تعتبر الحملة الأدبية الروائية التي أطلقها عدد من الكتاب الفرنسيين خلال الفترة الأخيرة والتي تتناول تاريخ حرب التحرير الجزائرية من منظور فرنسي، سابقة أدبية في عهد نيكولا ساركوزي بل ومن سبقوه، كمحاولة أدبية لإثارة قضية محاكمة السياسيين الفرنسيين بلغة القصص بهدف الدعوة إلى المصالحة بين البلدين. الأمر يؤكده دخول عدد من الروائيين الفرنسيين من آفاق وأعمار مختلفة على غرار لوران موفينيي إلى أنور بن مالك مرورا إلى جون ميشال غيناسيا ومارك بريسون وآنليز روإلى فرانسين دومارتينوار- معترك إعادة كتابة التاريخ وكشف سياسة فرنسا وعلاقتها بالجزائر المستعمرة. عادت هذه الروايات إلى تاريخ مؤلم للجزائر وللأقدام السوداء، حيث تشترك تلك الأعمال الجديدة الصادرة في فرنسا في نفس الإيحاء المتمثل في الدعوة إلى المصالحة بين الجزائروفرنسا. ومن ابرز تلك الروايات ''الاختطاف'' لموقّعها أنور بن مالك، وهو من أم مغربية وأب جزائري حيث يحاول الكاتب الاقتراب من المسافة الموجودة بين الضحية والجلاد على أمل إقامة مصالحة بين ذاكرتين وشعبين وسياستين يربطهما حوض البحر الابيض المتوسط. وهو ما سعى إليه كل من لورمن موفينيي في روايته ميراث الصمت وجون ميشال غيماسيا في روايته التي تتحدث عن موضوع الخيانة في الجيش الفرنسي ومارك بريسان في روايته الصادرة حديثا والموسومة ب ''الصهريج''، والكاتبة فرانسين دومارتينوار التي تستحضر ضمن روايتها ''جاكلين شونبو'' ذاكرتها الحية بين سنتي 1957 و1959 لكتابة رواية كاملة عن حرب التحرير، والتي تحاول من خلالها تقديم ملامح للأجيال الحاضرة عما كانت عليه الحرب بأتم معنى الكلمة، حيث صرحت هذه الأخيرة في عدد من اللقاءات بعد صدور روايتها أنه لم يكن بمقدورها كتابة هذه الرواية قبل عشر سنوات لحساسية التحكم في الكتابة عن التاريخ الممزوج بجوانب شخصية في الحكاية والألم. للإشارة فإنه لم يسبق أن صدر هذا الكم من الروايات في فرنسا والذي ينبش في تاريخ العلاقة الفرنسية الجزائرية، فيما يستثنى النقاد والمتتبعون لهذا الأمر ثلاث روايات صدرت في السنوات الأخيرة وكان آخرها رواية مثيرة لماثيو بليزي عن دار ألبان ميشال واسمها ''كانت أرضنا''، وقبلها روايتا جول روي ''خيول الشمس'' وميشال ديون ''الجزرة والعصا''.