تكريم خاص للشيخ "بلاوي الهواري"، "صنهاجي قنديل"، "أحمد سعيدي"، بلحضري بلحضري"، هواري عوينات" و"طيبي الطيب" عرفت حفل افتتاح مهرجان الموسيقى والأغنية الوهرانية في طبعته العاشرة بمسرح عبد القادر علولة، لحظات مؤثرة مفعمة بالتأثر والتقدير والحزن، بعدما قامت إدارة المهرجان بتكريم العملاق الراحل بلاوي الهواري، في سهرة تاريخية وخالدة أبت إلا أن تتذكر مناقب الفقيد، الذي كرس حياته ومسيرته في الاهتمام بتطوير وتحديث والرقي بالأغنية الوهرانية، فضلا عن مساره الجهادي والنضالي الطويل، إبان الاستدمار الفرنسي بلادنا، وقد أثنى الجمهور الغفير الذي حضر حفل الافتتاح كثيرا على هذه الالتفاتة والوقفة التكريمية، التي كانت "بلاوية" بامتياز، وما زاد من رونقها وجماليتها هو حضور شقيق المرحوم وابنه عبد الغاني، اللذان ثمنا هذه المبادرة لاسيما وأن الشيخ بلاوي الهواري، يمثل أسطورة إبداعية من الصعب تعويضها، وبفضله تخرج العديد من الفنانين الشباب، الذين أضحوا اليوم نجوما تسطع في سماء الأغنية الوهرانية، من أمثال بارودي بخدة، هواري بن شنات، معطي الحاج، حورية بابا، جهيدة...إلخ، زيادة على كونه أيقونة تعدت شهرتها حدود الجزائر لتصل إلى العديد من الدول المغاربية والمشرقية، حيث يشهد العديد من الفنانين العرب، بقوته في الإلقاء وعذوبة حنجرته وإطلالاته المتميزة، وما زاد من جمالية سهرة أول أمس، التي بثت على المباشر من خلال شاشتين كبيرتين تم إلصاقها على واجهة المسرح الجهوي لوهران، هو الظهور البهي والأنيق للأستاذ بارودي بخدة، الذي قدم باقة من الأغاني الجديدة والقديمة، لاسيما تلك التي أداها المرحوم بلاوي، ما جعل الجمهور الحاضر يتجاوب معه ويصفق له كثيرا، خصوصا وأن بارودي بات اليوم، أحد أعمدة الأغنية الوهرانية البارزين، الذين سيحملون مشعل الأسلاف الذين أوصوا بضرورة المحافظة على هذا التراث الشعبي الأصيل، كما كانت الأمسية مناسبة لفنانين آخرين لتقديم أجمل ما لديهم من أغان وألوان فنية تحتفي بوهران والحب والجمال وعاداتنا وتقالدينا المتنوعة، في تجاوب مبهر وساحر مع الفرقة الموسيقية بقيادة الأستاذ والمبدع الباي بكاي، على غرار المطرب القدير هواري بن شنات، السمراء حورية بابا، وحريق كريم، وصاي عبد الله، دون أن ننسى ولهاصي الهواري وملوك كمال وحكيمة بولونجي. ليختتم الحفل الافتتاحي الذي حضره الشيخ معزوز بوعجاج، بتكريم العديد من الوجوه الفنية الكبيرة التي رحلت عن عالمنا، تاركة وراءها فراغا كبيرا من الصعب تعويضه، على غرار الشيخ صنهاجي قنديل وأحمد سعيدي وهواري عوينات وطيبي الطيب وبلحضري بلحضري، وهي الكوكبة من المبدعين التي خلفت وراءها رصيدا غزيرا من الأغاني والقصائد والأعمال الموسيقية الجميلة والخالدة .