أعربت الجزائر مجددا عن غضبها حيال التصريحات غير المسؤولة التي أدلى بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، حيث لم يتأخر رد السلطات الجزائرية وقالت في بيان لها في حينه ،أن "الجزائر ترفض رفضا قاطعا أي تدخل في شؤونها الخاصة " ،وان " جرائم فرنسا الاستعمارية في الجزائر لا تعد ولا تحصى وتستجيب إلى تعريفات الإبادة الجماعية التي لا تسقط بالتقادم" .وفي قراءة الحدث ،يرى الباحث في تاريخ ثورة نوفمبر والمقاومة الشعبية،المجاهد قلوم مكي،أن "سياق تصريحات ماكرون المستفزة تجاه الجزائر تفسره الانتخابات الرئاسية القادمة " وعدها " مؤشرا على عدم ضبط النفس وفقدان الصبر ،أمام ضغط الشارع الفرنسي الذي يقيم حصيلة الرئيس سلبيا ،إلى جانب ضغط منافسيه المحتملين ،خاصة الصعود الغريب ل "إريك زمور" في استطلاعات الرأي ، التي يمكن قراءتها بعدم الاقتناع بما حدث في سنوات حكمه " ويضيف الباحث قلوم للجمهورية ،أن "هناك خيبة أمل فرنسية كبيرة من ماكرون شخصيا ،اقرأها واسمعها في تعليقات الفرنسيين " . يعتقد الأستاذ قلوم ،أن كلام ماكرون السلبي عن الجزائر يتم عن قلق كبير جدا ،نتيجة خسارة بلاده نفوذا كان يجلب لها مليارات الدولارات من مسؤولين فاسدين ".و يضيف المتحدث ، "تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أنكر فيها وجود شعب جزائري قبل الاحتلال الفرنسي عام 1830 ،و تطاول فيها على النظام والجيش الجزائري هو إعلان حرب على الجزائر ،في إطار مؤامرة أمريكية إسرائيلية مخزنية تستهدفها ،وتريد تركيعها واستنزافها ،وتفكيكها على غرار ما حدث في سوريا وليبيا والعراق .لا نريد تكرار هذه التصريحات ،ولكننا لن نتردد في إعادة سرد مواقف ماكرون العنصرية ضد الإسلام والمسلمين ،و العرب خاصة عندما وصفهم بالإرهاب ،و أيد نشر صور و رسوم كاريكاتورية تسيء إلى الرسول محمد (صلى الله عليه وسلم) تحت ذريعة حرية التعبير. من هو ماكرون هذا حتى يتوعد بإعادة كتابة التاريخ الجزائري باللغتين العربية الأمازيغية ،هل يريد أن يدفن تاريخ الجزائر المشرف في مقاومة استعمار بلاده ،و استشهاد أكثر من 5 ملايين مقاوم ،أم أنه يريد أن يتبنى المزاعم الصهيونية و يطبقها على الجزائر ،و القول أن الجزائر كانت أرضا بلا شعب ،أو أمة ذات هوية حضارية إسلامية مشرفة قبل الاحتلال الفرنسي . مشكلة فرنسا و الرئيس ماكرون ،ومعظم القادة الاستعماريين الغربيين العنصريين ،هي الجيوش العربية و الإسلامية ،و هذا ما يفسر حل الجيش العراقي ،و إغراق الجيش السوري في حرب استنزاف لأكثر من 10 سنوات ،و تدمير الجيش الليبي ،و جر الجيش المصري إلى حرب ضد إثيوبيا عبر مصيدة سد النهضة.
الرئيس ماكرون ،وبتحريض من إسرائيل والمخزن ،لا يريد جيشا جزائريا قويا ،ودولة جزائرية قوية تملك أسباب القوة ،مساحتها ما يقارب من المليونين ونصف المليون كيلومتر مربع ،غنية بالنفط والغاز والمعادن ،وشعب جبار مبدع وموحد يتمتع بروح وطنية إسلامية وعربية عالية ،ويدعم القضية الفلسطينية العادلة وقضية الشعب الصحراوي ،ويقاوم التغلغل الصهيوني في القارة الإفريقية .هذه هي الأسباب الحقيقية التي تقف خلف هذه الهجمة "الماكرونية" ضد الجزائر ،وستجد حتما الدعم من دولة الاحتلال الإسرائيلي وأصدقائها العرب الجدد والقدامى ،ونحن هنا نتحدث عن الحكومات وليس الشعوب . امتلاك الجزائر لغواصات حديثة ،ومنظومات صواريخ "اس 400" الروسية ،وجيش قوي متماسك ودعمها لفلسطين ظالمة أو مظلومة وللجمهورية العربية الصحراوية و وقوفها الراسخ في محور المقاومة ،أصاب ويصيب محور المؤامرة بزعامة اسرائيل بحالة من الهلع والرعب . ماكرون الذي قلص التأشيرات عن الشعب والمسؤولين الجزائريين كوسيلة للضغط على الدولة الجزائرية لإجبارهم على استقبال مئات الآلاف من مواطنيهم الذين يستعد لترحيلهم من فرنسا ،يستهدف الدولة والشعب في الجزائر ،ويريد تركيعهم ومن منطلقات عنصرية ضدهم كعرب ومسلمين . الجزائر العظمى لن ترضخ أمام هذه المؤامرة ،ولن تسكت عن هذه التطاولات المهينة ،ولعل استدعاء سفيرها من باريس ،وإغلاق أجوائها أمام الطائرات العسكرية الفرنسية المتوجهة إلى الساحل الإفريقي ،وإلغاء معاهدة سابقة في هذا الصدد هو البداية والأيام القادمة ستكون حافلة بصدمات أخرى .