الموقف المعادي للإسلام في أوربا قديم حيث تجسد في تلك الحروب الطويلة بين المسلمين والمسيحيين من خلال الفتوحات الإسلامية والحملات الصليبية وغيرها انتهاء بالاستعمار الغربي للبلدان العربية والإسلامية والقضاء على الخلافة العثمانية التي كانت تجمع المسلمين تحت رايتها ولذا فان الأحزاب اليمينية المتطرفة في أوربا تعد تعبيرا عن تلك الروح العدائية نحو الشرق مستغلة الاحداث التي تمر بها شعوب المنطقة لإثارة الخوف من الإسلام فيما بات يعرف بالاسلامفوبيا التي تعني رهاب الإسلام او الخوف المرضي منه والذي عرفه قاموس فرنسي بانه شكل خاص من الحقد موجه ضد الإسلام والمسلمين يتجلى بفرنسا في أفعال عدائية وتمييز عنصري ضد المهاجرين المنحدرين من أصول مغاربية حيث يتم الربط بين الإسلام والعرب وقد استغلت الأحزاب اليمينية احداث 11سبتمبر2001 والحملات الإعلامية الشديدة التي استهدفت الإسلام والمسلمين واتهامهم بالإرهاب والتطرف مما وفر الجو لليمين المتطرف فبدأت تتحدث في خطاباتها عن غزو أوربا واسلمتها فازدادت الاعتداءات ضد العرب والمسلمين مستهدفة الأشخاص والمساجد والمقابر و خلال الازمة المالية التي ضربت معظم دول القارة العجوز سنة 2007 اتهمت أحزاب اليمين المهاجرين من شمال افريقيا والشرق الأوسط بالتسبب فيها ومزاحمتهم للأوربيين في فرص العمل والنفقات الاجتماعية ثم جاءت موجات الهجرة الكبيرة من سورية والعراق سنة 2016 فازداد خطاب الكراهية وانتشرت ظاهرة الاسلامفوبيا في أوربا بسرعة وكثرت الاعتداءات على العرب والمسلمين في إنجلتراوفرنسا وألمانيا والنمسا مما يبين أنها ليست أعمالا فردية معزولة وقد أدت هذه الخطابات العنصرية الى ارتفاع شعبية الأحزاب اليمينية بشكل غير مسبوق وحققت نتائج كبيرة السنة الماضية لم تحصل عليها منذ نهاية الحرب العالمية الثانية سنة 1945فاحتل حزب الحرية الهولندي بزعامة خيرت فيلدز المرتبة الثانية في البرلمان الهولندي ب 20مقعدامن 150وتاهلت رئيسة الجبهة الوطنية مارين لوبان للدور الثاني في الانتخابات الرئاسية بفرنسا ودخل حزب بديل المانيا الى البرلمان الاماني بعد نيله 12.6بالمائة من الأصوات ووصل حزب الحرية النمساوي الى الحكومة بالتحالف مع حزب المحافظين ويرى الخبراء أن نجاح اليمين المتطرف يرجع بشكل عام الى تركيزه على قضايا انعدام الامن والهجرة والإرهاب والتغيرات الاقتصادية للتأثير على الراي العام بتحميله المسؤولية للأخر العربي المسلم وقد عقدت أحزاب اليمين اجتماعا هاما في العاصمة التشيكية براغ منتصف ديسمبر الماضي ضم ممثلي الأحزاب اليمينية في فرنسا وهولندا وإيطاليا والنمسا وبلجيكا وألمانيا وبولندا وبريطانيا ويركزون على معاداة المهاجرين والإسلام وتشارك في ذلك بعض وسائل الاعلام التي تنشر مقالات وصورا مسيئة كما فعلت جريدة دانماركية وأخرى فرنسية ويتجاهلون المنافع الكبيرة التي تجنيها دولهم عن طريق العلاقات الاقتصادية غير المتوازنة ونهب ثروات الشعوب العربية والإسلامية التي تأخذها بأسعار زهيدة واشعال الحروب والفتن لزعزعة استقرار هذه البلدان وتعطيل التنمية والإصلاح فيها الجبهة الوطنية الفرنسية مثال التطرف والعنصرية تمثل الجبهة الوطنية في فرنسا مثالا حيا للعنصرية والحقد والكراهية منذ أسسها جون ماري لوبان سنة 1972 تحت اسم حزب الجبهة الوطنية من اجل الوحدة الفرنسية وتولى رئاستها حتى نهاية 2010حيث خلفته ابنته ماريان لوبان الأكثر عنصرية وتشددا ويضم هذا الحزب عناصر من تيارات مختلفة من الاقدام السوداء والكاثوليك وانصار فيشي والقوميين الفرنسيين ويركز في خطابه على معاداة المهاجرين ورفض الوحدة الاوربية والدفاع عن الهوية الفرنسية وقد حقق نتائج إيجابية في الانتخابات الحلية والتشريعية وحتى الرئاسية حيث وصل مؤسسه جون ماري لوبان الى الدول الثاني وتأهلت ك ابنته الى الدور الثاني فيالانتخابات الرئاسية الأخيرة ج س