الجزائر الجديدة المتمسكة بأصالتها ومبادئها وعقيدتها حلم كبير وجميل يراد مخيلة الجزائريين خلال ثورة التحرير الوطنية التي ضحى فيها الشعب الجزائري بالنفس والنفيس وضرب المثل في الشجاعة والبطولة والأخلاق العالية وحب الوطن والدفاع عنه وقد جاء بيان أول نوفمبر 1954 ليرسم معالم دولة جزائرية ديمقراطية اجتماعية في إطار المبادئ الإسلامية وقد كان إبطال ثورتنا متشبعين بقيم الإسلام والوطنية التي تربوا عليها على أيدي الحركة الوطنية بمختلف تياراتها وأحزابها . و مرة أخرى و بعد مرور أزيد من 6 عقود كانت حبلى بالانجازات و الانكسارات خرج الشعب يوم الجمعة 22 فبراير 2019 في حراك سلمي مطالبا بالتغيير والإصلاح فأسقط النظام الفاسد ورموزه وانتخب السيد عبد المجيد تبون رئيسا جديدا للجمهورية الذي وعد بالعمل على بناء أمة الجزائر الجديدة وإحداث القطيعة مع النظام السابق وقد بدأت تظهر ملامح تلك الدولة التي نرغب فيها من خلال التعليمات والتوجيهات عن طريق إصلاح المنظومة القانونية بتعديل الدستور وقانون الانتخابات وقانون الضرائب وإصلاح التعليم والصحة والإدارة العمومية والبنوك والاقتصاد في النفقات بالاستغناء عن المواكب الرسمية والزردات و باعتماد العمل الميداني بتفقد أحوال المواطنين خاصة في مناطق الظل التي تعاني من الحرمان وغياب التنمية وبمحاربة الفساد والبيروقراطية وكل الأمراض والآفات الاجتماعية . فالقيادة العليا بالدولة عازمة على إحداث التحول استجابة لمطالب الحراك ورغبات الشعب من أجل جزائر قوية ومزدهرة لكن الإرادة الخيرة وحدها لا تكفي وكذلك السلطات العمومية فلابد من إشراك الشعب الذي عليه أن يتحلى بالإرادة القوية والأخلاق الطيبة والجدية في العمل والنشاط بدل الاتكال على الدولة وعلينا أن نتذكر شهداءنا الذين قدموا أرواحهم لنحيا أحرارا .