إنتهى الكاتب والروائي الجزائري أنور بن مالك من كتابة مؤلف جديد بعنوان »الخمسينية« باللغة الفرنسية سيصدر قريبا عن منشورات »ماجلون« بفرنسا ودار أبيك« للنشر بالجزائر وهو مؤلف سيوقعه في إطار الذكرى الخمسين لإستقلال الجزائر يروي فيه بعض القضايا الثورية الهامة التي قادت الثوار نحو تحقيق الإستقلال والتحرر من الإستبداد الفرنسي ويعتبر كتاب »الخمسينية« من أهم الإصدارات الأدبية للكاتب الذي يعول عليه في كشف البعض من الحقائق المبهمة ونفض الغبار عن فترة الإستعمار القمعية التي أثارت إهتمام العديد من الأدباء الجزائريين والفرنسيين في المدة الأخيرة ليبقى الروائي أنور بن مالك متميزا بأسلوبه النقدي والتحليلي تماما مثلما عهده قراءه من داخل الجزائر وخارجها . وإضافة إلى هذا الإصدار فقد سبق لأنور بن مالك أن عزز المكتبة التاريخية للجزائر بمجموعة من المؤلفات الهامة والناجحة التي ساهمت في كتابة التاريخ عبر حقب مختلفة وأثارت الجيل الجديد بمفاهيم ثورية هامة على غرار مؤلف »الإختطاف« الذي أصدر الكاتب عام 2009 عن منشورات »فايار« يكشف من خلالها أهم المحطات في التاريخ الجزائري المعاصر والمتمثلة في »حادثة ملوزة« التي إقترفت في حق قرية بأكملها وحقائق أخرى حول الأفعال السلبية داخل الثورة التحريرية وليس هذا فحسب بل حاول أنور بن مالك في هذه الرواية أن يبرز إعجابه بالدور البطولي الذي قام به المجاهدون مسلطا الضوء على شخصية العربي بن مهيدي كرمز في التضحية والجهاد مبرزا مواقفه النضالية في مواجهة العدو الفرنسي الغاشم مثله مثل المجاهدين الآخرين كما حاول هذا الأخير أيضا أن يفتح ملف السلبيات والأسلوب مستندا بذلك على قصص واقعية عشاتها بعض العائلات إبان الإستعمار على غرار حادثة الإختطاف الرهيبة التي تعرضت لها شابة جزائرية في مقتبل العمر من طرف المحتلين الذين عذبوها ثم إغتصبوها بأبشع الطرق ليقوموا في الأخير بقتلها ورميها بإحدى ضواحي العاصمة جثة هامدة إضافة إلى قصة الطفل الصغير »ياسين« الذي إختطف هو الآخر ليتم العثور عليه ميتا بعد فترة في صورة تبعث على الغثيان . ولأن رواية الإختطاف قد حققت نجاحا كبيرا في الوسط الأدبي الجزائري والأوروبي ونظرا لعدد التساؤلات والنقاشات التي أثيرت حول هذه القصص الحقيقية المؤجعة قرر أنور بن مالك أن يحتفل بذكرى إستقلال الجزائر في سنتها الخمسين من خلال مؤلف جديد لم ينزل بعد بالمكتبات ولم يتم الكشف بعد عن خباياه وأسواره التاريخية التي عودنا عليها »بن مالك« الذي إكتفى بالكشف عن إسم المؤلف خلال اللقاء الرابع الأورو جزائري للكتاب أين أبدى حماسه للإحتفال بهذه الذكرى العزيزة على قلوب الجزائريين مطالبا إياهم بقراءة التاريخ والبحث المستمر بهدف إستخلاص الدروس من الثورة التحريرية المجيدة. وتجدر الإشارة أن أنور بن مالك إضافة إلى كونه روائي وقاص وشاعر فهو دكتور دولة في الرياضيات مقيم بفرنسا ويشغل منصب أستاذ بالجامعة هناك له العديد من الأعمال الأدبية الناجحة التي إفتكت العديد من الجوائز نذكر منها »العشاق المتفرقون« ومؤلف »إبن الشعب العتيق« ورواية »الإختطاف« إضافة إلى عملين آخرين وهما »الكتاب الأسود لأكتوبر« الذي تطرق فيه لضحايا مظاهرات أكتوبر 1988 وكتاب » لن تموت أبدا غدا« الصادر عن منشورات »فايرد« الفرنسية والقصبة الجزائرية وهو مؤلف كتب باللغة الفرنسية ويضم 192 صفحة يعبر فيه بن مالك عن إحساسه بالألم جراء وفاة والدته بأحد المراكز الإستشفائية أين تعرضت للإهمال وعدم الإهتمام مما جعله يعبر عن غضبه الكبير بعد أن تعرضت كرامته للإعتداء وصحة والدته للإستهتار وهذا جعله يكتشف هشاشة المواطن الجزائري الذي تحول إلى فرد يحتقر نفسه بعد أن تعرض لكل أنواع الإحتقار .