تصدر هذه الايام عن دار النشر الفرنسية '' فابارد'' رواية جديدة للكاتب الجزائري ''انور بن مالك'' بعنوان ''الاختطاف''. واوضح بن مالك في لقاء مقتضب مع جريدة ''الحوار'' ان روايته الجديدة تسلط الضوء على مناطق مظلمة من تاريخ الجزائر الحديث وبالخصوص مرحلة الاستعمار الفرنسي و الثورة التحريرية. أكد بن مالك ان هناك الكثير من المحطات في تاريخ هذه الثورة تم تعتيمها و احاطتها بجدار من الصمت و الكتمان قائلا: ''لم نمتلك كامل الشجاعة والالتزام تجاه ثورتنا''. وحسب مؤلف الاختطاف فان روايته تسترجع مجازر ملوزة وعملية بلوويت. مضيفا ان اضاءة مناطق سوداء من التاريخ من شانه ابراز حقيقة العنف الذي حكم علاقات الهيمنة ما بعد الاستقلال. وافاد بن مالك ان احداث روايته تدور في الزمن الراهن لكنها تسترجع الماضي بابجابياته وسلبياته بابطاله ومجرميه. وقال انه من خلال مؤلفه يؤكد على دور المجاهدين وتضحيات الشهداء في الكفاح ضد قوى الاستعمار الفرنسي وتحقيق الاستقلال من ضمنهم عبان رمضان و العربي بن مهيدي ومحيوز ومحمدي السعيد. وقال إن الذاكرة الجزائرية تعاني حالة من الامنيزيا تمحى بسهولة بصورة مكثفة وهو ما يتاسف له. وتساءل كيف بعد كل هذه التضحيات تسمى شوارع جزائرية باسماء جلادين وهو ما يرفضه تماما. واسترجع انور بن مالك الحالة الشرسة التي حيكت حول عمله الروائي ''اوماريا'' رغم ان العمل يدور في القرن 16 على الاراضي الاسبانية غير ان البعض اراد توظيفه، وقد آلمه ذلك كثيرا لانه كاتب يريد ممارسة الكتابة خارج التوظيف السياسي للابداع. وعن روايته ''الاختطاف'' يوضح إنها ليست نصا سياسيا بل رواية حاولت فيها ان يتفاعل شخوصها العاديون امام احداث غير عادية تدور حول عملية اختطاف فتاة ودوامة العثور عليها. حيث تتعرض ابنة عزيز التي تبلغ 14 عاما من العمر للاختطاف من طرف احد الدمويين الذي يشترط التفاوض على حياتها والحديث عن الفدية مع عدم ابلاغ الجهات الامنية وإلا ستتعرض الفتاة البريئة الى ابشع انواع التعذيب والتنكيل. وامام هذه الفاجعة يدخل الوالد عزيز في دوامة من التناقضات مع ذاته ومجتمعه ولا يجد لمساعدته سوى صهره ماتيو العسكري السابق والمتضامن مع الثورة الذي فضل البقاء في الجزائر بعد الاستقلال، وهنا يجد نفسه في مواجهة اسئلة كثيرة لا يعثر لها على الحل.