أوضحت سفيرة النمسا للجزائر الجديدة أن سلسلة اللقاءات الأدبية " المقهى الأدبي " التي دشنتها سفارة النمسا ، تهدف إلى خلق جو من التبادل والحوار الجاد الذي يعنى بما يصدر في عالم الإصدارات ، إسهاما منها في بعث الديناميكية الثقافية الفكرية التي تشهدها الجزائر خلال هذه السنة بمناسبة الاحتفال بالذكرى الخمسينية للاستقلال ، وقالت بأنه سيعقب اللقاء الخاص بالروائي أنور بن مالك ، لقاء مقبل مع الكاتبة " فضيلة مرابط " المعنون " مقهى الإمام " الصادر عن دار داليمان . نظمت سفارة النمسا نهاية الأسبوع الماضي ، لقاء أدبيا حول رواية أنور بن مالك الأخيرة " لن تموتي أكثر غدا " التي كتبها بعد وفاة والدته وأحب من خلاله تخليد اسمها ، وقد تساءل احد الحاضرين عن عنوان الكتاب ومدى علاقته بالرغبة في أن تعيش والدته ، فأجاب بن مالك انه تعبير عن أمل وان كان لم يتحقق ، أمل أن تعيش والدته في الذاكرة ، ذاكرة القراء الذين وصلهم الكتاب ، خصوصا وان والدته لم تكن حياتها بالسهلة الهيّنة لكونها مغربية ، وما شاب العلاقة في زمن مضى بين الدولتين الشقيقتين ، وان كان القدر- كما قال - لا يعرف التحيزو التمييز والتفرقة فهو جمعي ، فالكل منا سيعرف نفس المصير، ثم أوضح بن مالك بالمناسبة مدى العلاقة المتشنجة مع والده الذي رغم انه كان متفتحا محبا للعلم إلا انه كان صعب المراس ،مثاله مثل جميع أباء المراحل السابقة ، خلافا لوالدته التي كانت تميل إلى الدعة والنكتة ولعل ذالك مع جعل جنازتها التي ألمته وحفرت في قلبه إلى الأبد يشوبها شيء من المرح ، ومن العجب أن بن مالك لم يكن يتحدث عن إمكانية أن تعيش والدته في دار الخلد رغم كونها مؤمنة ، فلم يرد ذكر الجنة التي قال أن لا أحد يعرفها أكانت حقا أم باطلا ، وظني أن من يكن لوالدته ذالك الحب والتقدير والرغبة في الخلود ، أن يختلق الجنة حتى وان لم تكن، فكيف الحال إذا علمنا أن الكل مجمع على وجودها فضلا أن من حدثنا عنها هم قوم عرفوا بصدقهم في الدنيا أفيكذبون علينا في الأمور الغيبية ؟. ومن جهة أخرى أشار الحاضرون إلى الأسلوب الجميل الذي اتسمت به الرواية وابتعادها عن المنحى الكلاسيكي في الكتابة ، وللإشارة فقد حضر اللقاء عدد من الوزراء وممثلي السفارات ومن المثقفين للعلم فان أنور بن مالك هو من مواليد 1956 بالدار البيضاء المغربي من أب جزائري وأم مغربية ، رياضي التكوين يدرس في كلية الصيدلة باريس 11، متحصل على دكتوراه في الاحتمالات والإحصاء من جامعة " كياف" ،درس ف يجامعة العلوم والتكنولوجيا باب الزواربالجزائر ، لقب بفولكنر المتوسط من الصحافة الفرنسية " ليكسبريس "، من بين أعماله " انفصال الأحبة " سنة 1998 ،" الزمن المر الجزائر" سنة 2003، " حب الذئب "سنة 2002، وكلها عن دار النشر " بوفار"، كما شارك في كتب جماعية منها " يوم صيفي " 2000منشورات ليبريو، "لغتي هي إقليمي "منشورات ليبريو ،"قصص جزائرية " منشورات ماجلان 2009 ،" أطفال الرصاصة " منشورات لاتاس 2010.