كان لقرار رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون منح علاوة مالية قدرها مليون دج يتم صرفها لعائلات الشهداء، سواء مدنيين أو عسكريين، تسلم لوالدي الشهيد إن كان أعزبا، وإلى زوجته إن كان متزوجا، وقعها التضامني الخاص من الدولة إزاء شعبها المنكوب، حيث كانت البداية أمس بعائلة المغدور جمال بن إسماعيل، التي تسلمت صكا بالمبلغ المذكور، من قبل المستشار المكلف بالعلاقات الخارجية عبد الحفيظ علاهم، رئيس اللجنة الوطنية لتقييم وتعويض المتضررين التي نصبها أول أمس القاضي الأول بالبلاد. وتعتبر هذه المبادرة التي قامت بها الدولة الجزائرية من هبة تضامنية مع عائلات الضحايا، بمثابة خطوة أولى لسلسلة إجراءات أمر بها رئيس الجمهورية السيد عبد المجيد تبون، لتعويض المتضررين من الحرائق التي مست 26 ولاية منذ التاسع (9) أوت الجاري، كما أنها تعبّر عن مساندة الدولة المطلقة لشعبها، خاصة في الفترات العصيبة كالتي يمر بها منكوبو المناطق التي مستها الحرائق هذه الأيام. كما أن ما قامت به دولتنا من سرعة تعاطي مع هذه الأزمة في وقت قياسي، والقرارات الصارمة التي أصدرها رئيس الجمهورية للجان العمل الميدانية، التي أمرها بضرورة العمل بكل شفافية، وفي حدود المساواة بين كل المتضررين دون تمييز أو تفريق بينهم في التكفل عبر جميع الولايات، مع الوقوف إلى جانب عائلات الضحايا، هو أكبر ضمان لتطبيق مبدأ العدالة الاجتماعية بين أبناء الوطن الواحد التي يكفلها الدستور الجزائري من جهة، وهبة تضامنية شجاعة وسخية من الدولة الجزائرية، لم تسبقها إليها دول أخرى، بتعويضها لشعبها في مثل هذه الكوارث مجانا، في الوقت الذي تشترط فيه دول كبرى أن يكون التعويض بالتأمين المسبق على الأملاك المنقولة وغير المنقولة، ويتم إقصاء دون هوادة من لا يتوفر فيه هذا الشرط. ويضاف إلى ذلك تأكيد رئيس الجمهورية بأن المتضررين سيجدون الدعم الكلي من الدولة، وهو رسالة إطمئنان للجميع بمرافقتها لشعبها في الشدائد والمحن، مسديا تعليماته المشددة بإشراك رؤساء لجان القرى والمداشر في تحديد قوائم المتضررين، على إعتبارها أكثر الجهات معرفة بأهل المنطقة، حتى يتم قطع الطريق أمام الإنتهازيين وقناصي الفرص، وليكون التكفل أنجعا وفي وقت قياسي بالولايات المتضررة من الحرائق دون تمييز، ليتسنى للسكان الإلتحاق بمنازلها في أسرع وقت ممكن، خاصة وأننا في نهاية الصائفة وعلى موعد مع حلول موسم الخريف وبعده الشتاء المعروفان برودتهما وقساوة الطبيعة في هذه المناطق الجبلية بالذات، وأيضا حفاظا على الصحة النفسية للأطفال قبل الدخول المدرسي. المبادرات التي تبنتها بلادنا هي تفويت للفرصة على أعدائنا، الذين يحاولون الإصطياد في المياه العكرة، وزرع الفتنة من أجل زعزعة إستقرار الجزائر، كما أنها تنم عن إرادة سياسية قوية للدولة الجزائرية إزاء شعبها الذي كان دائما إلى جانب بلاده معبرا عن ولائه المطلق لها، ولم يبخل عليها بكل ما يملك من مال ونفس في وقت الأزمات، وأيضا فرصة للدولة لتبرهن عن وجودها إلى جانب شعبها في الوقت الذي ينبغي فيه أن تكون حاضرة، وللقضاء على جميع أشكال الفوارق والمشاكل الاجتماعية التي بإمكانها التشكيك في مساعيها، والحد من البيروقراطية التي كانت دائما عائقا أمام التنمية في جميع القطاعات. للتذكير فإنه منذ إندلاع حرائق الغابات التي يجري التحقيق الميداني والأمني حول أسبابها، عرفت المناطق المتضررة وخاصة تيزي وزو إنزالا وزاريا كان بدايته بوفد ترأسه وزير الداخلية السيد كمال بلجود، الذي بلّغ السكان تعازي رئيس الجمهورية والوزير الأول، ووعد بتنصيب لجان إحصاء للأضرار، وهو ما تم بالفعل حيث تم إيفاد فرق متخصصة مكونة من إداريين وخبراء في المراقبة التقنية على مستوى 26 ولاية مستها حرائق الغابات، والتي ستعمل على جرد الخسائر التي مست الممتلكات المنقولة وغير المنقولة، وتقييم التعويض المالي المستحق للأضرار بصفة أولية، على أن تتولى التقييم النهائي اللجنة الوطنية لتقييم وتعويض المتضررين التي نصبها رئيس الجمهورية أول أمس والتي كلف بها المستشار عبد الحفيظ علاهم، والتي مهمتها استقبال ملفات اللجان الولائية المكلفة بتقييم الخسائر.