تتعامل السلطات المركزية خاصة الوصيّة على القطاع الصحي بحزم وتدبير مع تفاقم الوضعية الوبائية في البلاد، رغم التصاعد المستمر لمنحى الإصابات بفيروس كورونا عبر ربوع الجمهورية، وهو التصاعد الذي فاق التوقعات بداية من مستهلّ شهر نوفمبر الجاري، إذ لم ينزل العدد عن ألف، حيث عادت وزارة الصحة إلى اتخاذ عديد التدابير الوقائية ورافقتها وزارات أخرى من أجل اجراءات احترازية في سبيل العودة بالإصابات على الأقل إلى رقم معقول وتمكين الساكنة من التعايش مع العدوى بشكل إيجابي بدل وقف النشاطات و تعطيل الحياة العامة للأشخاص، باعتبار الوباء لم يكشف بعد عن كل أسراره ولقاحات الوقاية منه كذلك. وعليه توقّع وزير الصحة والسكان عبد الرحمن بن بوزيد انخفاظا في حالات الإصابة بالفيروس خلال الأيام المقبلة. دراسات ومشاورات تنتهي الأسبوع الداخل ومن خلالها تحدد الجزائر اختيارها اللقاح الأنجع الذي ستستورده، خاصة أنّ ثمة لحد اليوم 200 مخبر عبر العالم يشتغل أصحابها على إيجاد المصل الأكثر قضاء على الفيروس المستشري عبر العالم، ويوجد 40 مخبر متقدما في بحوثه العلمية والكيميائية الخاصة باللقاح ، و10 في طريق وضع المواصفات الأخيرة للاكتشاف. وتجسيدا للطابع الاجتماعي المسؤول الذي تتحلى به الدولة وسعيا من الحكومة للتحكم الفعّال في الوباء بهدف القضاء عليه تجري الجزائر اتصالات على أكثر من صعيد مع هذه المخابر عبر تمثيلياتها الدبلوماسية من أجل اقتناء اللقاح الذي يخضع لموافقة المجلس العلمي التابع لوزارة الصحة . وتحرص الحكومة على تتبّع مسارات البحوث التي تطور اللقاح عبر العالم، وقد سبق لها أن أجرت عديد الاتصالات مع مختبرات فايزر وجامعة أوكسفورد "أسترازينكا" ومختبرات صينية أيضا. الوقاية اللازمة وفي تصريحات سابقة خلال ندوة صحفية أكد وزير الصحة أن الجزائر قد وقّعت رفقة 171 دولة شاركت في ميكانيزم كوفاكس لاقتناء اللقاح بأقل سعر. وأضاف مفيدا أن الحكومة تصر من خلال ربط التنسيق بين وزارتي الصحة والمالية على توفير المصل للمصابين وأيضا تجنيب غير المصابين من إحتمال العدوى . وكانت شركتا بيونتيك الألمانية وفايزر الأمريكية أعلنتا الدخول في مرحلة أخيرة من التجارب السريرية و في حالة الوصول إلى نتائج إيجابية نهائية ستسوق الشركتان 100 مليون جرعة لتطعيم 50 مليون إنسان ولا تتوقف الجزائر عند عتبة البحث عن اللقاح الأنجع لمداواة المصابين عبر اتفاقها مع عدد من المختبر الدولية بل و على المستوى المحلي تحفّز الباحثين من أجل تطوير نماذج تصنّع حاليا على مستوى الشركات الجزائرية لصناعة الدواء و مستلزمات العلاج و الاستشفاء ، و من أجل إيجاد حلول . ومن جانب آخر وحرصا على الصحة العمومية جهزت الدولة فضاءات ومنشآت بالإضافة إلى مستشفيات ميدانية عسكرية من أجل احتواء الوباء في حالة تزايد الإصابات فالدولة توفر يوميا كل الأجهزة والتجهيزات والأدوية والأوكسجين في المرافق الصحية المسؤولة على التطبيب والعلاج. من جانب آخر و رغم الضجة التي انتشرت مؤخرا وافراغ بعض المواطنين الصيدليات من سائل لوفينوكس المستعمل في أمراض تخثر الدم وضيق التنفس الناتج عن كورونا وغيرها، حيث أقبل عليه كثير من المواطنين بهدف تخزينه بعد إدراجه في بروتوكول علاج هذا الوباء فأكدت عديد المصادر أن الدواء وجنيسه متوفران في المستشفيات دون الخوف من الندرة. أكثر من ذلك و في سبيل تقريب العلاج من المواطن كانت مجموعة من مخابر التحاليل الطبية الخاصة مدعّمة بشركة إنتاج أطقم الفحوصات بتقنية "بي سي آغ" قد خفّضت ثمن الفحوصات للمواطنين وعرضها ب 8900 د ج، حسب ما أعلنت عنه وزارة الصناعة الصيدلانية. وهو ما يعكس حرص الدولة على الإلمام بكل أسباب وآليات العلاج والتخلص التدريجي من عدوى الوباء الذي يستوجب تفهم المواطنين من خلال الالتزام باجراءات الوقاية.