في ظروف استثنائية وتخوف من عدوى الوباء القاتل، التحق أمس بمختلف جامعات وهران، عدد قليل من الأساتذة لاسيما المشرفين منهم على شهادتي ماستر 2 والدكتوراه، بمخابر وقاعات الدراسة لمتابعة مشاريع طلبة المقبلين على التخرج، على أن يكون دخول طلبة شهادة الليسانس على مراحل وبعدد محدود احتراما للتباعد الجسدي، تفاديا للإصابة بعدوى فيروس «كورونا». ومن المنتظر أن يلتحق الأساتذة الباقون عن بعد، وفقا لقرار وزارة التعليم العالي والبحث العلمي، التي أكدت في العديد من المراسلات، أن البروتوكول الصحي من ضمن الأولويات حسب القائمين على الجامعات، فإن استئناف الأنشطة لجميع التخصصات سيكون إجباريا وبعدد محدود لمواصلة السداسي الثاني من الدارسة، التي توقفت بسبب جائحة «كوفيد 19»، على أن تستأنف الدراسة بصفة تدريجية دون التخلي أو الاستخفاف بالبروتوكول الصحي، لكن مع هذه المعطيات وخلال زيارتنا لعدد من الجامعات، التي فتحت أبوابها أمس لمسنا تخوفا وقلقا كبيرين لدى الأساتذة الذين التحقوا بمقر عملهم، مؤكدين على أهمية دور إدارة الجامعة في تطبيق البروتوكول الصحي واحترام التباعد بالإضافة إلى توفير المعقمات وأجهزة قياس الحرارة والتعقيم الدوري للأقسام والمدرجات وغيرها من التدابير الواجب اتخاذها لتجنب انتشار هذا الفيروس، وسط الطلبة والأساتذة، كما سجلنا أيضا دخولا محتشما للمقبلين على تحضير كل من شهادتي ماستر 2 والدكتوراه. توفير المعقمات بمخبر الكيمياء وأوضح نائب مدير جامعة العلوم والتكنولوجيا محمد بوضياف بإيسطو السيد بلال شقاقي، أن المديرية أخذت على عاتقها تأمين جميع الذين التحقوا بالجامعة، حيث تم تخصيص فرق من أعوان الأمن مهمتهم مراقبة الوافدين إلى الجامعة، ومدى الامتثال للتدابير الصحية لتجنب الإصابة بالفيروس، على غرار ارتداء الكمامات بالدرجة الأولى، كما تم تدعيم الفرق بأجهزة قياس الحرارة وغيرها من التدابير التي حرصت إدارة الجامعة على تجسيدها خلال هذا الدخول، وحسبه فإن دخول أمس اقتصر على بعض الأساتذة المشرفين على شهادتي الدكتوراه وماستر 2 من أجل استكمال مناقشة البحوث التي توقفت بسبب جائحة «كوفيد 19»، مشيرا إلى أن الجامعة أحصت 3600 طالب ماستر 2 و600 طالب مقبلون على نيل شهادة الدكتوراه، حيث تم توفير بالنسبة للطلبة المقبلين على هاتين الشهادتين 250 قاعة ومخبر بحث. مشيرا إلى أنه ابتداء من الفاتح سبتمبر سيكون استكمال أو استدراك الدروس التي توقفت بسبب انتشار فيروس «كورونا»، شرط احترام التباعد الجسدي داخل القاعة التي سيكون العدد بها محدودا أي 30 طالبا على الأكثر، علما أن الجامعة تحصي أكثر من 18 ألف طالب، لم يستكمل الفصل الثاني من الدراسة، وأوضح نفس المتحدث، أن كل الظروف مهيأة ولا خوف على الأساتذة من الإصابة بالفيروس، بعدما تم اتخاذ جميع الوسائل الوقائية، علما أن جامعة إيسطو بها 1200 أستاذ يتوزعون على 7 كليات ومعهدين، مطمئنا مرة أخرى الأساتذة والطلبة الذين سيباشرون مشاريع التخرج، بأن البروتوكول الصحي داخل الجامعة من ضمن الأولويات، وخلال تواجدنا بالجامعة وقفنا على إحدى مخابر كلية الكيمياء التي التحق بها كل الأساتذة والطلبة لاستكمال المشاريع الخاصة بشهادة ماستر 2 والتي يشرف عليها نائب كلية الكيمياء السيد صياد نصرالدين، الذي أكد بدوره أن الكل هنا مجند لاستكمال المشوار الدراسي، وضمان تخرج الطلبة المقبلين على هذه الشهادة وشهادة الدكتوراه في ظروف حسنة، وحسبه فإن كلية الكيمياء أخذت على عاتقها تجسيد البروتوكول الصحي الصارم، ضمانا لسلامة الطلبة، مشيرا إلى أنه منذ بداية الأزمة الصحية قام مخبر كيمياء بتوفير المعقمات. التعايش مع الفيروس ومواصل الدراسة ومواصلة للاستطلاع وقفت «الجمهورية» بجامعة وهران 2 «محمد بن أحمد» ببلقايد، على مدى احترام الملتحقين بالجامعة للبروتوكول الصحي، حيث صرح مديرها السيد عبد الإله عبد القادر، أن جميع الظروف مهيأة لاستقبال الوافدين، حيث التحق عدد من الأساتذة المشرفين على ورشات التخرج بمقر عملهم، وسيتم اتباع جميع التوصيات الخاصة التي أقرتها الوزارة الوصية، وحسب ذات المسؤول فإن تجسيد البروتكول الصحي، يعد من ضمن الأولويات سواء لضمان صحة وسلامة الطالب والأستاذ، لتجنب الإصابة بعدوى هذا الوباء القاتل. ما لمسناه خلال زيارتنا لعدد من الجامعات، هو أنه رغم أن جميع مديريات الجامعة، قد أكدت أنها قامت بتطبيق البروتوكول الصحي، إلا أن الأساتذة لم يلتحق جميعهم بمقر عملهم لمزاولة النشاط، خوفا من الإصابة بفيروس «كورونا» وخلال تواجدنا داخل جامعة وهران 2، صرح أحد الأساتذة أنه جد متخوف من الوباء القاتل وعلى المصالح المعنية اتخاذ جميع التدابير، في مقدمتها إلزام الوافدين بارتداء الكمامات، أما أستاذ آخر فأكد بدوره أن الدراسة الجامعية لابد أن تستأنف مع التعود التام للتعايش مع هذا الفيروس، وأخذ كل التدابير والوسائل الوقائية لتفادي الإصابة ب«كوفيد19».