لا تزال جائحة كورونا تصنع الحدث في الجزائر حيث أنه رغم أننا تجاوزنا بكثير فترة التخوف والقلق من الأعداد المتزايدة من حالات الإصابة و الوفيات بفيروس كوفيد 19 و كذا المصابين الموجودين تحت التنفس الاصطناعي، وكذا فترات الإغلاق المتتابعة و شلل وتوقف معظم النشاطات بسبب الحجر الصحي الجزئي والكلي و ما ترتب عنها من قيود الالتزام بإجراءات الوقاية ، و انتهاء بفترة التوتر في انتظار وصول شحنات اللقاح المضاد لفيروس كورونا الذي وصل أخيرا في نهاية شهر جانفي الماضي، يتواصل الجدل والقلق وحالة الترقب القصوى لمسألة فتح الحدود ونعني هنا على وجه الخصوص عودة الرحلات الجوية لحل مشكل جاليتنا في الخارج و كذا مواطنينا الراغبين في السفر إلى الخارج للعلاج أو لأسباب أخرى حيوية و تثار ضجة إعلامية كبيرة حول الموضوع رغم الوضع الصحي الصعب سواء في الجزائر أو في بلدان أوروبا التي هي الوجهة المفضلة للجزائريين المطالبين بفتح الحدود الجوية، حيث أن الجزائر التي وصلت بنجاح إلى مرحلة توفير اللقاح المضاد لكوفيد 19 وانطلاق حملة التطعيم يخشى الكثير من انتشار السلالة البريطانية المتحورة من فيروس كورونا والعودة والتقهقر إلى مراحل العدوى السابقة ،هذا من جهة و من جهة أخرى لا يمكننا في هذه الوقفة لتقييم الوضع وانعكاسات الأزمة الصحية والاقتصادية والاجتماعية التي تسببت فيها جائحة كورونا إلا أن نقف ونسلط الضوء على الشق الاقتصادي حيث تضرر معظم الجزائريين كثيرا من تداعياتها وانخفضت القدرة الشرائية للمواطن وسجل ارتفاع في الأسعار لا يزال ساري المفعول إلى حد الآن ،ويفاجئ المستهلك بعد أن طال كل شيء من مواد غذائية أساسية و خضر وفواكه وغيرها بما في ذلك السيارات المستعملة التي التهبت أثمانها ،و نقول هذا ونحن على أبواب شهر رمضان المعظم الذي كثيرا إن لم نقل دائما ما يستغله التجار لرفع الأسعار ولكسب المزيد من الأرباح في غياب متابعة صارمة لسلسلة الإنتاج و الشراء والبيع من قبل الدولة التي لحد يومنا هذا تبذل قصارى جهودها بغية التحكم في آليات السوق من عرض وطلب وبيع وشراء ومحاربة الاحتكار والمضاربة.