تباينت مواقف الأسرة الجامعية حول قرار وزير التعليم العالي والبحث العلمي عبد الباقي بن زيان يوم 23 أوت المقبل لانطلاق الدخول الجامعي. وتأكيده أن التحاق الطلبة سيكون بطريقة تدريجية ومدروسة حسب البروتوكول الوزاري الصحي وحسب الوضعية الوبائية في كل ولاية، من جهة ومن جهة ثانية قضية إنقاذ الموسم الجامعي الحالي، بين مؤيد ومعارض. "الحوار" استطلعت آراء عدد من الطلبة الأحرار والأساتذة الجامعيين، وممثلي الطلبة بخصوص هذا الملف، ورصدت اقتراحاتهم ووجهات نظرهم لإنقاذ الموسم الحالي وإنجاج الدخول الجامعي المقبل. سجلنا رفض الطلبة للسنة البيضاء.. ونقترح تحديد بداية شهر ديسمبر للدخول الجامعي حسب ما صرح به رئيس الرابطة الوطنية للطلبة الجزائريين، سيد أحمد رضوان ل"الحوار" فإن معظم الطلبة يرفضون العودة في مثل هذه الظروف، خصوصا أن منحى عدد الإصابات بالفيروس المستجد كوفيد 19 في ارتفاع مستمر يوما بعد يوم، كما سجلنا أيضا رفض جموع الطلبة لفكرة السنة البيضاء". وأضاف المصدر ذاته، "رفعنا مجموعة من الحلول والمقترحات التي من شأنها إنقاذ الموسم الجامعي والحفاظ على سلامة الطالب واستقرار الجامعة على غرار احتساب السداسي الأول بمعدل انتقال 9 من 20 ودخول من لم يحالفهم الحظ الامتحانات الاستدراكية مع تدريس وامتحان الطلبة في مقاييس السداسي الثاني السنة الجامعية المقبلة هذا بالنسبة لطلبة السنة الأولى والثانية ليسانس والسنة الاولى ماستر. وفي السياق، اقترحت المنظمة عودة طلبة السنة الثالثة ليسانس للدراسة لمدة 15 يوما تدريس مع برنامج مكثف وامتحانهم في الأسبوع الثالث لتحصيل شهادتهم مع الذهاب بعد ذلك مباشرة للامتحانات الاستدراكية، مع الحفاظ على الدراسة وامتحانات السداسي الثاني بالنسبة للتخصصات الطبية، وعودة الطلبة بالنسبة للاقتراحات المذكورة سابق تكون عبر دفعات، على أن تشمل الدفعة الأول طلبة السنة الأولى والثانية ليسانس والسنة الأولى ماستر لاجتياز الامتحانات الاستدراكية، والدفعة الثانية خاصة بطلبة السنة الثالثة ليسانس، أما الدفعة الثالثة فتخصص للتخصصات الطبية ويمكن أيضا توزيع هذه الدفعة إلى دفعتين. وطالبت المنظمة السماح للطلبة أصحاب مناقشة مذكرات التخرج بالعودة وتطبيق ما تم تسطيره والعمل به شهر جوان وجويلية مع إمكانية إرسال مذكرات التخرج دون مناقشتها على مستوى بعض التخصصات، وتطبيق البروتوكل الصحي المقترح من طرف وزارة التعليم العالي والبحث العلمي في جانبه الخدماتي على المقترحات المذكورة سابقا كما كان مسطر له". وبخصوص الدخول الجامعي للموسم الجديد اقترحت –حسب المتحدث نفسه- المنظمة تحديد بداية شهر ديسمبر للدخول في حال انخفاض معدل انتشار الوباء، على أن تكون الأبواب المفتوحة على المؤسسات الجامعية بالنسبة للطلبة الجدد افتراضية على المنصات الإلكترونية والمواقع التواصل الاجتماعي، وضرورة البحث عن خارطة طريق حتى تكون التسجيلات النهائية عن بعد