لا تزال معاناة سكان قرية أم الدود التابعة لبلدية مولاي العربي الواقعة على بعد 50كلم عن مقر الولاية سعيدة ،متواصلة في ظل النقائص التي يتخبط فيها سكانها منذ سنوات والتي لم تجد حلولا لحد الساعة لخصها قاطنوها في غياب التهيئة الحضرية و النقل ومرافق الترفيه و انعدام الإنارة العمومية بمختلف الشوارع وكذا انتشار البطالة بين الشباب وغيرها من النقائص التي جعلتها تعيش تحت خط التهميش لسنوات طويلة ،وتساءل سكانها عن سبب عدم التفات مسؤوليهم لهذه القرية طوال السنوات الماضية، مؤكدين أن ساكنتها في حاجة لرفع الغبن عنهم والالتفات إلى انشغالاتهم والتكفل بها للرفع من مستوى الإطار المعيشي لهم. تهيئة حضرية منعدمة أول مشكل تطرق إليه سكان القرية في لقائنا بهم غياب التهيئة الحضرية المتمثلة في تدهور الطرقات والأرصفة وغياب الإنارة العمومية بمختلف الشوارع ، حيث عبر لنا السكان عن تذمرهم الكبير من غياب أي مشروع لعملية التهيئة بقريتهم منذ سنوات رغم الوعود المتتالية التي يتلقونها كل مناسبة ما جعلها تعرف وضعا مترديا جراء الحالة الكارثية التي تعرفها الطرق الداخلية التي لازالت معظمها ترابية تنتشر فيها الأتربة و الحفر إذ تتحوّل إلى الأوحال في فصل الشتاء والغبار في فصل الصيف بالنظر لعدم تهيئتها ما صعب من عمليات تنقل السكان وعمق من معاناتهم وعزلتهم مطالبين بضرورة تدخل السلطات المحلية و على رأسهم والي الولاية ببرمجة مشروع تهيئة الطرقات و الأرصفة بمنطقتهم المعزولة ، كما طالبوا بتوفير الإنارة العمومية جراء النقص المسجل في هذا الصدد والقضاء على الظلام الدامس الذي يخيم على القرية من أجل تسهيل عملية التنقل والتواصل فيما بين السكان خلال الفترة الليلية . لا ماء و لا كهرباء بحي 50 مسكنا ريفيا وتحدث السكان عن غياب ضروريات الحياة ب50 مسكنا ريفيا والمتمثلة في الماء الشروب و قنوات الصرف الصحي و الكهرباء و الغاز معبرين عن تذمرهم الكبير من المعاناة التي يعيشونها منذ سنة 2014 رغم نداءاتهم المتكررة التي لم تجد آذان صاغية حسبهم مجددين مطلبهم للجهات المعنية التدخل من أجل ايجاد حلول مستعجلة للمشاكل التي يتخبطون فيها والتي أثرت بشكل كبير عنهم في ظل غياب أساسيات الحياة فغياب الغاز الطبيعي هذه المادة الضرورية جعلهم في رحلة بحث عن قارورة الغاز وتتفاقم معاناتهم شتاء أين يزداد الطلب عليها، رحلة بحث مضنية عن قارورات البوتان بالإضافة إلى غياب الكهرباء ما دفعهم اعتماد الربط العشوائي لإضاءة منازلهم ناهيك عن انعدام الماء الشروب مما يضطر السكان إلى اعتماد الصهاريج بمبالغ باهظة و ما زاد الوضع تأزما انعدام قنوات الصرف الصحي التي أثرت بشكل كبير على السكان متخوفين من انتشار الأمراض في ظل انبعاث الروائح الكريهة والحشرات، وأمام هذه الأوضاع المزرية طالب هؤلاء من المسؤولين المحليين بوضع حلول إستعجالية للمشاكل المتربصة بهم. النقل غائب وذكر السكان كذلك مشكل غياب وسائل النقل بالمنطقة، الأمر الذي بات ينغص عليهم حياتهم اليومية ويرهن مشاغلهم التي غالبا ما يضطرون الى التخلي عن القيام بها، حيث أكد بعض المواطنين أنهم يوميا يقضون أوقاتا طويلة في انتظار سيارة كلونديستان تنقلهم الى وجهاتهم المختلفة وهو ما