تعيش العديد من المدارس التربوية بقرى و دواوير ولاية غليزان معاناة تتجدد كل سنة بسبب قلة مازوت التدفئة داخل الأقسام أو انعدامه في بعض الأوقات في ظل موجة البرد القارس التي تشهدها جل المناطق خلال هذه الأيام ، ما يضاعف معاناة أطفال المناطق النائية بالبلديات منها الولجة ، سوق الحد ، حد الشكالة ، زمورة ، منداس ، المطمر و مازونة ، بني زنطيس ، كما أن معاناتهم لا تقف عند هذا الحد حيث أن جملة من المشاكل الأخرى كالنقل المدرسي و نقص الاحتياجات و تجهيزات تبرز الحاجة إلى وضع حد لمعاناتهم قبل حلول موسم الشتاء و إيجاد الحلول لهاته المناطق المحرومة التي تولي لها السلطات الولائية اهتماما لتوفير لها الخدمات الضرورية و تحسين ظروف الحياة في مناطق الظل . و على الرغم من تزويد عدة مؤسسات تربوية بالتدفئة المركزية إلا أن انعدام مادة المازوت في المدارس شكل معاناة للكثير من المتمدرسين بالقرى و المناطق المعزولة و الذين يضطرون للدراسة في حجرات باردة بعد نفاذ كميات المازوت التي أصبحت لا تكفي حاجة معظم المدارس حيث ما تزال العديد من البلديات تتخبط في مشكل توفير الكميات الكافية من هذه المادة و تأخر توزيع حصص المازوت على المدارس قصد تشغيل التدفئة فيها سواءا تلك المجهزة بشبكة التدفئة المركزية أو التي تعتمد على وسائل التدفئة الغير موصولة بهذه الخدمة ، ما يستدعي عدم التشغيل المنتظم للمدافئ في العديد منها حتى أنه يتم تأمين تشغيلها لأسبوع أو أقل بالبعض منها في حال توفر وصول كميات كافية و توقفها لعدة أيام جراء نفاذ كمية المازوت مما يتسبب للمتمدرسين بمشاكل صحية كالزكام و تبولهم الغير ارادي كما هو الحال بالنسبة لمدارس ببلدية منداس ( بوقندورة محمد) بعرش الشوالة ، ( بن قلال بخدة ) منطقة الخلايف بدوار بن يسعد و مدرسة ( أولاد رافع ) بدوار أولاد بوسعيد و مدرسة دوار المهادة الى جانب ابتدائيات دواوير رزاقنية ، أولاد مصطفى ، الرمكة و الولجة و مؤسسات أخرى بدوار أولاد عبد الرحمان و الثريات ببلدية منداس ، في حين تبقى بعض المدارس غير مجهزة مثلما هو حال مدرسة بهلول الحبيب بدوار الرغايدية ببلدية بني درقن (زمورة المتدهورة و التي بها حوالي 150 تلميذ ناهيك عن تلك التي تعاني من قدم الأجهزة و حاجتها لاصلاح و صيانة . و لهذه الأسباب يناشد أولياء تلاميذ هاته المدارس الجهات المسؤولة بضرورة تدعيمها بأجهزة التدفئة و زيادة كميات مازوت التدفئة الموزعة على المدارس من أجل تحسين ظروف تمدرس أبنائهم باعتبار أن مشكل التدفئة بات هاجسا للتلاميذ القاطنين بهذه المناطق الريفية و الجبلية الذين يعيشون ظروفا قاسية تؤثر على مستوى تعليمهم يقول العديد منهم و لا تقتصر هذه المعاناة على التلاميذ فحسب ، و انما الأساتذة و المعلمين و الأطقم الادارية يعانون من هذه الأوضاع كل عام رغم أجواء الشتاء الباردة في المدارس حيث يتجمدون بردا داخل الصفوف . و خلال وقوفه على تنفيذ جملة من المشاريع التنموية المرصودة لمناطق الظل بالولاية ، أكد والي غليزان عطا الله مولاتي خلال خرجاته الميدانية عزمه على التكفل بحاجيات ساكنتها و الاسراع في تجسيد جميع المشاريع في أقرب الآجال و التي من شأنها تحسين الأوضاع المعيشية لقاطني المناطق النائية التي تفتقر الى أدنى متطلبات الحياة الكريمة و خصوصا المشاكل التي تواجه التلاميذ و تصعب عليهم عملية لتمدرس في ظروف عادية و كما لا يزال يتخبط فيها القطاع على مستوى الطور الابتدائي الذي تسيره البلديات ، و في هذا الصدد أكد والي الولاية في آخر زيارة تفقدية لإحدى مناطق الظل باقليم منداس التكفل بمشاكل التدفئة بالمدارس من خلال تزويد ابتدائيات بخزانات الغاز للتدفئة و ضمان التوزيع خلال أطول مدة زمنية لتحسين ظروف تمدرس التلاميذ في الوسط الريفي على غرار التكفل بمشاكل التنمية المحلية في هذه المناطق .