بالنسبة للطلبة الجدد، مثمنة المشروع الوطني الخاص بالدراسة عن بعد. إنجاح الدخول الجامعي المقبل مرهون بإنقاذ الموسم الحالي بخصوص إنقاذ الموسم الجامعي الجاري، بالنسبة للتعليم عن بعد يرى مسؤول الإعلام والاتصال بالمكتب الوطني لتجمع الطلبة الجزائرين الأحرار، عفو مصطفى أن التعليم عبر الأرضيات لا يمكن أن ينجح، نظرا للحالة المادية واللوجستيكية للأسرة الجامعية. وعليه يطالب بضرورة تهيئة الأرضية وتكوين الأساتذة وتوفير الوسائل المادية والتقنية، والتنسيق مع القطاعات الاقتصادية والتقنية من بريد ومواصلات ومتعاملي الهاتف النقال. أما بالنسبة للتعليم الحضوري ونظرا للوضعية الوبائية التي تشهدها البلاد فإنه يستحيل –حسب ذات المتحدث – الرجوع إلى مقاعد الدراسة بتاريخ 23 أوت. وتقترح عدة إجراءات من بينها انطلاق التعليم الحضوري بالولايات التي تشهد انحصار تام للوباء، مع ضرورة التقيد بإجراءات السلامة، والالتزام بالتباعد، التطهير والوقاية، فضا عن تقليل الحجم الساعي للأعمال الموجهة والأعمال التطبيقية. أما بخصوص الدخول الجامعي المقبل فإن نجاح عملية إنقاذ الموسم الجامعي الحالي-يضيف نفس المصدر- يمدنا بالمؤشرات التي على أساسها يتم شروع في دخول الجامعي القادم، وذلك من خلال ضرورة التناوب بين التعليم الحضوري والتعليم عن بعد، وتسجيل الطلبة الجدد وتجديد التسجيل للطلبة القدماء عبر الأنترنت، مع ضرورة تهيئة المنصة لمزاولة الدراسة انطلاقا منها، باعتبارها مكسب يجب إنمائه واعتماده. الحل هو استئناف السداسي الثاني شهر أكتوبر.. والموسم الجديد في ديسمبر من جهتها قالت الدكتورة عرجون الباتول، أساتذة بجامعة حسيبة بن بوعلي الشلف قسم اللغة العربية والأدب العربي "يعيش العالم في أزمة كبيرة بسبب جائحة كورونا تولدت عنها أزمات على مختلف الأصعدة والميادين خصوصا ميدان التعليم، ومن هنا وبصفتنا أستاذ التعليم العالي والبحث العلمي سنحاول المساهمة في محاولة اقتراح استراتيجية تتجلى من خلالها معالم انقاذ الموسم الجامعي 2019-2020. الذي نلاحظه في الواقع هو أننا في قلب الأزمة، وأن عدد الإصابات أضحى في تزايد مستمر يوما بعد يوم، وعلى سبيل المثال لا الحضر، وصل عدد الاصابات في هذا اليوم من 26 من الشهر الجاري إلى 605 إصابة جديدة ووفاة 10 خلال 24 ساعة، ما يؤكد أن الدخول الجديد واستئناف الدراسة في شهر سبتمبر، سيكون صعب إن لم نقل مستحيل، ومن المقترحات التي يمكننا عرضها هنا انطلاق السداسي الثاني في شهر أكتوبر في حالة نقص عدد الاصابات بالفيروس لأننا كأساتذة بجامعة حسيبة بن بوعلي الشلف قسم اللغة العربية والأدب العربي قد أنهينا السداسي الأول تماما، وكنا قد قمنا في السداسي الثاني بتقديم محاضرتين للطلبة بطريقة مباشرة قبل تفشي الجائحة ثم بعد تفشيها. قدمنا دروسا على المنصة عن بعد عبر شبكة الانترنت حوالي 6 محاضرات، ومن هنا يمكننا في أسبوعين أو ثلاثة أسابيع من شهر أكتوبر