اليمين المتطرف في الغرب وليد العنصرية والتعالي والهيمنة والسيطرة والتوسع والاستعمار وقيادة الرجل الأبيض للعالم والمتفوق على غيره من خلال الحضارة الأوربية الغربية التي تسود العالم منذ قرون وكل شيء يخضع للمقاييس التي يحددها هو ورغم مناداته بالحرية والديمقراطية وحقوق الانسان وحمله لشعاراتها فانه لا يقبل بالتنوع والتعدد الثقافي والحضاري والديني وقد ازدادت قوة اليمين العنصري في أوروبا والولايات المتحدةالأمريكية في العقود الأخيرة خاصة بعد أحداث 11 سبتمبر2001 بالولايات المتحدةالأمريكية التي أدت إلى إعلان ما يسمى بالحرب على الإرهاب واستغلت لاحتلال أفغانستان والعراق ثم جاءت ثورة الربيع العربي وما نجم عنها من حروب أهلية وصراعات ونزاعات داخلية وتدخلات أجنبية والتي تسببت في موجة كبيرة للاجئين وانتشار ظاهرة الهجرة السرية نحو أوروبا عبر قوارب الموت واستقرار الملايين من المهاجرين المسلمين في الدول الاوربية مثل ألمانيا وبريطانيا وفرنسا وغيرها مما حرك نوازع الشر والحقد والكراهية لدى اليمين الأوروبي المتعصب من جمعيات و أحزاب سياسية ومنظمات وأصبحوا يجاهرون بمعاداتهم للمسلمين واستعملوا ذلك في حملاتهم الانتخابية المعادية للمهاجرين والمسلمين كما فعل الرئيس الأمريكي دونالد ترمب المنتهية ولايته خلال انتخابات 2016 التي فاز بها وكما فعلت ماري لوبان رئيسة الجبهة الوطنية العنصرية في فرنسا التي تأهلت للدور الثاني في الانتخابات الرئاسية الفرنسية الماضية وحصدت الكثير من المقاعد في الجمعية الوطنية الفرنسية والبرلمان الأوربي وتستعد لخوض الانتخابات الرئاسية الفرنسية المقبلة 2002 التي يزايد حولها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون بميله نحو اليمين العنصري لكسب أصواته من خلال حملته ضد الإسلام والمسلمين وشنهه حملات ضدهم للحد من تحركاتهم ونشاطهم. ومما يتصف به اليمين العنصري في الغرب معاداة الأجانب خاصة العرب والمسلمين رفض الهجرة والعداء للاسلام والمسلمين في ظاهرة الاسلاموفوبيا والدفاع عن الهوية الوطنية والتقاليد التاريخية والقومية واللغة والثقافة ورموز الدولة والاستعلاء على الآخرين باعتبار القيم الغربية هي أسمى ما وصلت إليه البشرية في تطورها فهناك رفض مطلق للآخر ومحاولة المحافظة على أوربا الصافية النقية. إنها العنصرية في أعلى مراتبها وقد رأيناها تتجسد في السياسة وحتى في كرة القدم ولكن المشكلة أن اليمين العنصري الذي يرفض الإفريقي والعربي والمسلم لكنه يفتح شهيته لامتصاص ثرواته و أمواله وعرقه فلا يورع من التدخل في شؤونه الداخليه ومحاولة فرض الوصاية والسيطرة عليه بشكل مباشر كما حدث في ليبيا والعراق ودعم الانقلابات والحروب الاهلية في عدد من الدول الافريقية والعربية مستعملبا ذرائع مختلفة كالديمقراطية وحقوق الانسان ومحاربة الارهاب وكل ذلك لمواصلة السيطرة والاستغلال والحنين الى زمن الاستعمار المباشر فاليمين العنصري في الغرب وريث الفكر الاستعماري للقرن التاسع عشر بلا منازع .