السياسة جد وعمل وشجاعة وفكر وتخطيط وتدبير واقناع وقدرة على التجنيد والقيادة والزعامة ونحن في أزمة سياسية وحراك شعبي ومطالب بالإصلاح والتغيير وبنظام جزائري وطني أصيل نابع من الشعب ليحكم باسمه ويخرجنا من التخلف بكل نقائصه وعقباته ومشاكله لنلحق بركب الدول الراقية المتحضرة المزدهرة ولنا كل الامكانيات لفعل ذلك اذا استطعنا أن نختار الرجال الذين يتولون امور دولتنا بحكمة وحنكة وعدالة وحب و صدق واخلاص لقد بلغ عدد الراغبين في الترشح للانتخابات الرئاسية المقررة يوم 12ديسمبر المقبل حوالي 130أغلبهم غير معروفين حتى على المستوى المحلي فما بالك بالوطن كله لكن لا يجب التقليل من شأنهم فهناك دكاترة وخبراء ومعهم اشخاص مشكوك في قدراتهم العقلية وهذه هي الديمقراطية الشعبية فاشتراط المستوى الجامعي لم يكن كافيا للحد من ظهور مرضى الترشيحات وقد ينسحب الكثير منهم قبل اعلان القائمة النهائية نظرا لصعوبة الحصول على 60ألف توقيع من 25ولاية كشرط لقبول الملف إن تقلد منصب رئيس الجمهورية في بلد كبير وهام مثل الجزائر يتطلب شخصية قوية مطلعة وقادرة على التسيير واخذ القرارات الصعبة واختيار الاطارات والكفاءات ولها برنامج مدروس وقابل للتطبيق اعد بعناية كبيرة من قبل خبراء في الاقتصاد والمالية والتخطيط والقانون والهندسة بكل فروعها ومبني على معطيات حقيقية من موارد مالية لازمة للتنفيذ وثروات طبيعية قابلة للاستغلال ومناصب عمل بالإضافة الى تلبية الحاجيات الضرورية للمجتمع من سكن وصحة وتعليم وصناعة وطرق وكهرباء ووسائل اتصال فالأمر ليس بسيطا كما يعتقد البعض وانتقاد النظام السابق وكشف اخطائه الكثيرة ومفاسده لا يكفي وتقديم الوعود والاكثار من الخطب الحماسية والتصريحات والظهور المتكرر في الحصص الاذاعية والتلفزيونية وعلى صفحات الجرائد يحتاج الى تعهد واضح وصريح بالتطبيق مع القدرة على ذلك الجزائر بحاجة الى رجل ميدان يؤمن بالعمل والانجاز ولا يتهاون ولا يتراجع ان رأى نفسه على حق يعيد الامل للنفوس اليائسة ويبعث الحيوية والنشاط في الاجساد المتراخية والعقول الكسلانة فيجدد الثقة لدى المواطنين ويجعلهم يتعلقون بوطنهم فيخدمونه مقابل ان يوفر لهم الاستقرار والعمل والسكن والحرية فالجزائر كبيرة وغنية بشبابها وثرواتها لكنها لم تجد القيادة الراشدة التي توظف تلك الامكانيات وقد نخرها الفساد اننا بحاجة الى جزائر جميلة متطورة مزدهرة محترمة في الداخل والخارج مهابة الجانب تجذب السواح اليها والباحثين عن فرص العمل ولسنا في حاجة الى تأشيرات سفر لنحيا ونموت في الغربة فأرضنا أحقنا أحياء وأمواتا