يتواجد وفد من الخبراء في علم الآثار من جمهورية التشيك بعين تموشنت حيث زار الأربعاء الماضي الموقع الأثري لسيقا والضريح الملكي لسيفاكس الذي يشكل جزء من مملكة نوميديا المصنف كمعلم وطني حسبما علم أول أمس من مدير الثقافة للولاية. ويضم هذا الوفد الذي يرافقه ممثلون عن وزارة الثقافة والمركز الوطني للبحث في علم الآثار ثلاثة مختصين في علم الآثار ويرأسه مدير المتحف الوطني التشيكي، كما ذكر كريم بوعرفة مضيفا أن صباح الأربعاء الماضي خصص لزيارة هذا التراث الغني ذي الأهمية التاريخية والحضارية الكبرى. وحسب حكيم إيديران الملحق للبحث بالمركز الوطني للبحث في علم الآثار للجزائر فإن هذه العملية الرامية إلى حماية هذا الموقع تندرج في إطار مذكرة تفاهم حول التعاون الجزائري-التشيكي في مجال التراث الثقافي التي وقعت في أغسطس الماضي بالجزائر بين وزارة الثقافة الجزائرية والمديرية العامة للمتحف الوطني التشيكي. وتهدف هذه الزيارة الميدانية أيضا إلى تطوير محاور البحث الأثري لإطلاق محورين للبحث حول هذا الموقع. ويتعلق الأمر بطرح مقترحات للوصاية للاستكشاف والحفريات الأثرية كما أشير اليه. ومن المتوقع أن يتم تصنيف مملكة نوميديا المدرجة في البرنامج الوطني للبحث للمركز الوطني للبحوث في علم الآثار كتراث عالميا لليونسكو على غرار سركاجي بالجزائر العاصمة وامدغاسن في باتنة وفق كريم بوعرفة. وبعد التذكير بزياراته المتعددة إلى الجزائر في إطار التعاون بين بلاده والجزائر أشار المدير العام للمتحف الوطني التشيكي ميكال لوكس الى أن مذكرة التفاهم الموقعة بين الطرفين تهدف إلى تجسيد أساسا جانبين يتمثلان في تقديم المساعدة لرقمنة الأملاك الثقافية وإطلاق تعاون في مجال علم الآثار وتحديدا بموقع سيقا. "لقد سمحت لنا هذه الجولة بإجراء دراسة استكشافية واسعة لمملكة نوميديا أين تمتزج الآثار النوميدية والرومانية" يضيف نفس المتحدث، مبرزا أنه يحتمل إجراء أشغال للإنقاذ والحماية وفقا للخصائص المميزة للموقع، وأضاف أن "الأهمية العالمية لهذا الموقع لا تحتاج إلى إثبات مما يعكس أهمية ترميمه وإطلاق للبحث وحفريات بعين المكان". وقد شكل هذا الموقع محل حفريات عام 1978 من طرف فريق جزائري-ألماني مما سمح بنفض الغبار عن منزل يتكون من عدة غرف كما أشير إليه. وعرفت الآثار التاريخية لسيقا الواقعة ببلدية ولهاصة (35 كلم عن عين تموشنت) في السنوات الأخيرة حالة من التدهور والتشويه.