فتحت مراكز الاقتراع ابوابها في سوريا صباح أمس الاحد للاستفتاء على دستور جديد ينص على انتخاب رئيس الجمهورية ويبقي صلاحيات واسعة له مع الغاء الدور القيادي لحزب البعث الحاكم منذ حوالى خمسين عاما، حسب التلفزيون السوري. ويحق لنحو 14 مليون سوري تجاوزت اعمارهم ال18 عاما التصويت على الدستور الجديد الذي يحل محل الدستور الحالي والمعمول به منذ عام 1973، عقب وصول حافظ الاسد، والد الرئيس الحالي، الى السلطة في انقلاب عسكري. ورفضت المعارضة التصويت والدستور المقترح ووصفته بانه تمثيلية. ويأتي ذلك مع استمرار العمليات الامنية والعسكرية التي تقوم بها القوات الموالية للرئيس الاسد وخاصة في وسط وشمالي البلاد حيث قتل السبت نحو مائة شخص. ونقلت وكالة انباء سانا الحكومية عن معاون وزير الداخلية للشؤون المدنية العميد حسن جلالي ان الوزارة اتخذت كل الاجراءات الكفيلة بحسن سير عملية الاستفتاء التي ستبدأ في الساعة السابعة من يوم الأحد وذلك ضمانا لنزاهتها بشكل يكفل حق المواطن في الإدلاء بصوته بجو من الحرية والشفافية داعيا المواطنين الى المشاركة الفعالة في هذا الاستفتاء كونه يشكل الطريق الصحيح لرسم مستقبل سورية وتحقيق آمال وطموحات مواطنيها في الحرية والديمقراطية. وقالت الهيئة العامة للثورة السورية وهي جهة معارضة تنشط في الداخل في بيان لها على موقعها على شبكة الانترنت هذا دستور وضعه مجرمون فاقدون للشرعية لم يطبقوا شيئا من الدستور السابق ولم يراعوا قانونا ولا عرفا ولا إنسانية. ودعت الهيئة الى المقاطعة التامة وعدم الذهاب إلى مراكز الاستفتاء وعمل صناديق في أماكن المظاهرات للاستفتاء على إعدام المجرم بشار. وتعقيبا على الاستفتاء خاطب وزير الخارجية التركي احمد داوود اوغلو الرئيس الاسد بقوله من ناحية تقول انك ستجري استفتاء ومن الناحية الثانية تهاجم بنيران الدبابات على المناطق المدنية هل ما زلت تعتقد ان الناس ستذهب الى الاستفتاء في اليوم التالي في نفس المدينة؟. وقال اوغلو انه يجب على سوريا قبول خطة الجامعة العربية التي تدعو الاسد الى التنحي وكانت تركيا قد تحولت بقوة ضد سوريا، صديقتها السابقة، منذ بدء الثورة السورية في مارس الماضي. تواصل الحصار والقصف ويأتي الاستفتاء في وقت تستمر الحركة الاحتجاجية الواسعة النطاق ضد النظام السوري والتي تواجه بحملة قمع دموية تسببت بمقتل اكثر من 7500 شخص حتى الآن، بحسب المرصد السوري لحقوق الانسان ومقره بريطانيا. وأفادت أنباء أخرى أن عدد قتلى السبت يفوق 95 شهيدا وقال العبدالله: لا منزل في حمص الا وفيه قتيل او جريح او مفقود او معتقل، فكيف يذهب افراده الى الاستفتاء؟. وذكر انه قام صباح أمس بجولة في الاحياء الهادئة نسبيا من المدينة: في القصور والخالدية والقرابيص وجورة الشياح والبياضة. وقال هذه الاحياء واقعة نسبيا تحت سيطرة الجيش الحر. لا يوجد اي انسان في الشارع، وكل شيء مقفل، ولا يوجد فيها مركز اقتراع واحد. فكيف بالحري الاحياء التي تشهد قصفا؟. وفي شريط فيديو وزعه ناشطون على شبكة الانترنت مشيرين الى انه التقط بتاريخ اليوم في بابا عمرو، تظهر انفجارات تتعالى منها سحب دخان اسود. ويقول صوت مسجل على الشريط هذا هو الدستور الجديد. من يطلب الحرية يقصف ويرجم بالصواريخ. ها هي بابا عمرو تدك بالصواريخ.