تعتبر ولاية عين تموشنت من ضمن الولايات الساحلية المحظوظة في مجال الفلاحة، بعد تحصلها على كل أنواع الدعم، بدءا بالإمتياز الفلاحي، ثم برنامج التنمية الفلاحية، مرورا بإستصلاح الأراضي الفلاحية، وصولا سياسة الإرشاد الفلاحي الذي به تم عصرنة القطاع وتطوير الإنتاج في جميع الشعب. وفي هذا الإطار كان لمكتب جريدة الجمهورية لقاء مع السيد بركان نعيمي مدير المصالح الفلاحية لعين تموشنت ورغم تنصيبه الجديد إلا أنه لديه دراية شاملة وكافية حول قطاعه الذي إستفاد من عدة عمليات تنموية خلال السنة الجارية 2012. وفي هذا الإطار إنطلقت في المدة الأخيرة لجنة تنفيذية تقوم تجمع الفلاحين ومصالح الغابات والجمهورية والجمعيات وكل الشعب الفلاحية هذه اللجنة تقوم دوريا كل شهر بدراسة كل مشاكل الفلاحين بدءا من نقطة إنشغالاتهم الى غاية إجتماعاتهم. هذه اللجنة وبعد جرد وجمع كل المعلومات تقوم بدراستها مع الوصاية والبحث من حلول فورية وميدانية حسب متطلبات كل مشكل، وستكون هذه اللجنة بمثابة المنقذ لمشاكل الفلاحين الذين كانوا يتخبطون ما بين المجيء والرواح عبر مختلف الإدارات والمديريات. ومن ضمن المشاريع هناك مشروع إنجاز ثلاث مقاطعات فلاحية، واحدة منها ببلدية الحساسنة المميزة بالحياة الريفية الفلاحية والرعوية في آن واحد وستكون هذه المقاطعات كمكان إداري يقرب الفلاح من المسؤول لحل مشاكله بالدرجة الأولى. ❊ الهمة لرفع الإنتاج ومن ضمن البرامج المسطرة كذلك رفع الإنتاج سواء الحيواني أو النباتي، وفي هذا الإطار تم زرع خلال هذا الموسم 103 ألف هكتار من المحاصيل الكبرى (قمح شعير خرطال) مع توفير 64 ألف قنطار من البذور منها 51 ٪ هي بدون معالجة أخذها الفلاح من تعاونية الحبوب والبقول الجافة. وفي هذا الإطار أكد مسؤول القطاع أن الحبوب المتحصل عليها من تعاونية الحبوب والبقول الجافة، هي بالدرجة الأولى معالجة وتعطي مردود إيجابي بعد غرسها عكس الحبوب الذي يخبؤها الفلاح داخل مزرعته هذه الأخيرة غالبا ما تكون مسوسة أو جوفاء وبالتالي تعطي مردودا جد ناقص أثناء حملة الحصاد. وقد تميز القطاع الفلاحي بولاية عين تموشنت خلال الصائفة الماضية بوفرة إنتاج مادة الحمص ولعل سياسة الإرشاد الفلاحي المتبعة جدريا من قبل الفلاحين، هي التي ساعدت الفلاح على حصوله على إنتاج وافر ومتميز في شيء المجالات. وفي هذا المضمار تقوم مهندسة فلاحية السيدة درقاوي هجيرة بإصطحاب الفلاحين الى مزارعهم لإعطائهم إرشادات فلاحية حول كيفية الحرث والغرس، والإعتناء بالنبتة، وكيفية القضاء على الطفيليات الى غاية الإنتاج وقد ساعدت هذه المهندسة. كل فلاحي الولاية للإعتناء بأراضيهم الفلاحية ومحاصيلهم الزراعية، ناهيك عن الدروس اليومية التي تقدمها عبر أمواج إذاعة عين تموشنت الجهوية كل صباح في حدود الساعة السابعة، وكذا الدروس المدعمة المقدمة في عدة مناسبات، بالمعهد التكنولوجي الفلاحي (إيتما). ❊الوسائل العصرية للنهوض بالقطاع وحسب السيد بركان مدير قطاع الفلاحة بعين تموشنت فإن عصرنة القطاع يتطلب نهضة الفلاحين عن طريق توعيتهم بالوسائل الجديدة المنتهجة في الفلاحة، بحيث لا ينتظرون دائما الغيث لكي ينجحون فلاحتهم سواء الموسمية أو السنوية حيث يوجد هناك تقنيات حديثة للزرع وأخرى للبذر ومسارات عديدة هي بالدرجة الأولى تقنية محضة يجب أن يتبعها الفلاح للخروج من ضائقة قلة الأمطار بالإضافة الى الطرق الجديدة لمحاربة الأعشاب بالضارة التي تضر بالإنتاج وبجودته عند بيعه. كما أن هناك أسعار مشجعة تقترحها مختلف التعاونيات على الفلاح لبيع محصوله نهاية السنة، وهذا حتى يتسنى له أخذ حصته المالية في أحسن الظروف وبيع منتوجه الى جهات رسمية دون مماطلة أو كساد للإنتاج. أما الزائر لعين تموشنت لأول مرة، والذي لا يعلم بثرواتها الفلاحية، فهناك إنتاج وطني وصل الى 99 ٪ فيما يخص إنتاج المحاصيل الكبرى ونسبة إنتاج تفوق ال 51٪ بالنسبة لشعبة الكروم التي تم غرس لحد الآن حوالي 20 ألف هكتار، ناهيك عن الأشجار المثمرة بدءا بالتين الذي نجده بكل من بلديات عين الطلبة وأولاد بوجمعة، وأولاد الكيحل وسيدي بن عدة، وولهاصة، وبني صاف، وتغطي