يعتبر، الكثير من المختصين، الاهتمام الكبير الذي يوليه، رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، لمناطق الظل، مؤشرا حقيقيا للإرادة السياسية للسلطة لتحقيق تنمية اجتماعية عادلة ومستدامة، بدليل الميزانيات التي رصدت والمشاريع المسجّلة في هذا الشأن، حيث استفاد 12489 مشروع من تمويل يقيمة 18400 مليار سنتيم منذ شهر فيفري الماضي، وهي الأرقام المعلنة من طرف مستشار الرئيس المكلف بمناطق الظل، ابراهيم مراد، الذي أكّد، إحصاء 15044 منطقة ظل يقطن بها حوالي 8 ملايين جزائري. تخصّص الإذاعة الوطنية، اليوم عبر أثيرها الممتد على مدى ال 56 إذاعة محلية، يوما مفتوحا لتسليط الضوء على ما تحقّق في الميدان من أجل تنمية مناطق الظل، التي أوصى، بها رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، في آخر خطاب له من مقر إقامته بالعاصمة الألمانية، برلين، حيث دعا، وزير الداخلية والجماعات المحلية بالعمل على تلبية انشغالات المناطق المعزولة، خاصة مع الظروف المناخية القاسية التي عرفتها الجزائر خلال الأسابيع القليلة الماضية، وكذا ابتداءا من نهار اليوم، من خلال توفير التدفئة والغاز والكهرباء ومتطلبات الحياة البسيطة. رغم، أن خطاب رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، كان مقتضبا، وخصّصه لطمأنة الشعب الجزائري عن حالته الصحية، بعد قرابة شهرين من الغياب الإجباري والذي فرضته حالته الصحية، إلا أنه لم ينسى ملف مناطق الظل حيث كان أوّل المبادرين لإماطة اللثام عليه خلال لقائه الأوّل بعد انتخابه، رئيسا للجمهورية، مع الولاة، أين وضعهم أمام صور صادمة لمناطق معزولة يعيش فيها المواطنون على التماس وكأنهم في زمن غير زمانهم. وحثّ الرئيس تبون الولاة على وجوب إجراء مسح شامل لمناطق الظل التي يعيش فيها المواطنون المحرومون، مشدّدأ آنذاك "إنني أعيش واقع المواطن ولن أقبل أبدًا أن يكون هناك مواطن من الدرجة الأولى وآخر من درجة ثانية أو ثالثة بل يجب أن تمتد ثمار التنمية إلى جميع الجهات وإلى جميع المواطنين". أكد الرئيس تبون مرارًا أنّه "لن يقبل أبدا بمناظر مأساوية ومذلة لمواطنين يعيشون في القرون الوسطى خلافا لمواطنين آخرين يعيشون في القرن الواحد والعشرين في ظروف مريحة"، كما أمر بالتركيز على الحاجيات الحقيقية لسكان البلديات المحرومة، وإعلان الحرب على التبذير والإنفاق المشبوه. وشدّد، السيد الرئيس، في كلمته المقتضبة، من برلين، على ضرورة السهر على توفير ضروريات الحياة الكريمة بالمناطق المعزولة، خاصة مع موجة البرد التي عرفتها الجزائر وستعرفها خلال هذا الأسبوع، وهو ما يبرز الإرادة السياسية للسلطة للنهوض بهذه المناطق ورفع الغبن عليها، وكلمة السيد الرئيس، جاءت من أجل حلحلة الأوضاع الاجتماعية ولوقوف السلطات المحلية على ما تحقّق في الميدان من أجل القضاء على هذه البؤر بشكل نهائي وترقيتها والنهوض بها والتكفّل بانشغالات المواطن الذي يبقى الحلقة الأهم في التنمية المحلية لبناء الجزائر الجديدة. وكان، رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون، قد ركّز في عامه الأوّل منذ انتخابه رئيسا للجمهورية، على مناطق الظل في الجزائر العميقة، وجعل ملف "جيوب الفقر" في صدارة أولويات الحكومة، وهو ما يبرز الأهمية القصوى التي توليها الدولة لهذه المناطق، في جرعة أمل تنبئ بانتعاش نوعي لنحو تسعة ملايين شخص يتوزعون على أكثر من 15 ألف منطقة ظلّ. وتنفيذا لتعليمات، رئيس الجمهورية، عبد المجيد تبون، وخلال أشهر قليلة تم تنفيذ العديد من المشاريع التنموية وشق الطرقات على معاينات ميدانية، التي أسهمت إلى حد ما في تخفيف معاناة هؤلاء السكان من خلال اعتمادات مالية بسيطة، بساطة المشاريع التنموية المحصورة أساسا بشبكات الطرق أو المسالك التي تربط القرى بشبكات النقل، الكهرباء والغاز، والصرف الصحي، إضافة إلى التغطية الصحية، وتوفير مياه الشرب، وتحسين ظروف الدراسة وأماكن الترفيه. وستساهم، الإذاعة الوطنية، على مدار هذا اليوم الاستثنائي، من خلال أنماط إذاعية مختلفة ومتنوعة، على رفع انشغالات مواطني هذه المناطق، خاصة منها تلك التي لم تصلها التنمية بعد، كما سيمكّن التكامل بين مختلف القنوات الوطنية والإذاعات الجهوية من "استكشاف وتسليط الضوء على الجهود المبذولة للنهوض بالقطاعات الراكدة عن طريق روبورتاجات ميدانية لمتابعة إنجاز مختلف العمليات التنموية المسجلة في المناطق المعزولة عبر التراب الوطني".