تعتبر عنابة من بين الولايات في الجزائر التي تعرف ومنذ شهور عدة انخفاضا في عدد الإصابات بجائحة كوفيد-19، ما ساهم في رفع الحجر الصحي كلية عن هذه المدينة، وذلك بفضل السياسة الوقائية المنتهجة من السلطات الولائية والقائمين على قطاع الصحة بعنابة والتي ساعدت على مجابهة هذا الوباء القاتل وتقليص الإصابات والوفيات. بالرغم من الوضع الوبائي بولاية عنابة، والذي لم يعد يشكل خطرا على الساكنة بهذه المدينة، إلا أن هناك اليوم حالة من الترقب والمتابعة بسبب السلالات المتحورة الجديدة التي تمكنت من اختراق الجزائر وتسجيل عدد من الإصابات، على غرار المتحور «ألفا»، حيث أحصيت بعنابة 4 إصابات، وهو ما سيتطلب من السلطات المحلية اتخاذ إجراءات أخرى أكثر صرامة للحيلولة دون انتشاره وسط السكان، في الوقت الذي تشهد فيه بونة تهاونا من قبل بعض القاطنين بها، حيث الاستغناء عن الكمامة بات أمرا عاديا فلا وجود لها سواء في الحافلات أو سيارات الأجرة أو داخل المحلات، ناهيك عن عدم تجسيد التباعد الجسدي في الطوابير التي باتت تشكل يوميات العنابيين في مراكز البريد أو الأسواق وحتى الأعراس والجنائز وأصبحت أمرا عاديا لمختلف السكان، حيث التجمعات دون ارتداء الكمامات أو استخدام المعقم الكحولي، الأمر الذي سيشكل خطرا على كبار السن وأصحاب الأمراض المزمنة على وجه الخصوص، وقد يعيد الوضع إلى نقطة الصفر، خصوصا بعد تحذيرات الأطباء من إمكانية ظهور مختلف السلالات الجديدة المتحورة لكورونا. حملة متواصلة للحد من انتشار الفيروس وكان مدير الصحة قد أكد على إمكانية العودة لتطبيق الحجر الصحي بولاية عنابة، في حال ما إذا بقي السكان على حالهم غير ملتزمين بالتدابير والإجراءات الوقائية اللازمة، حيث سيكون ذلك سببا في عودة انتشار الفيروس وتأزم الوضع أكثر، بعد أن تم تسجيل انخفاض في أعداد المصابين والوفيات بجائحة كوفيد-19 خلال الشهور الماضية. وتشهد ولاية عنابة، على غرار باقي ولايات الوطن، حملة متواصلة للحد من انتشار فيروس كورونا، بداية بالتلقيح الذي دأبت السلطات الولائية على أن يكون على رأس أجندتها، حيث قامت بتجنيد جميع المرافق الصحية، بالتنسيق مع كافة الجهات المعنية لمواجهة الوباء من جهة واستلام لقاح كورونا من جهة أخرى، حيث أكد والي عنابة جمال الدين بريمي، عن وضع مخطط محكم ومضبوط لمشروع حملة التلقيح، وبأن عنابة على أتم الاستعداد لمواصلة مكافحة الوباء وفق عدة مراحل، من خلال توفير وتسخير كل الوسائل المادية والبشرية اللازمة، بالإضافة إلى جاهزية الهياكل والأماكن المخصصة لعملية التلقيح، وتكوين 200 شخص من أطباء وممرضين لإنجاح هذا الموعد. استحداث نقاط جديدة للتلقيح كما تعرف الولاية عملية تلقيح ضد فيروس كورونا المستجد «كوفيد-19» خارج الهياكل الصحية، بفتح نقاط جديدة على مستوى خيم، وصلت إلى 24 نقطة للتلقيح موزعة عبر مختلف دوائر الولاية قصد تقريبها من المواطنين الراغبين في تلقي جرعات التلقيح دون التسجيل بالأرضية الرقمية أو أخذ موعد مسبق، حيث جهزت الخيم بمختلف المعدات الطبية الضرورية للفحص ولإجراء عملية التلقيح، وكذا تجهيزات التبريد لحفظ جرعات اللقاح في ظروف حسنة. كما عملت من جهتها الوحدة الثانوية للحماية المدنية ببلدية برحال، على تدعيم المصالح الصحية للدائرة، حيث تم تنصيب خيمتين من أجل تسهيل العملية لتمس أكبر شريحة ممكنة من السكان. كما استفادت ولاية عنابة، في إطار المساهمة من الحد من انتشار الوباء، من مجموعة معتبرة من أجهزة التنفس الاصطناعي، والتي تم توزيعها على المركز الاستشفائي الجامعي، ومختلف مستشفيات الولاية عبر كل البلديات التي تتوفر على مصالح إنعاش. كما أنه وفي إطار الوضع الوبائي المتحسن بولاية عنابة، استؤنفت الرحلات الداخلية بمطار رابح بطاط، باتخاذ كل الإجراءات الوقائية اللازمة للتصدي لانتشار الفيروس، وتم تعيين ممثلين عن الحماية المدنية وقطاع الصحة، لضمان التكفل الأمثل بالمسافرين، وضمان الأمن الصحي داخل الملاحة الجوية، في الوقت الذي ما تزال فيه الخطوط الجوية الخارجية مغلقة إلى إشعار آخر.