زار أول أمس وفدا وزاريا تابعا لوزارة الثقافة ولاية وهران، مكونا من مستشار وزيرة الثقافة والفنون، و مدير ترميم وحفظ التراث، ومديرة الدراسات الاستشرافية والتوثيق والإعلام الآلي، والمدير العام للديوان الوطني لتسيير واستغلال الممتلكات الثقافية المحمية، ومديرة المركز الوطني للبحث في علم الآثار، ومدير المركز الوطني البحث في عصور ما قبل التاريخ وعلم الإنسان والتاريخ، تبعا للزيارة التفقدية الأخيرة لوزيرة الثقافة والفنون مليكة بن دودة لولاية وهران، حيث تنقل الوفد للموقع الأثري ببطيوة، أين يتم العمل على تحديد حدود المنطقة المصنفة من أجل تسييج الموقع انطلاقا من مخطط حفظ واستصلاح الموقع الأثري،كما تم الاتفاق على إطلاق حفرية منتظمة خلال شهر سبتمبر المقبل، مع القيام بمسح جيوفيزيائي للموقع، على أن تكون كل الإجراءات و الخطوات المتخذة بالشراكة مع المؤسسات البحثية الأكاديمية بكل من جامعات وهران وجامعة شلف وجامعة معسكر، لفتح باب التعاون مع المؤسسات الأكاديمية وإعطاء فرصة التكوين الميداني لطلبة اختصاص علم الآثار في الجامعات المذكورة. حول مضامين هذه الزيارة التفقدية، أكد أول أمس نوري مخيسي رئيس مكتب النشاط بمديرية الثقافة لولاية وهران في تصريح خص به الجمهورية، أنه خلال الزيارة التي قام بها الوفد الوزاري إلى موقع الأثري ببطوة، تم الاتفاق على إعداد دراسة لتعديل ملف تصنيف الموقع الأثري لبطيوة الذي صنف سنة 1900 كونه «بقايا مدينة رومانية « وذلك من أجل إدراج كل الحقب و الحضارات التي عرفها الموقع، وهو ما يسعى فريق الحفرية المتعدد التخصصات إلى إظهاره وإبرازه وتثمينه، خاصة وأن هناك عدة دراسات حديثة التواجد تؤكد بأن الموقع لا يقتصر فقط على البقايا الرومانية، وإنما شهد الموقع تعميرا بشريا لمراحل تاريخية مختلفة بدءا من عصور ما قبل التاريخ إلى الحضارة الفنيقية ثم النوميدية والرومانية وصولا إلى الحضارة الإسلامية. من جهة أخرى، أضاف نوري مخيسي أن الزيارة شملت أيضا المتحف الوطني أحمد زبانة، حيث قام الوفد بعقد جلسة عمل للوقوف على التحضيرات لتدخل الخبراء من جمهورية التشيك المرتقب لترميم تماثيل المسرح الجهوي «عبد القادر علولة»، الذي تعطل بسبب تعطل الرحلات الجوية جراء الوباء. كما وقف وفد وزارة الثقافة والفنون، على عملية إعداد مخطط تهيئة المتحف قبل الشروع في عملية مطابقته للمقاييس الدولية ولعصرنة مرافقه تجسيدا لاتفاقية التعاون بين الجزائر وجمهورية التشيك. وكانت أخر محطة في الزيارة، تضمنت قصر الثقافة من أجل ضبط آجال استلام هذه المنشأة الثقافية الهامة، حيث وقف الوفد الوزاري على وتيرة تقدم الأشغال التي وصفت بالجيدة، كما أن عملية التهيئة الخارجية تشرف على نهايتها.