أعرب الفنانون الذين اقتربت منهم الأيام على هامش التكريم الذي نظمته جمعية الكلمة للثقافة و الإعلام بمناسبة عيدهم الوطني المصادف ل8 جوان من كل سنة عن استحسانهم للمبادرة التي اعتبروها إلتفاتة طيبة للفنان، لكن في ذات الوقت عبّروا لنا عن استيائهم للوضع الثقافي الراهن و لسان حالهم يقول عيد بأيّ حال عدت.. كانت بداية الوقفة التكريمية بالوقوف دقيقة صمت على روح فقيدة الطرب الجزائري “وردة الجزائرية” التي كرّمها الفنان التشكيلي “الطيب العيدي” على طريقته برسم لوحة رائعة للفنانة توسطت المنصة، و قد كرمت جمعية الكلمة التي يترأسها الإعلامي و الشاعر عبد العالي مزغيش ثلة من الفنانين الجزائريين، هذا التكريم الذي نظم بالتنسيق مع الديوان الوطني للثقافة و الإعلام بفضاء المنتدى الثقافي و الإعلامي “موعد مع الكلمة”، كما كان لرئيس إتحاد الناشرين المغاربة أحمد ماضي مساهمته في هذا التكريم، و كانت من الأسماء التي كرمتها الجمعية الفنان التشكيلي “محمد بوكرش” بالإضافة إلى الفنان القدير “أرسلان” و هو في ذات الوقت أستاذ بالمدرسة الوطنية للفنون الجميلة لأكثر من 34 سنة، و كرم كذلك الإعلامي و الكاتب “سمير مفتاح” و كذا المطرب “عبد العزيز بن زينة”، كما كان لجيل الشباب حظه من التكريم و هذا لتشجيعهم على مواصلة الدرب في المجال الإبداعي كتكريم المخرجة و الممثلة المسرحية الواعدة “رميلة تسعديت” و كذا الفنان حمزة جاب الله الذي لديه إبداعات مميزة في مجال السيموغرافيا، بالإضافة إلى تكريم الفنان الشاب في مجال الشريط المرسوم “ابراهيمي سليم” و هو إعلامي بالقناة الثالثة، كما كرم بذات المناسبة مستشار وزيرة الثقافة و النائب في البرلمان الجديد “سيدي موسى” الذي أعرب عن سعادته لوجوده بين هذه الثلة من القامات الفنية و أكد من جهته أنّ الدولة بذلت جهودا جبارة خلال العشرية الفارطة في إطار النهوض بالقطاع الثقافي لكن رغم هذا تبقى هذه الجهود ضئيلة و ناقصة إذا لم يرفع الفنان التحدي و يفرض نفسه أمام جمهوره بالإبداع و الإنتاج المتواصل. هذا وقد كرم الفنان السينمائي و المسرحي و التلفزيوني “عبد الحميد رابية” الذي كرّس 50 سنة من حياته خدمة للفن الجزائري و قد صرّح للأيام عقب هذا التكريم: “أشكر المنظمين لهذه التظاهرة على هذه الإلتفاتة و التي نترحم من خلالها على روح الفنان علي معاشي الذي أعدمته السلطات الفرنسية بساحة الشهداء بتيارت في 8 جوان 1958، و الآن يمر علينا نصف قرن من الاستقلال لكن لم نلمس أي تغير سواء من حيث الاحترافية أو تحسن في وضعية الفنان الإجتماعية، لهذا سنبقى نناضل ونكافح رغم العراقيل والصعوبات ورغم غياب سياسة ثقافية، فبدل أن يزدهر القطاع و يتطور للأسف ضيعنا الصرح الذي شيدناه في سبعينات القرن الماضي حيث كنا ننتج العشرات من الأفلام آنذاك، لكن بمجرد حل المؤسسات العمومية للإنتاج تدهور حال الفن في بلادنا و بقي على حاله إلى يومنا هذا، و الآن القطاع يتخبط في العشوائية و يشهد حالة من الفوضى، فرغم المهرجانات التي تقام هنا و هناك إلاّ أنّها لا تساهم لا في بناء منشآت ثقافية و لا بتحسين وضعية الفنانين، بالإضافة إلى اقتحام الدخلاء لهذا المجال حيث أصبح من هب و دب يفتح مؤسسة في السمعي البصري دون أن تكون له أية دراية أو خبرة و بالتالي ساهموا بطريقة أو بأخرى في عزل و تهميش الفنانين، و فيما يخص تأسيس المجلس الوطني للفنون و الآداب مؤخرا فنرحب كمبدعين بهذا المولود الجديد الذي جاء متأخرا جدا بعد فراغ دام 50 سنة، و كنا نأمل أن يكون هذا المجلس منتخبا وليس مجلسا استشاريا معينا.. وفي ذات السياق اقتربنا من الفنان سيد علي بن سالم الذي صرح للأيام:” المشكل ليس في اليوم الوطني للفنان و الإحتفال به ولكن همنا نحن كفنانين أن تخرج السينما الجزائرية من هذا الركود و تنتعش بتكثيف الإنتاج كما و كيفا، فترميم القاعات السينمائية خطوة مهمة لكن الأهم أن يكون لدينا إنتاج نعرضه في هذه القاعات حتى لا تبقى شاغرة، بالإضافة إلى ضرورة الخروج من زجاجة المناسباتية والعمل على مدار السنة، أمّا فيما يخص المجلس الوطني للفنون و الآداب فأظن أنه من السابق لأوانه أن نحكم عليه الآن ولم يمر على تأسيسه الشهرين، لبدّ أن نعطي للقائمين عليه الوقت الكافي، و بالنسبة لوزارة الثقافة هي مشكورة على الالتفاتة التي تقوم بها بين الفينة والأخرى من تكريم لعمالقة الفن الجزائري الذين وهبوا حياتهم للفن، كما نأمل منها أن تمنح الفرصة للفنانين الحقيقيين الذي فرضوا جدارتهم في الميدان و تفتح الأبواب أمامهم ليبدعوا أكثر، فبتضافر جميع الجهود يمكن أن نتألق في المجال السينمائي في الداخل و نسوقه للخارج”. أماّ الإعلامي والشاعر عبد العالي مزغيش فقد قال فيما يخص التظاهرة: “إنّ الجمعية إرتأت أن تكرم مجموعة من الفنانين الجزائريين ذوي الخبرة في مجال المسرح و السينما بالإضافة إلى تكريم الجيل الصاعد من الشباب لتشجيعهم على الإبداع أكثر”، كما حضرت الجمعية برنامجا مكثفا يتزامن مع الاحتفالات المخلدة للذكرى الخمسين للاستقلال حيث ستتواصل سلسلة التكريمات لمجموعة من الفنانين الشباب في السينما و المسرح و التاريخ و الأدب و غيرها من الفنون و هذا إبتداء من السنة الحالية وإلى غاية السنة المقبلة، كما “سنكرم هذا الخميس بمقر الجمعية ببني مسوس اسما من الأسماء الإعلامية البارزة في الخارج ألا و هو المعلق بقناة الجزيرة الرياضية “عادل خلو”، لتوالى سلسلة التكريمات حيث سنكرم يوم الأحد المقبل الفنان و الملحن الملتزم “علي منصوري” و كذا الفنان “صادق جمعاوي”. نسيمة. ش * شارك: * Email * Print * * *