لا يزال شبح أرقام وباء كوفيد 19 خيّم على سماء الجزائر بعدما أضحت الأرقام في ارتفاع متزايد يوما بعد يوم منذ بداية الشهر الحالي بسبب تهاون وتقاعس المواطنين في الاقتداء بتدابير الوقاية والسلامة الصحية التي تعتبر الحل الوحيد الذي من شأنه إخراج الجزائر من دوامة الوباء بعدما بلغت عدد الإصابات عتبة 1200 إصابة يوميا. وقد أعلن أمس والي ولاية سكيكدة حسب ما جاء في شريط العاجل عبر القنوات التلفزيونية إجبارية التلقيح لعمال كل بلديات الولاية ومستخدمي الجماعات المحلية بالإضافة إلى فرض إجراءات رقابية مشدّدة على المواطنين المتهاونين في ارتداء الأقنعة الواقية وكذا مسافة التباعد الاجتماعي ومنع كل التجمعات العائلية مهما كان سببها، هذه الإجراءات استحسنها المواطنون وطالبوا بضرورة فرضها على باقي الولايات باعتبارها تدخل في إطار الصالح العام. هذه الإجراءات والتدابير التي أقرّها والي ولاية سكيكدة ستتبعها إجراءات أخرى في باقي الولايات باعتبار أن وزارة الداخلية والجماعات المحليّة أعطت كل الصلاحيات للولاة من أجل أخذ التدابير الكفيلة في خفض عدد الإصابات كلّ حسب مدى تقدّم نسبة الوباء في ولايته. من جهة أخرى تتواصل عمليات التلقيح المكثفة التي باشرتها وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات منذ بداية وصول جرعات اللقاح تباعا منذ بداية الشهر الحالي وذلك لتخفيف الضغط على المستشفيات والعيادات الخاصة التي أضحت تعيش حالة تشبّع قصوى وأصبح المرضى يضطرون لأخذ جرعات الأوكسجين الخاصة بهم في حالة الاستعجالات والعودة إلى منازلهم لإتمام أيام الحجر المفروضة والتي لا تقل عن 14 يوم. وفرضت وزارة الصحة والسكان وإصلاح المستشفيات عمليات تلقيح إجبارية في عديد المؤسسات العمومية وعبر ساحات كبرى الولايات وكذا ببعض الدوائر ومقر الولايات باعتبارها الأماكن الأكثر تعرضا لانتشار الوباء بالنظر إلى العدد الهائل من المواطنين الذين يتوافدون على هذه المقرات، وتعتبر هذه الإجراءات هي الخطوات الأولى التي اتخذتها الوزارة الوصية بمعية اللجنة المختصة في متابعة تطور كوفيد 19 في الجزائر. شبح كوفيد 19 الذي خيّم على الجزائر في مرحلته الثالثة والخطيرة لا يمكن استبعاده إلى من خلال التلقيح الذي يعتبر السبل الوحيد للخروج من الأزمة الوبائية بالإضافة إلى إتباع تدابير الوقاية التي أوصت بها منظمة الصحة العالمية والمتمثلة أساسا في احترام مسافة التباعد الاجتماعي المقدرة بمتر وكذا ارتداء الكمامات والأقنعة الطبية وغسل الأيادي وتطهيرها بالكحول والمعقمات.