تزداد المخاوف من انعكاسات فيروس كورونا والانفلونزا الموسمية مع اقتراب موسم البرد على الصحة العمومية ويزداد قلق المصابين بالأمراض المزمنة من خطر انتقال العدوى مع انخفاض درجة الحرارة والتي تكون غالبا مرتعا خصبا لتكاثر الفيروسات ،خاصة مع الوضع الاستثنائي الذي تعيشه الجزائر منذ شهر فيفري الفارط. مع حلول موسم الانفلونزا الموسمية وعدم تسويق لقاح جانحة كورونا لحد الآن دفع بالعديد من المواطنين للبحث عن أنجع طرق الوقائية التي تجنبهم الخطر المزدوج الذي أصبح يرعبهم و يهدد سلامتهم وبالأخص فئة المسنين والحوامل والمصابين بالأمراض المزمنة ،الأكثر عرضة للعدوى لعدم قدرتها على محاربة الفيروسات أمام نقص المناعة واختلال توازنها الجسدي . وما زاد من مخاوف هذه الفئة بالذات الأعراض المتشابهة لكل من جانحة كورونا والانفلونزا الموسمية والتي تجعلها غير قادرة عن التمييز بين الضررين وتدخلها في دوامة تنتظر صفارة الإنذار المفاجئة ،لاسيما ونحن في شهر أكتوبر الذي يعتبر حسب المختصين المحطة الأولى لنزلات البرد وكل ما يتعلق بالفيروسات الفتاكة سريعة الانتقال. وحتى تضمن الفئة الهشة على الأقل الجانب الوقائي في الوقت الراهن بدأت رحلتها في البحث عن لقاح الأنفلونزا الموسمية من صيدلية لأخرى بعدما فقدت الأمل في توفره بالمؤسسات العمومية للصحة الجوارية لتصطدم مرة ثانية بغيابه بالوكالات الصيدلانية . -تأخر لقاح الانفونزا الموسمية استغرب المترددون على الصيدليات من تأخر توزيع لقاح الانفلونزا الموسمية هذه المرة خاصة مع الوضعية الوبائية التي يشهدها العالم ككل وكانوا يتوقعون أن تتم العملية في أجالها كما جرت العادة في شهر سبتمبر، أو قبل ذلك مادام الوضع الاستثنائي يتطلب ذلك . وخلال جولتنا الاستطلاعية التي قمنا بها أمس لمسنا القلق الذي أضحى يلازم المواطن منذ ظهور وباء "كوفيد 19"حيث أبدت سيدة حامل ، وجدناها بصيدلية بوسط المدينة تخوفها من انتقال العدوى قبل التلقيح بعدما تنقلت إلى عدة صيدليات بدون جدوى نفس الملامح كانت بادية على وجه مسن يعاني من السكري وارتفاع ضغط الدم في نفس الوقت والذي اضطر للتوجه إلى صيدليات البلديات المجاورة ظنا منه انه متوفر بهذه النقاط وكثرة الطلب جعلته مفقودا ،إلا انه في الأخير كانت النتيجة واحدة هي عدم وصول اللقاح بعد . - صيادلة لا يجدون الرد على استفسارات المواطنين اشتكى الصيادلة الذين تقربنا منهم بكل من شارعي العربي بن مهيدي ومحمد خميستي وحيي السلام والصباح من تأخر توزيع لقاح الانفلونزا الموسمية ، ما جعلهم عاجزين عن إيجاد الرد المقنع عن كل الاستفسارات التي تطرح عليهم من قبل زبائنهم المرضى أو حتى المواطنين الذين يترددون يوميا على الصيدليات لاسيما أنهم يجدون صعوبة كبيرة في توضيح الأمر بالنسبة لكبار السن بالدرجة الأولى في الوقت الذي تسجل حسبهم سنويا حالات خطيرة تصل إلى حد الوفاة . -أطباء يحذرون من التهاون وعدم احترام التدابير الاحترازية حذرت المختصة في الأمراض الصدرية الطبيبة رحماني من إهمال الجانب الوقائي مع تراجع الإصابات بفيروس كورونا مع حلول موسم الانفلونزا الموسمية ، خاصة أن التداخل بين الأعراض قد يصعب المهمة على الطبيب المعالج ويزيد من حدة الضغط على المؤسسات الاستشفائية التي هي من المفروض تهتم فقط بالإصابات الوبائية الحرجة بدلا من استقبال الحالات العادية . ورغم ان الوباء لم يعد بنفس الحدة إلا أن عدوى الانفلونزا الموسمية تفرض هي الاخرى احترام البروتكول الصحي في الوضعية الراهنة لتفادي انعكاسات خطيرة وضربة مزدوجة للوباء و المرض -حملة تحسيسية للوقاية من الانفلونزا الموسمية بالساحات العمومية والمؤسسات الجوارية وكإجراء استثنائي فقد رفعت مديرية الصحة حصتها من لقاح الانفلونزا الموسمية هذه السنة ،حيث حصرت كوطا 2021 في 100 ألف جرعة بعدما طالبت برفع الكمية المخصصة للولاية هذه المرة بزيادة تصل إلى 40 الف جرعة عن المواسم السابقة ،لتفادي العجز الناجم عن الإقبال الكبير على عملية التطعيم خوفا من الإصابة بالفيروس ، حيث تتوقع هذه الأخيرة ان تعرف حملة التلقيحات ضغطا منقطع النظير . وحسب مديرية الصحة فان كل الإجراءات الخاصة بالتلقيح قد تم تسخيرها باستثناء الجرعات التي لم تصل بعد إلى الولاية وهو ما عطل نوعا ما عملية الانطلاق والتي تبقى مرهونة بوصول الطلبية بالمقابل فقد سطرت ذات الجهة منتصف الشهر الجاري حملة تحسيسية بالساحات العمومية والمؤسسات العمومية لصحة الجوارية للتعريف بالداء وتوعية المواطنين وبالأخص الحوامل والمسنين والمصابين بالأمراض المزمنة الأكثر عرضة للداء يشرف عليها أطباء مختصون لتحديد اوجه التداخل بين الفيروسين وكيفية اتخاذ كل الاحتياطات اللازمة خوفا من موجة ثانية