❊ مصطافون يخرقون قواعد الوقاية.. اختناق مروري و"هجوم" عائلي ❊ مصالح الأمن تتكفّل بعمليات التنظيم والتحسيس والتوعية توافد منذ صباح أمس السبت، آلاف المصطافين على شواطئ العاصمة، على غرار الولايات الساحلية الأخرى، حسبما لاحظناه ببعض شواطئ غرب الولاية، حيث اتخذت العائلات أمكنة لها باكرا لتتمتع بنسمة البحر وبرودة مياهه لتخفف من لفح الحرارة المرتفعة، بعد اشهر من الغلق والحجر والأزمة الصحية، وقد وجد الأطفال بالخصوص ضالتهم في عودة الحياة الطبيعية والخروج للتنزه والاستجمام بعد أشهر من "الطوارئ"، التي أثرت سلبا على نفسيات الأفراد. كما كان متوقعا شهدت أمس، شواطئ العاصمة، تدفقا كبيرا للمصطافين الذين جاؤوا من العاصمة والولايات الداخلية المجاورة، إذ أسّر لنا أحد القاطنين بجوار البحر الذي وجدناه خارجا من الشاطئ مع صبيته في حدود الحادية عشرة والنصف صباحا، أن بعض المواطنين من أتوا من ولايات قضوا ليلتهم السابقة ببعض شواطئ العاصمة، كي يظفروا في اليوم الموالي بأماكن لركن السيارات، واتخاذ أماكن قريبة من الشاطئ. ولم يخفِ عبد القادر، القادم من بوفاريك، الذي كان برفقة جاره وطفليه أن صغيريه لم يطيقا صبرا على حرمانهما من متعة مياه البحر، لاسيما أنهما تعودا على زيارة الشاطئ كل بداية موسم اصطياف، قائلا: "أعلم أن إحساس الأبناء اليوم بالمتعة كبير جدا ونحن كأولياء نرتاح بارتياحهم"، مضيفا: "لقد كانوا ينتظرون هذه الفرصة على أحر من الجمر"، مشيرا إلى أن الأطفال سيفرغون شحنات الطاقة المتراكمة منذ أشهر عديدة، ويطفئون جمرتها في المياه المالحة. تصرفات مخلّة بالقواعد الوقائية الملاحظ أن دخول الشواطئ في ظل انتشار وباء كورونا المستجد لم يختلف عن الأعوام الأخرى، حيث كان المواطنون يتوقعون أن تكون هناك مداخل خاصة بالمصطافين يتم من خلالها مراقبة مدى ارتدائهم للكمامات مثلا، وتقاس درجة حرارتهم وغيرها، لكن لا شيء من هذه التدابير موجود ما عدا دوريات الدرك الوطني التي تجوب الشواطئ، وتتكفل بالجانب الأمني، لكن غاب جزئيا ببعض المواقع المكلفون بتطبيق القواعد الصحية ومنها ضرورة وضع الكمامات، ومنع بعض التصرفات الأخرى التي تشكل خطرا على المصطافين، لاسيما أن منهم من يتجرأ على رمي الكمامات في الرمال وفي مياه البحر والأرصفة، وهو ما قد يعيد الأمور إلى نقطة الصفر، في حال ما إذا ارتفعت فاتورة المصابين بفيروس كورونا، وعمدت السلطات العمومية إلى غلق هذه المنتجعات من جديد. ما لاحظناه أمس، بشواطئ العاصمة، يؤكد أن القواعد الصحية التي أوصى بها المختصون لم تطبق من طرف بعض المصطافين، خاصة ما تعلق بارتداء الكمامات وكأن فيروس كورونا غير موجود هناك، ويبرر من تحدثنا إليهم عدم ارتدائهم للكمامات أن الحرارة اللافحة تجعل الشخص يحس بالاختناق، وأنهم لم يجدوا من يفرض عليهم ذلك بالشاطئ، وفي هذا الشأن ذكر لنا أحد المصطافين بالشاطئ الأزرق بزرالدة، أنه يصعب فرض مثل هذه القواعد على مرتادي الشاطئ، وأن كل من اتخذوا أماكن لهم برمال البحر لم يرتدوا الكمامة، وهو ما لاحظناه بما يوحي بأن المصطافين أحسوا بالأمان وانتفاء العدوى. اختناق مروري وطوابير بحظائر ركن السيارات تشهد المحاور المؤدية إلى الشواطئ حركة مرور مكثفة، حسبما لاحظنا أمس، بغرب العاصمة، وقد كانت مصالح الأمن حاضرة بمختلف النقاط التي تشهد زحمة لاسيما بمداخل الشواطئ، حيث انتشر ممثلو الدرك بالشواطئ الواقعة بالمناطق شبه الحضرية بعدة نقاط لتنظيم المرور وفك الاختناق، خاصة بعد عودة المصطافين في آخر النهار إلى بيوتهم. كما عجت حظائر الركن بالمركبات التي امتلأت في الفترة الصباحية، إذ لم تتعد الساعة الحادية عشرة صباحا حتى كادت حظيرتا شاطئ خلوفي 1 و2 أن تمتلئا، حيث تسيرهما مؤسسة تسيير المرور والنقل الحضري لولاية الجزائر، التي اعتمدت سعر 150 دج عن كل سيارة. شمسيات للكراء.. ولا وجود للكراسي والطاولات وقد منعت السلطات العمومية هذا العام، كراء الكراسي والطاولات واكتفى "النشطاء الموسميون" بكراء الشمسيات للمصطافين، مؤكدين أنهم يحترمون المسافات بين العائلات، وهو ما لاحظناه بالشواطئ التي زرناها، وقال أحد مؤجري الشمسيات إنه كباقي الشباب الذين يعملون خلال هذه الفترة القصيرة يطالبون السلطات العمومية، بالسماح لهم بكراء الطاولات والكراسي وذلك لتوفير الراحة للمصطافين، مشيرا إلى أن هناك العديد من المصطافين طلبوا منهم ذلك لكونها صارت ضرورية حسبه لكن يبدو أن البروتوكول الصحي المطبّق يمنع وضع الكراسي والطاولات لأنها تؤدي إلى تجمع الأفراد واقترابهم من بعضهم.