50 طنا من الفرينة يوميا و60 طنا من السميد أسبوعيا بالرغم من جميع الضمانات التي قدمتها الوزارة الوصية، بتوفير مادتي دقيق القمح الصلب "السميد" ودقيق القمح اللين "الفرينة"، إلا أن تهافت المواطنين على هاتين المادتين، في هذا الظرف الاستثنائي الذي تمر به البلاد، جراء تفشي فيرس "كورونا"، ضاعف من عملية التموين وصعّب من مهمة العاملين في بعض نقاط البيع المتواجدة بالولاية، مما استلزم تدخل العناصر الأمنية لتنظيم عمليات البيع وحث المواطنين على احترام مسافة الأمان تفاديا لانتشار العدوى. وللوقوف على مدى سير عملية تموين المواطنين بمادتي السميد والفرينة للعائلات الوهرانية، قامت جريدة "الجمهورية" أمس بخرجة ميدانية إلى نقطتي بيع بكل من الحمري والمدينة الجديدة لرصد بعض آراء المستهلكين والباعة معا. البداية كانت من الوكالة التجارية المتواجدة بالمدينة الجديدة "بلاس روكس" سابقا، فرع مطاحن "الباهية" التي شهدت ومنذ الساعات الأولى من الصباح الباكر، طوابير كبيرة من المواطنين الذين جاءوا من كل حدب وصوب لاقتناء مادتي السميد والفرينة، مما دفع بالعاملين بعين المكان بالاستنجاد بعناصر الأمن لحث المواطنين على المحافظة على إجراءات تدابير الوقاية لتفادي تفشي فيروس "كورونا" على غرار من احترام مسافة الأمان. هذا التهافت من قبل العائلات الوهرانية، قابله نقص كبير في العرض حسب ما أكدته السيدة "م. نورية" التي تشرف على عملية بيع مادتي السميد والفرينة في هذه نقطة البيع، حيث أكدت بدورها أن التهافت الكبير للزبائن على مادة السميد على الأخص، أدى بنفاد كل الكميات التي جلبت إلى هذه نقطة في الساعات الأولى وتحديدا قبل الساعة العاشرة صباحا مشيرة إلى أنه يوميا يتم تزويد نقطة البيع المتواجدة على مستوى المدينة الجديدة، بأطنان من مادتي الفرينة والسميد، لكن في ظل الإقبال الكبير للمواطنين على تخزين هاتين المادتين تنفد الحصص في ظرف أقل من ساعتين، علما أن سعر الفرينة حددها ب600 دج للكيس الذي يحتوى على 25 كيلوغرام من هذه المادة في حين أن سعر السميد حدد ب1000 دج للكيس الذي يحتوى على 25 كيلوغرام وقد أبدى بعض المواطنين الذي وجدناهم بهذه الوكالة التجارية، تذمرهم واستياءهم لتصرفات بعض المستهلكين الذين يقومون بتخزين المادتين، مما أدى بنفاد الكميات المعروضة، لاسيما مادة السميد، مؤكدين أن البعض يقومون باقتناء كميات من السميد والفرينة لإعادة بيعها من جديد بأثمان باهظة مطالبا الجهات المعنية بفرض المراقبة الصارمة وتسليط أقصى العقوبات على المخالفين. أما عن نقطة البيع المتواجدة على مستوى منطقة "الحمري" فقد أبدى العديد من العاملين بهذه الوكالة التجارية عن تذمرهم من تصرفات، بعض المواطنين الذين يستعملون في كل مرة القوة لاقتناء الفرينة والسميد، رغم نفاد الحصص وحسب هؤلاء فإن مهمة البيع صعبة جدا "وتستدعي تدخل الأمن لتنظيم الطوابير غير المنتهية، التي تشهدها يوميا هذه النقطة وفرض القواعد الصحية، بإجبار الزبائن على احترام مسافة الأمان وحسب هؤلاء العاملين فإن تضاعف مستوى الاستهلاك أدى إلى نقص كبير في الفرينة والسميد، الذي شهدته معظم الوكالات التجارية من حصص المادتين. وفي هذا الإطار أشار مصدر من مجمع "اغروديف" سامباك سابقا أن عملية التموين بمادتي القمح الصلب السميد والقمح اللين مستمرة، ومضمونة حيث يتم يوميا تموين نقاط البيع بأكثر من 50 طنا من الفرينة و60 طنا من مادة السميد أسبوعيا وهذا منذ ارتفاع عدد ظهور الإصابات بفيروس كورونا في الجزائر، خلافا للأيام العادية التي كانت نفس الحصص من مادتي السميد والفرينة تصل إلى نقاط البيع شهريا، مطالبا عبر صفحات جريدة الجمهورية التعقل وعدم الإفراط في اقتناء مادتي "السميد والفرينة"، لأن الكميات سواء من القمح الصلب واللين متوفرتين كما طالب بضرورة تفعيل المراقبة في الأسواق للقضاء على المضاربة مشيرا إلى ضرورة التنسيق بين الجهات والهيئات لتجاوز هذه الأزمة الصحية التي تمر بها البلاد. المبالغة في الشراء ومن جهتها دعت منظمة حماية المستهلك، المواطنين إلى التحلي بالإنسانية والابتعاد عن الأنانية في اقتناء المواد الواسعة الاستهلاك، وعلى أن الوزارة الوصية قد وفرت بالأسواق جميع المواد وبكميات كبيرة ولا خوف من ندرتها أو نفادها، وأشار مصدر من المنظمة إلى أن "الندرة التي سجلت في الأسواق خلال الأيام الفارطة، تبعا لارتفاع عدد الإصابات بفيروس "كورونا" في الجزائر، سببها مبالغة المستهلك في اقتناء المواد بكميات كبيرة مطالبا المستهلك بالتعقل والابتعاد عن اللهفة في عملية الشراء.