي بنسبة امتلاء استثنائية قدرت ب 62 %». وأضافت الوكالة الوطنية للسدود أن من بين السدود ال 65 المستغلة عبر الوطن فإن ثمانية (8) سدود قد فاقت نسبة امتلائها 90 %.