لا يختلف اثنان حول ما يشهده العالم من ثورة تكنولوجية في عالم الاتصال والوسائط الالكترونية، مما زاد الأمور سهولة وتعقيدا في نفس الوقت، في ظل ذلك؛ جميل أن نجد هناك من يهتم بالطفل وأدبه مع هذه العالم الالكتروني من أجل أن يأخذ بيد الطفل ليتعامل مع هذا العالم الرقمي.. هذا ما لمسته خلال تتبعي للملتقى الثالث لأدب الطفل – أدب الطفل والوسائط الالكترونية – أيام 26، 27، 28 أفريل 2011 بجامعة المدية " حيث تم تنشيط هذا الملتقى برعاية معالي وزيرة الثقافة ووالي ولاية المدية.. و قد تضمن الملتقى المحاور التالية: الطفل والوسائط الإلكترونية في التعلم والتعليم، ثقافة الطفل في عصر التكنولوجيا الأطفال والنشر الإلكتروني، تأثير الوسائط الإلكترونية (الألعاب الالكترونية والأقراص والانترنيت) في نفسية الطفل وسلوكه... كان الملتقى –بحق- في المستوى المطلوب بل وأكثر من المطلوب، وسوف تشاطرونني الرأي وأنا أعرض عليكم برنامج الملتقى المليء بالمحاضرات القيمة التي ألقاها أساتذة وأكاديميون من الجزائر ومن خارج الجزائر.. كانت مراسيم الافتتاح بكلمات كل من السادة والي الولاية ،مدير الثقافة بالولاية، عميد الجامعة و السيد نور الدين السد رئيس الملتقى، و قد تم تكريم شخصية أدبية مرموقة في عالم الكتابة للأطفال متمثلة في الأديبة الكبيرة والوزيرة السابقة السيدة زهور ونيسي... تكريم الأديبة السيدة الوزيرة زهور ونيسي و قد انطلقت الأشغال صبيحة اليوم الأول من خلال المحور الأول: ثقافة الطفل في عصر التكنولوجيا الأطفال والنشر الإلكتروني، فقد كانت المداخلة الأولى من طرف د. عبد الحكيم صايم جامعة وهران بعنوان ثقافة الطفل و تحديات العولمة، ليليها موضوع الثقافة ، الطفل و التكنولوجيا ، الثوابت والمتغيرات لحاتم الفطناسي من تونس، و كذا موضوع أدب الطفل الافتراضي – التأسيس والآفاق للأستاذ عادل بوفناز من جامعة سكيكدة ، و محاضرة ثقافة الطفل وسط فضاء مفتوح للأستاذ أ.محمد سيد احمد مصطفى من الإمارات ... فيما تطرق الأستاذ الطيب ولد العروسي مدير مكتبة العام العربي باريس لدور المكتبات و التقنيات الحديثة في تنمية شخصية الطفل ... و كان محور اليوم الثاني يتعلق بالطفل والوسائط الإلكترونية في التعلم والتعليم، أين تدخل الدكتور محمد بلعيدوني من جامعة مستغانم في صلب المحور، فيما كانت مداخلة الأستاذ العيد جلولي من جامعة ورقلة موسومة بالطفل العربي والنشر الالكتروني ، و قد خاضت الأستاذة ربيعة فندوشي من جامعة المدية أغوار الطفل و التعليم الالكتروني.. تمدرس في فضاء مفتوح متغير الأدوار والوسائل ، و أخذت الوسائط الاكترونية في الوسط المدرسي حقها من خلال مداخلة الأستاذة شامي حفيظة من مديرية التربية بالمدية... موضوع الوسائط الإلكترونية .. كبح السؤال وتنميط التلقي نال هو الآخر نصيبه من خلال محاضرة ناهلية مسعود ، ليليه المحاضر ميلود عبابسي من جامعة المدية في مداخلة بعنوان ثقافة الطفل في من ر التكنولوجيا بين التحصين والمغامرة ، ثم بلقاسم عيساني في مداخلة دارت حول الوسائط الإلكترونية في العملية التعليمية لدى الطفل ، دروس القراءة والكتابة نموذجا ...أما الأستاذ سعيد بن زرقة من المدرسة العليا للأساتذة ببوزريعة ، فقد تطرق للأدب الرقمي الموجه للأطفال بين الحتمية والخيارات – مقاربة تطبيقية اليوم الأخير من الملتقى خصص للمحور الثالث الذي دار حول تأثير الوسائط الإلكترونية (الألعاب الالكترونية والأقراص والانترنيت) في نفسية الطفل وسلوكه، و قد افتتح الأستاذ أكرم بلعمري من جامعة قسنطينة الأشغال بمحاضرة بعنوان إشكالية الهوية في أدب الطفل عبر الوسائط الالكترونية، أما الدكتورة فضيلة صدّيق من جامعة تلمسان فأسهبت في تأثير الألعاب الإلكترونية فيالطفل، و في نفس السياق تدخلت الدكتورة جميلة زقاي من جامعة وهران في موضوع بعنوان الألعاب والثقافة الالكترونية و قد كانت المواضيع المتبقية على الأهمية بمكان، على غرار موضوع ثقافة الطفل بين ثبوت الأفكار وتغير الوسائط التعليمية للدكتور والي دادة عبد الحيكم من جامعة تلمسان، و محاكاة الطفل لنشرات الأخبار..قراءة في العنف للأستاذ سامر محمد اسماعيل من سورية ، و الألعاب الإلكترونية بين الإيجابية والسلبية للأستاذ حسين رأس الجبل من جامعة قسنطينة، عصرنة المسرح المدرسي(من أجل طفل ذكي وموهوب) للأستاذة ليلى ابن عائشة من جامعة سطيف ... و قد تخلل الملتقى الوطني جولة سياحية إلى المعالم الأثرية بولاية المدية، فيما اختتمت فعالياته بقراءة التوصيات المنبثقة عن الجلسات و في مختلف المحاور... خلال الجولة السياحية إلى معالم المدية