- منحت وسام الاستحقاق الوطني من مصف «عهيد» في 2017 فقد الساحة الفنية أمس إحدى الشخصيات الرائدة في المسرح والشاشة الصغيرة، الفنانة القديرة نوري قصدرلي عن عمر ناهز 99 عاما بعدما قدمت أكثر من 6 عقود زمنية من العطاء الفني في المسرح والسينما والتلفزيون متميزة في الكثير من الأعمال التي عرفت فيها بدور الأم الجزائرية التقليدية و برزت أكثر في بنادق الأم كرار،الاستثناء والقاعدة، ممثل رغم أنفه ، وردة حمراء ، الغولة، سليمان الملك، احمرار الفجر، و«بيت برناردا ألبا» حيث عملت في أكثر من 200 مسرحية و 160 فيلمًا تلفزيونيًا و 4 أفلام روائية. و اسم نورية قصدرلي الحقيقي هو خديجة بن عايدة ، من مواليد مدينة تيارت عام 1921، حيث بدأت مشوارها الفني صدفة عام 1945 حين طلب منها زوجها الممثل الراحل مصطفى قصدرلي أحد أعمدة المسرح الجزائري وعدد من رفاقه الفنانين تعويض ممثلة تغيبت عن موعد عرض وهكذا كان أول دور لها كمتسولة أمام عبد الرحمان عزيز. وفي سن 14 عاما انتقلت للعيش رفقة أختها من أبيها في مدينة مستغانم. وبعد بضع سنوات ارتبطت بالمسرحي مصطفى قصدرلي وهي بنت 19 عاما. ثم انتقلا إلى العاصمة واشتغلت خياطة، بينما كان زوجها قصدرلي وقتها، يقوم بتنشيط جولات فنية رفقة عبد الرحمن عزيز، بوعلام رايس ومصطفى بديع في مختلف أنحاء الوطن بإمكانيات بسيطة تكاد تكون منعدمة. انطلقت قصتها مع الفن بالصدفة عندما طالب منها زوجها ورفاقه إعارتهم مبلغا من المال كانت تخبئه من مهنتها كخياطة فوافقت بشرط أن ترافقهم في الجولة للفرجة فقط. لكنهم في طريقهم بين سطيف وقسنطينة اكتشف الفريق غياب الممثلة التي كانت ستقوم بأحد الأدوار فعوضتها نورية التي لعبت أول أدوارها «دور المتسولة»، أمام عبد الرحمان عزيز في عام 1945، وهنا بدأت حكايتها مع الفن. و اطلقا كل من «مصطفى بديع» و«بوعلام رايس» عليها اسم «نورية «. لعبت «نورية» أولى أدوارها رفقة «عبد الرحمان عزيز» عام 1945 رغم معارضة زوجها للفكرة. وكان أكثر شخص شجّعها هو «مصطفى بديع» الذي أسهم في عودتها إلى التمثيل بعدما توقفت لفترة بسبب إصرار زوجها عليها لتترك العمل، قبل أن يظهرا معا على خشبة أوبرا الجزائر ( المسرح الوطني حاليا). كان محي الدين بشطارزي يبحث عن ممثلة تقوم بدور امرأة بدوية تتكلم باللهجة الوهرانية، فرشحها «مصطفى بديع» للدور، وعندما دخلت نورية على بشطارزي نظر إليها وقال لعبد الرحمان عزيز: «طلبت منك بدوية، ماشي ماريكانية يا سي عزيز»، فردّت ضاحكة: «أنا بدوية»،وقامت بالدور أمام الفنانتين كلثوم، لطيفة وحبيب رضا. مثّلت نورية إلى جانب وهيبة زكال، هجيرة بالي، فريدة صابونجي، شافية بوذراع، رويشد وحسن الحسني، هذا الأخير مثّلت معه في خمسينات القرن الماضي، وكانت له معها جولة في فرنسا، أما مصطفى بديع، فقدّمت معه عدة تمثيليات إذاعية.كما تعاملت مع كبار المخرجين الجزائريين في السينما والتلفزيون كبن عمر بختي وموسى حداد والحاج رحيم، وقد قدمت على مدار مشوارها الفني الطويل أكثر من 200 مسرحية وأزيد من 160 فيلمًا تلفزيونيًا إضافة الى 4 أفلام روائية.ومن أعمالها السينمائية والتلفزيونية البارزة «خذ ما عطاك الله» (1981) و«الليل يخاف من الشمس» (1964) و«أبناء القصبة» (1963).وأما من أعمالها التلفزيونية مسلسل «المصير» (1989) وسكاتشات «العروسة والعجوزة» و«هي وهو» و«خالتي حنيفة في رمضان».وكانت نورية قد كرمت في العديد من المرات من طرف وزارة الثقافة وكذا جمعيات فنية, كما منحت في 2017 وسام الاستحقاق الوطني من مصف «عهيد».