أثقل كاهلهم في حين ينتظر آخرون حافلة واحدة قادمة من بلدية مرحوم التابعة لولاية سيدي بلعباس تأتي في الصباح الباكر مرورا بقرية ام الدود ما أجبر السكان على مجابهة ظروف صعبة للتنقل ،هذه النقائص و أخرى عمقت من معاناة هؤلاء السكان ، قطع 50 كلم للعلاج يضاف إلى ذلك نقص الخدمات الصحية بقاعة العلاج الوحيدة التي تقتصر على خدمات بسيطة ما يضطر سكان القرية إلى التنقل إلى بلدية مولاي العربي على مسافة حوالي 22 كلم أو عاصمة الولاية على مسافة 50كلم في حالات المرض العادي وهي الوضعية التي أثرت على المرضى بالمنطقة. ملعب جواري مطلب شباب القرية في حين شباب القرية هم أيضا لهم نصيب من المعاناة في ظل نقص الفادح في مرافق الترفيه حيث عبر عديد الشباب عن تذمرهم العميق جراء التهميش الكبير الذي طالهم ، مشرين إلى أن الملعب الوحيد «ماتيكو» لم يعد صالحا بالنظر إلى الوضعية التي آل إليها ما يضطر العديد من الشباب إلى ممارسة رياضة كرة القدم بالبلديات المجاورة ما يكلفهم متاعب إضافية هم في غنى عنها موضحين أنهم كل مرة يتلقوا وعود بتسجيل ملعب جديد إلا أنه لحد الساعة لم تتجسد الوعود، ولم يسبق لهم أن استفادوا من العشب الاصطناعي بملعبهم الوحيد وأبدى هؤلاء الشباب استيائهم من العزلة التي يعيشون فيها دون أن تتغير ظروفهم المعيشية وتتحسن مقارنة بقرى وبلديات مجاورة وتمنى بعض هؤلاء الشباب لو كانت قريتهم تابعة لولاية سيدي بلعباس بحكم أن قرية ام الدود تقع بالحدود الإقليمية لولايتي سعيدة و سيدي بلعباس و غير بعيد عنهم قرى بلديات مرحوم التي عرفت تقدما نوعا ما تنمويا. العزلة و البطالة ينخران الشباب كما اشتكى الشباب من ظاهرة البطالة التي تلقي بظلالها عليهم في ظل العزلة الخانقة مناشدين الجهات المعنية بضرورة الالتفاتة إليهم ورفع الغبن عنهم من خلال برمجة مشاريع رياضية وشبانية كفيلة بمنح بعضهم مناصب شغل للتخلص من البطالة، في حين تكون لهم المتنزه والملجأ لقضاء أوقات فراغهم. و أمام هذه النقائص التي تتربص بيوميات سكان قرية أم الدود ، يجدد هؤلاء مطلبهم إلى مسؤوليهم قصد التدخل العاجل من أجل برمجة جملة من المشاريع التنموية التي من شأنها أن تزيح الغبن عن حياتهم المعيشية رئيس بلدية مولاي العربي يرد «كل المطالب مسجلّة» في رد رئيس بلدية مولاي العربي السيد هادف محمد على انشغالات سكان قرية أم الدود أكد أن مطالبهم مسجلة وصرح قائلا بخصوص التهيئة الخارجية للقرية قمنا بإعداد بطاقة تقنية لمشروع التهيئة الحضرية المتعلقة بالطرقات و الإنارة العمومية بنظام اللاد وقدمناها لوالي الولاية وذلك بطلب منه، وبخصوص المرافق الرياضية و الترفيهية أوضح أن القرية ستستفيد من ملعب معشوشب والمشروع مسجّل على مستوى الولاية ومبرمج مضيفا في هذا الخصوص أن القرية تتوفر على قاعة شبابية مجهزة بمختلف الوسائل الترفيهية وتفتح يوميا أمام شباب القرية لترويح عن أنفسهم وفيما يخص معاناة سكان 50 مسكنا ريفيا أكد المير أن عملية ربطهم بالشبكات الضرورية مأخوذة بعين الاعتبار ومبرمجة موضحا أن ربطهم بشبكة الماء الشروب و قنوات الصرف الصحي تتكفل بها مديرية السكن وستنطلق العملية في الأيام القليلة القادمة وهو ما من شأنه إنهاء معاناة هؤلاء السكان.