- شهادات قيمة لوجوه رياضية وفنية وأكاديمية تم مساء أول أمس تكريم الفنان سعيد بوعبد الله، أحمد أعمدة الخشبة والفن بوهرانوالجزائر، وقد كان الحفل التكريمي الذي نظمته فرقة "لمة لحباب" وجمعية "أسود بلوس"، فرصة لاستذكار أهم المحطات التي قطعها "الشيخ" سعيد بوعبد الله، في سبيل ترقية وتطوير فن الركح، لاسيما في سنوات العشرية السوداء، حيث تحدى رفقة كوكبة من المبدعين، الظروف الأمنية الصعبة وقتذاك، وصال وجال عبر مختلف المدن الجزائرية، لتوصيل رسالة المسرح النبيلة.. كانت أمسية أول أمس جميلة، حيث ظهرت جليا علامات الفرحة والغبطة، على محيا عمي سعيد، الذي عبر عن سعادته الغامرة، بهذا التكريم الذي حضرته عدة وجوه فنية ورياضية وأكاديمية، حيث أكد بأن هذه الوقفة تمثل عربون محبة وعرفان، بمشواره الإبداعي الغزير، وفرصة لتجديد اللقاء مع فنانين، لم يلتق بهم منذ وقت طويل، وسانحة لطي صفحة "النسيان" التي طالت العديد من الشخصيات الثقافية والفكرية بالولاية، ومن ثمة تجديد العهد مع ونفض الغبار، عن مختلف القامات والأهرامات، التي خدمت في أحلك الظروف، وبأضعف الإمكانيات، ولكن خلّدت اسمها بأحرف من ذهب، في سجل المبدعين الذين صنعوا مجد وسؤدد المشهد الثقافي بعاصمة الغرب الجزائري. وما زاد من جمالية الحفل، التقديم اللامع للشاعر وصاحب الكلام الراقي والدافئ كريم عطلي، الذي أعطى حيوية ودينامكية للوقفة التكريمية، حيث صنع الفرجة بتدخلاته، وتقديمه الموفق لعريس الأمسية "بوعبد الله سعيد"، دون أن ننسى نورالدين قفايتي "رئيس جمعية أسود بلوس"، الذي شدد في كلمته، على أن التكريم هو محطة عرفان وتقدير، لجميع المبدعين بما فيهم الذين خدموا خشبة المسرح، وأن مثل هذه الوقفات هي مناسبة لإحداث القطيعة مع ذهنية وعقلية "النسيان"، التي كثيرا ما أضرت وعانى منها العديد من الفنانين، ومن ثمة فإنه بات من الضروري، تنظيم مثل هذه القوافل التكريمية، وطرق أبواب كل مطرب ورياضي وباحث ومسرحي وفنان تشكيلي، قدم الكثير لوهرانوالجزائر، وهو ما أكدته الحاجة حليمة، المعروفة فنيا باسم "الزهوانية"، التي قالت إن بوعبد الله سعيد أسد من أسود الخشبة، وهو بمثابة الشقيق الذي لم تنجبه أمك، واشتغلت معه في أحلك الظروف، لاسيما في زمن العشرية السوداء، وكان لا ينام ولا يتغذى، إلا بعد أن يتأكد من أن جميع أعضاء الوفد في أمان وسلام، وهو ما أكده بلكروي الذي صرح بأن سعيد من رفقاء الدرب، الذي اشتغل معهم لعقود، حيث كثيرا ما نشط معه عدة أعمال فنية في دواوير وقرى الجزائر، أيام العشرية السوداء، إذ عرف عنه موهبته الفنية الكبيرة، ومساعدته للمسرحيين الشباب الموهوبين، وأنه كان مخلصا وجادا في عمله وهي سمات تؤكد سر تفوقه ونجاحه في فن الركح. تجربة ثرية ومفيدة للطلبة كما أكد الدكتور أحمد بغالية بأن بوعبد الله، مكتبة بحد ذاتها، وصندوق أرشيف يكتنز تجربة مسرحية وفنية ثرية، وأنه حان الوقت لطلبة الجامعة، إعداد أطروحات دكتوراه تثمن هذا الرجل وتغوص في أعماقه الفنية والإبداعية، ولم يخف الشيخ "الهندي" إعجابه بشخصية "سعيد" وتفانيه في العمل وأن أقل شيء يقدم لهذا الرجل تكريمه والاحتفاء به وبمساره المهني الطويل، وهو نفس الموقف الذي شاطرته فيه "خانة وهران" والمطربة الكبيرة حورية بابا، التي قالت بأن بوعبدالله سعيد، أفنى حياته في الإبداع ومن الطبيعي تخليده واستذكار مساره الغزير، حتى نحارب ثقافة النسيان والتهميش التي عانى منها ولا يزال العديد من الفنانين. تجدر الإشارة إلى أن الحفل الذي تم خلاله تكريم المسرحي القدير محمد أدار، حضرته كوكبة من القامات الإبداعية والرياضية، المعروفة بالساحة المحلية والوطنية يتقدمهم رئيس فرقة "ملمة الحباب" مصطفى ولد باجة، المدرب الوهراني القدير جمال بن شاذلي، و«الشيخ" والمربي الحاج مريت، أمين ميسوم، تشيكو بوحسون، شقيق المرحوم بلاحة الهواري شهرزاد "نقافة"، وحتى فنانين من مستغانم يتقدمهم المطرب الزناتي وبوهلة، سيفاوي الهواري، أحمد زدور براهيم، بوزيان فاروق، زين اسماعيل هواري، حسني نواري.. إلخ