مراجعة الدروس للطلبة خصوصا الذين لم يتمكنوا من الاطلاع على الدروس لظروف مختلفة منها خاصة سوء الحالة المادية أو عدم وصول التغطية بالنسبة الذين يسكنون بعيدا عن المدن، ومن ثمة إجراء الامتحانات في شهر نوفمبر. ثم نستأنف الموسم الجامعي الجديد 2020-2021 في شهر ديسمبر بإذن الله. أما مناقشة مذكرات التخرج ورسائل الماستر من بداية شهر أكتوبر إلى نوفمبر مغلقة وفي مدة وجيزة تبقى هذه الاستراتيجية مجرد اقتراح استدراكي تجنبا لسنة بيضاء". العودة إلى التدريس حضوريا مغامرة من وجهة نظر الطالبة الجامعية أمال بونعجة "بما أن الوزارة الوصية أقرت بأن الدخول الجامعي من صلاحيات رؤساء الجامعات، أقترح كطالبة تمديد السنة الجامعية الجارية، وعدم اتخاذ قرار العودة إلى الجامعة إلا في حالة احتواء الوباء، وتسجيل انخفاض كبير في عدد الحالات اليومية المؤكدة عبر ربوع الوطن باعتبار أن الجامعة يتوافد إليها طلبة من كل الولايات. نقولها للمرة الألف، نرفض المغامرة والعودة والتدريس حضوريا، خصوصا في ظل تزايد الإصابات بالفيروس، لا نريد قرارا ارتجاليا يهدف إلى إنقاذ الموسم الجامعي ويهمل صحة وسلامة الطالب، أما بخصوص البروتوكول الصحي لوزارة التعليم العالي والبحث العلمي فيستحيل تطبيقه في الجامعات خاصة في الشق الخدماتي لأنه نظري فقط". العودة لمقاعد الدراسة في ظل الظروف الراهنة مهمة صعبة عضو المجلس الوطني بالتحالف من أجل التجديد الطلابي الوطني، عز الدين عبيد، يرى أن "الطريقة العملياتية المطروحة علينا للنقاش حول كيفية تسيير نهاية السنة الجامعية، مقبولة نظريا إلى حد كبير، ولكن بالرغم من أن البروتوكول الصحي الذي وضعته الوزارة يشمل كل التدابير الوقائية التي من شأنها حماية الطالب والمؤسسة الجامعية، فإننا نجد أنه من الصعب على إدارة الجامعة تجسيده على أرض الواقع وذلك لعدة أسباب" وأضاف "إننا كممثل للطلبة نعتبر صحة الطالب الجامعي خط أحمر، ونعتبر تاريخ 23 أوت للالتحاق بالجامعة لا يعد سوى نقطة مرجعية في ظل الانتشار الكبير للوباء، ومن منطلق متابعتنا للوضعية الوبائية للبلاد والتي هي في حالة تزايد، وهذا ما ترجمته القرارات السياسية الأخيرة بالعودة للحجر الصحي. وجب علينا أن نستشرف الوضع بسياسة المصارحة والمكاشفة، اذ اننا نرى أن العودة الى مقاعد الدراسة يجب أن تكون مراعية لظروف كل منطقة جغرافيا في الوطن. وانطلاقا مما سبق فإن التحالف من أجل المكتب الولائي للتجديد الطلابي الوطني بالشلف يرفض بشدة العودة لمقاعد الدراسة في التاريخ المعلن عنه من طرف الوزارة الوصية، كونها تشكل خطرا على حياة الطالب الجامعي في ظل الظروف الراهنة من انتشار الوباء، ناهيك عن الظروف المناخية، وفي الأخير يجدد التحالف من أجل التجديد الطلابي الوطني المكتب الولائي الشلف يعرب عن استعداده التام للانخراط في أي نشاط تطوعي، تحسيسي، توعوي أو أي مبادرة من شأنها الإسهام في الوقاية من الوباء"