هذه الفاكهة كل الأسواق المحلية، وأسواق الولايات المجاورة مثل سوق سيدي بلعباس اليومي وإذا تكلمنا عن أشجار اللوز، فهناك سياسة منتهجة من قبل محافظة الغابات لغرس المرتفعات والأراضي. ❊ بشرى خير الجبلية بأكبر عدد من هذا النوع، بالإضافة الى أشجار الخوخ، بالإضافة الى المزروعات الموسمية مثل الطماطم التي تزرع بشكل مكثف بكل من بلديات أولاد بوجمعة وسيدي بن عدة والعامرية. وفي سياق متصل إستبشر سكان عين تموشنت خيرا بالأمطار الغزيرة المتساقطة في المدة الأخيرة وإعتبروها بادرة خير على محاصيلهم الزراعية بدءا بتلك المزروعة آنفا أي خلال شهر أكتوبر الماضي أو تلك التي هي في طريق النمو مثل الطماطم والبطاطا والجزر. ولعل أهم مساحة فلاحية مستغلة على مدار السنة تلك الموجودة بتلال ولهاصة وجبالها غير المرتفعة، بحيث تقتات العائلات من هذه الأراضي التي تتنوع بمختلف الخضروات مثل البصل إذ تعدو ولهاصة سوق وطني غير منظم وغير مقنن يقوم ببيع البصل والجزر على حد سواء للولايات المجاورة، ناهيك عن مادة الثوم الغالية الثمن والتي تغرس بإستمرار لتلبي المطلب المحلي للولاية خاصة في فصل الصيف أين تخفض أسعاره وفق بورصة أسعار الخضر. ومن الميزات الفلاحية الإقتصادية التي تفتخر بها ولاية عين تموشنت هي كونها تحتل المراتب الأولى في إنتاج عدد لا بأس به من الخضروات الموسمية. وفي هذا الإطار يعد سوق الإثنين ببني صاف على مقربة من ولهاصة أول سوق يجمع كل أنواع الخضر وفي هذه الأثناء تتجمع كل فجر شاحنات ومازدات مملوءة بمادة الجزر التي تشتهر بغراستها كل من ولهاصة وسيدي ورياش وبني صاف والأمير الى درجة أن الأرض بهذه المناطق أصبحت معروفة بإنتاجها للجزر وقد رخس سعره (الجزر) الى درجة أنه أصبح يباع ب 15 دج وهذا على مستوى الحقول والمستثمرات الفلاحية، أي أن صاحب الأرض يبقى في مزرعته الى غاية أن يظهر له زبون مناسب يبيع لبع كل ما أنتجته الأرض من خيرات، وهناك من يفضل أن ينزع الجزر بواسطة عمال إذ يدفع مستحقات كل عامل حسب ساعات عمله بدءا من الفترة الصباحية الى غاية بعد الظهر ويتراوح الأجر ما بين 600 الى 800 دج للعامل الواحد. وغالبا ما يقوم صاحب المستثمرة الفلاحية بتشغيل أبنائه وبناته وزوجته التي تساعده في جميع مراحل عمل الأرض، حتى يربح لنفسه تلك الدراهم التي يعطيها للعامل المأجور. وتمتلأ سوق الإثنين بكل أنواع الخضروات فإلى جانب الجزر هناك اللفت والبصل هذا الأخير ولكثرته ووفرته فإنه يتكدس ويباع بأسعار جد منخفضة وهناك من يرميه لكثرته. ❊سوق الإثنين: المرجع ويقصد سوق الإثنين كل الولايات المجاورة لعين تموشنت بدءا من سيدي بلعباس ووهران (خاصة الوكلاء) ومستغانم، تلمسان، الجزائر العاصمة وسطيف قصد شراء الجزر والبصل ولهذا السبب طالب سكان المنطقتين أي بني صاف وولهاصة، من السيدة الوالي بتنظيم سوق وطني يجمع كل الولايات، وبالتالي تستفيد المنطقة من توظيف اليد العاملة الشبابية، وتستفيد البلدية من الرسوم الجبائية إذ يرون أن سوق بهذا الحجم يجمع كل أنواع الخضروات يعد مكسبا ليس فقط لعين تموشنت بل حتى للوطن ككل. وبالإضافة الى سوق الإثنين الذي يطالب أصحابه بتحويله الى سوق وطني، هناك كذلك سوق أولاد الكيحل الذي تباع فيه الجلبانة وهو أكبر سوق على المستوى الوطني إذ يجمع 48 ولاية تأتي يوميا إليه نقصد المبادلات التجارية وقد طالبت الجمعيات وطالب مختلف رؤساء البلديات الذين أداروا شؤون البلدية بضرورته تنظيم هذا السوق، إلا أنه بقي على حاله. مع العلم أنّ هذه المنطقة فلاحية بدرجة 100٪ وهي مخصصة لزراعة هذا النوع من الخضروات إذ تنتج الأرض ما مقداره 42 قنطارا في الهكتار وهناك من تنتج أكثر وعليه فإن قطاع الفلاحة، ورغم الإمتيازات التي تحصل عليها عبر مختلف البرامج إلا أنه مازال يتطلع الى أفاق واعدة، بدءا بتنظيم الأسواق وعصرنتها وإخضاعها لقوانين تسييرها وهذا بإعتبار أن الإنتاج وافر ووافر جدا بدءا بالجزر ثم البصل فالجلبانة والكروم (عنب التحويل وعنب الطاولة). مع العلم فإن السيدة الوالي وأثناء زيارتها لهذه البلديات إستمعت لإنشغالات الفلاحين وطمأنتهم بدراستها عمليا وتقنيا.