شكل موضوع «الاتصال الصحي الرقمي»، محور ملتقى وطني عقد أمس بمركز البحث والأنثربولوجيا الاجتماعية والثقافية «الكراسك» عن طريق التحاضر عن بعد، وفي هذا الصدد أكد الدكتور بوعمامة العربي منسق الملتقى ومدير مخبر الدراسات الاتصالية والإعلامية وتحليل الخطاب بجامعة مستغانم، «أن التقاطعات بين الصحة والاتصال تمثل مجالا مهنيا وتخصصيا شهد تناميا ملحوظا بفعل تزايد تركيز السياسات العمومية في القطاع الصحي على أولوية المقاربات الوقائية توازيا مع الاستثمار، في البنى التحتية والمورد البشري المتخصص، حيث يتم بموجب ذلك اعتبار توفير المعلومات الصحية على رأس المرتكزات التي تشكل صلب الرعاية الصحية الأولية، وتستجيب لحق الساكنة في معرفة مشاكلهم الصحية وحق المشاركة في حلها، وفرض استعمال الوسائط الرقمية في سياق البحث عن المعلومة الطبية والتفاعل معها من قبل الجمهور العام، واقعا جديدا وجب تدبيره وتأطيره على المستوى الاتصالي والتقني والاجتماعي، ما يعجل الحاجة إلى نسق جديد من التواصل المتخصص يتمثل في الاتصال الصحي الرقمي، الذي يسعى في جوهره إلى تعزيز وضمان النفاذ المجتمعي الكامل للحقوق الصحية، من خلال النشر الفعال للمعلومات ذات الصلة بالاحتياجات الطبية للسكان، ومحو الأمية الصحية ورقمنة الخدمات الطبية وإنشاء الفضاءات التواصلية الالكترونية المناسبة لخصوصية المجتمعات المحلية احتياجاتها الوقائية كما تطرق الدكتور مستاري جيلالي مدير مركز البحث في الانثروبولوجيا الاجتماعية والثقافية (كراسك) إلى الدور الكبير الذي تؤدّيه وسائل الرقمنة في نشر الثقافة الوقائية، كما تطرقت صفاح فاطمة الزهراء، رئيسة الجلسة بجامعة مستغانم، إلى أهمية الملتقى في وضع ميكانزمات حقيقية للاتصال الصحي الرقمي، الذي يهدف إلى توعية أكبر عدد من شريحة المجتمع، أما عن الدكتورة درقاد حليمة من جامعة مستغانم فتطرقت إلى دور وسائل الإعلام في فترة جائحة «كوفيد»، وكيف عمل قطاع السمعي البصري، لاسيما القطاع العمومي مع الأزمة الصحية التي تمر بها البلاد، في حين أشار الدكتور حميد بوشوشة من جامعة قسنطينة والذي اختار خلية الاتصال بمستشفى قسنطينة الجامعي، كنموذج لإبراز عمل هذه الهيئة في نشر المعلومة الصحية، بالتنسيق مع الاطقم الطبية المشرفة على علاج «كورونا»، مؤكدا أن هذه الخلية وغيرها من خلايا الإعلام، لابد من أن تتكيف مع الوضع الصحي لنشر المعلومة الصحية السليمة، كما كان لمحاضرة الدكتورة ريغي أسماء، من جامعة الجلفة، دور الاتصال الصحي الرقمي في نشر الثقافة الصحية وغيرها من وسائل الاتصال، التي يجب الاهتمام بها لتوصيل المعلومة الصحيحة والسليمة فيما تطرقت الدكتورة أمال توهالي حول موضوع الطب عن بعد وقراءة في مفهوم وأخلاقيات الممارسة الصحية وكيفية العمل على وضع أرضية صلبة لإطلاق معلومات صحيحة وسليمة.