أكد المشاركون في الملتقى الافتراضي، نظمه مركز إبن خلدون للأبحاث والدراسات بالأغواط، بالتعاون مع مخبر الموروث العلمي والثقافي لمنطقة تمنراست ومخبر الفلسفة والدراسات الإنسانية والاجتماعية ومشكلات الإعلام والاتصال بجامعة قالمة، أهمية الثقافة الصحية والوعي المجتمعي في الوقاية من كورونا. الملتقى جرى في يومين واختتمت أشغاله، أول أمس، وعرف مشاركة دكاترة وباحثين ومختصين عبر منصة «غوغل ميت» برئاسة الدكتور عماد النبق، الذي أكد أن فكرة الملتقى جاءت بالتزامن مع ما يشهده العالم من تفشي كورونا ونتائجها الوخيمة على الحياة البشرية والاقتصادية، ومسّت بالكثير من الحقوق الإنسانية المكفولة بموجب كل المواثيق الدولية، منها حرية التنقل. وتطرقت أسماء لقيقط، من جامعة قسنطينة-2، إلى أهمية مناقشة القضايا الراهنة، لاسيما مع تأزم الوضع الصحي بسبب انتشار جائحة كورونا وتصاعد في حالات المصابين والضحايا، مبرزة الحاجة الملحة للتوعية الصحية، ما جعلها الشغل الشاغل للمجتمع، بالاطلاع على آخر المستجدات حول القضايا الصحية التي من شأنها تعزيز الوعي والثقافة الصحية. من جهته، أشار الباحث في علم الاجتماع د.نعيم بوعموشة، إلى أن الثقافة والوعي الصحيين يعدان من بين الأولويات اليوم، بغية الوصول إلى مجتمع صحي، في الوقت الذي يعرف فيه العالم انتشار العديد من الأمراض والأوبئة الفتاكة كان آخرها فيروس كورونا. وبحسب المتحدث، هذا الوضع يبرز جليا مدى الحاجة للوعي الصحي والوقائي بالنسبة للفرد والمجتمع والذي تقع مسؤولية نشره على عاتق مختلف مؤسسات التنشئة الاجتماعية، لإرساء دعائم الثقافة الصحية والحصانة الوقائية ضد الأمراض والأوبئة، ما يفرض اهتماما أكبر بالثقافة الصحية وإيجاد تكامل بين التثقيف والسلوك الصحيين لتحويل العادات الصحية إلى عادات سلوكية سليمة وايجابية تمارس بتلقائية في الحياة اليومية. وخرج الملتقى بجملة من التوصيات، أكد فيها المختصون ضرورة الالتزام التام بالنصائح والإرشادات المسطرة وتنفيذها، من باب أن المصلحة للجميع. بالإضافة إلى تفعيل دور الإعلام في المجال الصحي، من خلال بث برامج صحية توعوية بصفة مستمرة وإنشاء قنوات صحية تثقيفية متخصصة لمواجهة الإشاعة ووضع حد للمعلومات الخاطئة. وتم التأكيد على إنشاء مراكز تربوية اجتماعية صحية متخصصة في نشر وتعزيز الثقافة الصحية السليمة، وإجراء دورات تدريب لتلاميذ المدارس وطلبة الجامعات في الإسعافات الأولية رفقة الكوادر التعليمية، وإدراج مادة تعليمية بعنوان التربية الصحية، ناهيك عن العمل على توفير بيئة صحية سليمة للأبناء، وإكسابهم قواعد وإجراءات الوقاية اللازمة وجعلها بمثابة عادات وسلوكيات إيجابية يومية. في المقابل تم اقتراح إعادة النظر في مناهج المواد الدراسة المرتبطة بالتربية الصحية، بحيث تستند إلى أهداف واقعية بما يلبي الحاجات الصحية للتلاميذ، والاستثمار في الأنشطة اللاّصفية والأنشطة التعبيرية كالمسرح والدراما والموسيقى لنشر السلوك الصحي، إضافة إلى تشجيع منظمات المجتمع المدني وإشراكهم في وضع وتنفيذ الخطط التثقيفية الشاملة.