تتواصل حملات التلقيح بكافة ولايات الوطن خاصة بعد اعلان وزير الصحة والسكان واصلاح المستشفيات، البروفسور عبد الرحمان بن بوزيد، دخول الجزائر المرحلة الثالثة من الوباء وذلك بعد أن فاقت عدد الإصابات عتبة 800 إصابة في اليوم، حيث جنّدت وزارة الصحة برنامجا مع عديد القطاعات ذات الصلة بالإضافة إلى الميناء وقطاع الجمارك وكذا المساجد من أجل توزيع اللقاحات وإيصالها للمواطن مباشرة دون أن يتنقل للمستشفيات ولمراكز التمريض. هذه الاستراتيجية عمدت إليها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات بعد عزوف عديد المواطنين عن التلقيح بسبب تخوفهم من تنقل العدوى بعد تشبّع المستشفيات بمرضى كوفيد 19 من جهة وكذا بسبب سياسة الإحباط التي عمدت لها بعض الجهات في حق المواطن من خلال تشويه كل حملات التلقيح التي قامت بها الوصايا باعتبارها السبيل الوحيد للخروج من أزمة انتشار الوباء بالوصول إلى 50 بالمائة من الساكنة ملقحين لبلوغ درجة المناعة الجماعية التي دعا إليها المختصون. اصطفّت عديد سيارات الإسعاف أمام مساجد العاصمة على غرار عديد ولايات الوطن في مبادرة هي الأولى من نوعها منذ بداية الوباء من أجل تلقيح المصلين باعتبار أن المساجد تعتبر من الأماكن التي يتواجد بها المواطنون بشكل كثيف، شأنها في ذلك شأن عديد القطاعات، وهي المبادرة التي استحسنها عديد المواطنين لتكون في ذلك بداية استراتيجية وطنية للتلقيح بعد ما وجدت الوصايا الأبواب موصودة من طرف المواطنين المتخوفين من مضاعفات اللقاح. هذه التخوفات جاءت بعد الحملة المضادة التي قادتها عديد الجهات ضد اللقاحات التي اقتنتها الجزائر وذلك بعد سلسلة المفاوضات الدبلوماسية مع أحسن المنتجين العالميين التي قادتها الجزائر وتمكّنت في ظرف قياسي من جلب اللقاح بأنواعه الثلاث وترك باب الاختيار للمواطن للتلقيح، كل هذه المجهودات الجبارة التي قامت بها الدولة من أجل اقتناء اللقاح، يقابلها المواطن بالعزوف، في وقت فاقت عدد الإصابات عند دول الجوار كل التوقعات ودقّت ناقوس الخطر بسبب ارتفاع عدد الاصابات مقابل عدم تمكّنها من اقتناء اللقاح. وكان وزير الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات، عبد الرحمان بن بوزيد قد كشف عن وصول 4 ملايين جرعة من اللقاحات المضادة لفيروس كورونا بداية من هذا الأسبوع، حيث استلمت الجزائر أمس، مليون و600 ألف جرعة، بالإضافة إلى مليونين و400 ألف جرعة الأسبوع المقبل وهذا بهدف الرفع من وتيرة عملية التلقيح" ليضيف أنه "سيتم أيضا استقبال جرعات أخرى من لقاحي سبوتنيك وأسترازينيكا وهو ما سيرفع العدد إلى 4 ملايين جرعة خلال شهر جويلية الجاري". ليكشف أيضا خلال تدخله أن هناك جرعات أخرى ينتظر وصولها خلال شهر أوت الداخل. من جانب اخر، طمأن الوزير، المواطنين بخصوص فعالية كل اللقاحات التي اقتنتها الجزائر، مشيرا إلى أنه "لم تسجل أي أعراض خطيرة ناجمة عن هذه اللقاحات لدى المواطنين الذين استفادوا من هذه العملية، استنادا لنتائج المركز الوطني لليقظة الصيدلانية". تواصل عمليات التلقيح يجب أن يصاحبها تجاوب المواطنين والذهاب بقوة لمراكز العلاج من أجل التلقيح باعتباره السبيل الوحيد للخروج من الأزمة الوبائية بالإضافة إلى احترام تدابير الوقاية كالتباعد الجسدي وغسل الأيادي وكذا وضع الكمامات والأقنعة الوقائية لتفادي العدوى وانتشار الوباء.