حذر أكاديمون وباحثون في الاتصال والإعلام من مغبة إفراغ الساحة الإعلامية من كل بعد أخلاقي في ممارسة الإعلام ، حيث و في ندوة أكاديمية حول « الأخبار الكاذبة « نظمت بفندق الزهور بمنطقة صابلات بمستغانم نهاية الأسبوع من قبل الجمعية الجزائرية للباحثين في علوم الإعلام والاتصال بمستغانم ، اجمع المشاركون من دكاترة و أساتذة مختصون في مجال الإعلام من بينهم البروفيسور بومدين بوزيد و عبد العزيز بن طرمول أن الانسياق وراء الأخبار المتداولة عبر المنصات الاجتماعية و التي تكون في الغالب زائفة أو شائعات على تلك المنصات يؤدي إلى الطعن في صحة المقالات الصحفية بالنظر إلى اعتبار الفضاء الأزرق مصدر غير موثوق منه كون هذا الأخير يتحول أحيانا إلى مصدر خطورة تكمن في ترك الساحة «للدخلاء الجدد» وهم فئة غالبيتهم لم يتخصصوا إعلاميا ومهنيا ليقوموا بمهمة نشر الإشاعة والترويج بشكل سطحي و ركيك لصالح أطراف ما. و يتفق الحضور أن الانتشار الرهيب للأخبار الكاذبة على المنصات الاجتماعية أتاحت هذه الأخيرة لمستخدميها فرصة نشر المعلومات بكل حرية، ودون اعتبار لضوابط التحقق من صحتها ومصدرها، لتتحول هذه المنابر التواصلية إلى فضاء يتم فيه صناعة الأخبار الكاذبة والعمل على ترويجها ونشرها على أوسع نطاق، خاصة وأن هذه المواقع تستهلك الكثير من وقت الأفراد الذين يسعون لإشباع حاجتهم في استقاء الأخبار، غير أن الحقيقة التي يبحثون عنها حسب المتدخلين قد يتم التلاعب بها وتضليلها في ظل تناقل الروايات والتفاصيل. وكشف الأستاذ محمد مرواني أن توصيات الندوة سترفع إلى وزارة الاتصال وسلطة الضبط السمعي البصري وكل المؤسسات الفاعلة في قطاع الاتصال والإعلام. البروفيسور بومدين بوزيد : «الكذب جيش الكتروني خطر على الدول و السلم الاجتماعي» و في هذا السياق دعا البرفيسور بومدين بوزيد إلى ضرورة التحلي بالحذر والحيطة أمام التدفق الهائل للمعلومات والأخبار المغلوطة الكاذبة ، واصفا إياها بالكيان الإعلامي في الممارسة الصحفية خاصة بعد انتشار واسع للظاهرة على منصات التواصل الاجتماعي. و اعتبر الباحث الأمين العام للمجلس الإسلامي الأعلى أن ممارسة ما سماه «التلفيق و تزييف الحقائق « على منصات التواصل الاجتماعي مرده غياب آليات الردع الكافية وتأخر الممارسين للمهنة الإعلامية في تأصيل الممارسة وضبط آليات العمل و أخلقة الممارسة الإعلامية. محذرا من تنامي ظاهرة « الكذب» في ساحة الإعلام الجديد الذي أضحى يستقطب قطاعا واسعا من الجمهور. و لفت البروفيسور في مداخلته أن مؤسسات الضبط السمعي البصري وغيرها من الهيئات الوصية مطالبة بالتحرك لمواجهة هذه الظاهرة الخطيرة والتي تسبب ضررا حقيقيا على النسق الاجتماعي والمهني والأخلاقي.مؤكدا أن موضوع الكذب يؤدي إلى الكراهية شأنه شأن التدليس و التضليل و الإيقاع و غيرها حسب اتساع المعجم اللغوي لهذا الخلق المشين مما يضر بالآخرين حسبه. و أشار أن مساحة الكذب في الأخبار تعتمد على أساس صراع الهوية . لافتا إلى أن الأخبار الكاذبة في الفايسبوك كانت مدخلا للعديد من الشباب ليتجندوا في معارك و الحروب بالعراق و سوريا و غيرها من البلدان. و ختم مداخلته بان الكذب قد يكون جيشا الكترونيا مهددا للدول القائمة و السلم الاجتماعي. البروفيسور عبد العزيز بن طرمول : «أدعو الصحفيين المهنيين للتحسيس و التوعية بمخاطر الأخبار الكاذبة» من جهته ، اعتبر البرفيسور عبد العزيز بن طرمول أن الإشكاليات المطروحة عبر منصات الإعلام الجديد تخص تعريف الفاعلين والناشرين للمضمون الإعلامي الذي لا يمكن قياسه ولا تصنيفه داعيا في ذات السياق إلى انخراط الصحفيين المحترفين والمهنيين الممارسين عبر وسائل الإعلام في عملية التحسيس والتوعية بمخاطر «الأخبار الكاذبة « وتأثيراتها على الإعلام الوطني. الدكتور العربي بوعمامة : « القيمة في وسائل الإعلام غائبة عن الأنشطة المهنية» أما الرئيس الشرفي ومؤسس جمعية الباحثين في علوم الإعلام والاتصال الدكتور العربي بوعمامة ، فأكد أن القيمة في وسائل الإعلام تعتبر حاليا أولوية هامة ، إذ تغيب على مستوى طرائق العمل والأنشطة المهنية ، محذرا من تنامي ظاهرة «الأخبار الكاذبة « على منصات التواصل الاجتماعي و التي قد تفرض إيقاعا قويا يحيد الإعلام المؤطر الذي يخاطب السياق والأدبيات و تماس مهنه في إطار القوانين والمواثيق الأخلاقية والمهنية. مشيرا أن الإعلام الرسمي يمكن أن يقع في فخ الأخبار المزيفة والإشاعات مما نشأ تحد جديد أمام هذه الوسائل في التعاطي مع مصادر المعلومات . الأمر الذي دفع إلى التفكير في آليات التصدي للعبة الفبركة الإخبارية لما لها من تداعيات على البيئة الإعلامية بنوعيها التقليدي.