جدد أطباء دعواتهم لمواطني عين الدفلى بضرورة أخذ الحيطة والإحترام الصارم للإجراءات السارية لمكافحة فيروس كوفيد-19 خصوصا تلك المتعلقة بالحجر, محذرين من أي تراخي قد يتسبب في موجة ثانية من الوباء تكون نتائجها وخيمة. وأكد هؤلاء الأطباء أن إعادة فتح المحلات التجارية لا يعني إنتهاء الحرب ضد فيروس كورونا, مشيرين إلى أن الخطر مازال يهدد بالإنتشار بسبب تنقلات وتجمعات الأشخاص. وفي هذا الصدد, إعتبر الدكتور عمر بلعباسي أخصائي في الأمراض التنفسية والحساسية بالمؤسسة العمومية الإستشفائية "مكور حمو" أن بلوغ "المرحلة الأخيرة" في الحرب ضد الوباء مرتبط بالمجهودات المبذولة في مراقبة السلوكات الوقائية والوعي بدورها الأساسي. وأوضح المتحدث أن تحسن بعض المؤشرات لا يجب أن يدفعنا "للإطمئنان" لأن أي استهتار في تطبيق قواعد الحجر والتباعد الاجتماعي يمكن أن تكون له "عواقب جد وخيمة". واسترسل الدكتور بلعباسي قائلا "صحيح أننا سجلنا بعض المؤشرات الإيجابية كانخفاض عدد المرضى الذين تستقبلهم مصلحة الاستعجالات والإنعاش, إلا أن عدم احترام المواطن للإجراءات الوقائية المتعلقة بالحجر الصحي, سيساهم في نقل الفيروس خصوصا للأشخاص الضعفاء (كبار السن, ذوو الأمراض المزمنة) وذلك بسبب التنقلات غير الضرورية والتجمعات". وبالنسبة للطبيب الذي يشغل أيضا منصب مسؤول مصلحة حجر المرضى الذين ظهرت عليهم أعراض الفيروس بذات المؤسسة الاستشفائية, فإن الانخراط الواسع في مجهودات محاربة الوباء هو شرط أساسي في مكافحة الفيروس, لافتا إلى أن هذا الإجراء "يتطلب الكثير من الصبر والتضحيات". "من المؤكد أن المواطنين لا يمكنهم الامتناع عن ممارسة أعمالهم, غير أن ذلك يجب أن يتم طبقا للقواعد الوقائية المعروفة وذلك لتجنب ذهاب مجهودات مكافحة الوباء هباء", يقول المتحدث. وبالإضافة إلى غسل الأيدي باستمرار, يوصي الدكتور بلعباسي بارتداء الكمامة لأن هذا الإجراء من شأنه التقليل من خطر الإصابة بالعدوى بنسبة تتراوح ما بين 50 إلى 90 بالمائة, مشيرا إلى أن الحجر الصحي يبقى أفضل وسيلة للحماية. ويتفق الدكتور بوزيان رضوان, طبيب متطوع في نفس المصلحة, في الرأي مع زميله, إذ أكد على أهمية الحجر في الوقاية من كوفيد-19 لافتا إلى أن هذا الإجراء سيساهم في حالة تطبيقه بصفة "صارمة" في وقف هذا الوباء. وأفاد ذات المتحدث أن "الحجر لا يمكنه أن يقلل من مخاطر العدوى إذا لم يكن صارما ومتواصلا وليس بشكل متقطع", محذرا من التجمعات خصوصا خلال شهر رمضان. كما شدد مدير مستشفى عين الدفلى, حبيش بوعبدالله, على أن العمل الذي قام به الأطباء في مجال مكافحة فيروس كورونا قد لا يعطي ثماره إذا ما طغى اللاوعي وعدم الانضباط. "عند رؤيتنا لتفاني وشجاعة الجيش الأبيض (الأطقم الطبية وشبه الطبية) في مكافحة كوفيد-19 نتفاءل بتحكم أفضل مستقبلا في تطور المرض, لكن هذا قد لا يتجاوز مرحلة التمني إذا ما تفاقم التراخي الملاحظ في تطبيق الحجر هنا وهناك", يقول ذات المسؤول.