هذه المؤامرة الفرنسية الإسرائيلية المخزنية ضد الجزائر لن تمر ،وستهزم مثل كل مثيلاتها في العراقوسوريا وإيران ،فالمواطن الجزائري الذي يملك إرثا عريقا حافلا بفصول المقاومة المشرف ضد الاستعمار الفرنسي ،يقف صفا واحدا خلف دولته وجيشه لهزيمتها ،ومثلما هزم فرنسا وطرد احتلالها في المرة الأولى سيفعلها في المرة الثانية . إن مثل هذه الاستهدافات لا يجب أن تمر دون رد حاسم ،وهو قادم بإذن الله ،نقولها وكلنا ثقة بهذا الشعب الأصيل وارثه المقاوم المشرف والأيام بيننا " .وإذا كان ماكرون يجهل تاريخ الجزائر بحكم ثقافته المحدودة ،وحقده الفاضح على استقلال الجزائر ،فلا بأس أن نذكره بتاريخ بلاد خمسة ملايين وستمائة وثلاثين شهيدا ،حيث يقول الأستاذ بن زايد محمد السالم باحث في تاريخ الجزائر ،«تاريخ الجزائر هو جزء من تاريخ أوسع من شمال افريقيا وبالأخص المنطقة المغاربية ويعود لآلاف السنين ،كانت شمال افريقيا بمثابة منطقة عبور للناس الذين يتجهون نحو أوروبا أو الشرق الاوسط ،وبالتالي تأثر سكان المنطقة بالسكان من المناطق الأخرى ،في العصور القديمة شهدت الأراضي الجزائرية تشكيل الإمبراطورية القرطاجية والممالك النوميدية قبل أن تمر تحت الهيمنة الجزئية للرومان والوندال والبزنطيين والأقليات المستقلة " . يضيف المتحدث ،«شهد القرن السابع الفتح الإسلامي ،ثم عرفت المنطقة المغاربية العديد من السلالات الحاكمة المحلية ،رستميون (767 -909) ،زيريون (972 -1148) ،حماديون (1014-1152) ،زيانيون (1235-1556) ،وفترات الاندماج في المجموعات الأكبر ،الأمويين (في القرن الثامن) ،الفاطميون (في القرن العاشر) ،المرابطنون (في القرن الحادي عشر)،الموحدون (في القرن الثاني عشر)" . وعن الجزائر المعاصرة ،يقول الأستاذ ،«بدأت الجزائر المعاصرة تشكل نفسها في بداية القرن السادس عشر. وبمجرد أن وطئت الجيوش الفرنسية ارض الجزائر ،بعد الاحتلال والاستعمار الفرنسي ظهرت الحركات القومية في بداية القرن العشرين وأدت إلى اندلاع ثورة التحرير المظفرة في عام 1954 ،وهي كفاح مسلح انتهى باستقلال البلاد في عام 1962 ،ودسترة الدولة القومية الحالية .منذ ان وطئت الجيوش الفرنسية ارض الجزائر سنة 1830 ،هب الشعب الجزائري الرافض للسيطرة الأجنبية للدفاع عن أرضه ،قائما إلى جهاد نادت إليه الحكومة المركزية ،وطبقه العلماء والأعيان . تركزت المقاومة الجزائرية في البداية على محاولة وقف عمليات الاحتلال ،وضمان بقاء الدولة ،لكن معظم هذه المحاولات باءت بالفشل نظرا لعدم توازن القوى ،وتشتت الثورات جغرافيا أمام الجيوش الفرنسية المنظمة التي ظلت تتزايد وتتضاعف لديها الإمدادات . استمر صمود الجزائريين طوال فترة الغزو متمثلا في مقاومات شعبية تواصلت طيلة القرن التاسع عشر الى بداية القرن العشرين . ومن أهم الثورات المسلحة خلال هذه الفترة ،مقاومة الأمير عبد القادر والتي امتدت من 1845 إلى 1847 وشملت الشمال الجزائري ،مقاومة أحمد باي من 1837 إلى 1848 وشملت منطقة قسنطينة ،ثورة محمد بن عبد الله الملقب بومعزة من 1845 إلى 1847 بالشلف والحضنة والتطري ،مقاومة الزعاطشة من 1848 الى 1849 بالزعاطشة (بسكرة) والاوراس ومن أهم قادتها بوزيان (بوعمار) ،مقاومة الاغواط وتقرت من 1852 إلى 1854 تحت قبادة الشريف محمد بن عبد الله بن سبيمان ،ثورة القبائل من 1851 إلى 1857 بقيادة لاله فاطمة نسومر والشريف بوبغلة ،ثورة اولاد سيدي الشيخ من 1864 الى 1880 بواحة البيض وجبل عمور ومنطقة التطري ،سور الغزلان والعذاورة وتيارت بقيادة سليمان بن حمزة ،احمد بن حمزة ،سي لعلى ، مقاومة الشيخ المقراني من 1871 الى 1872 بكل من برج بوعريريج ،مجانة ،سطيف ،تيزي وزو ،ذراع الميزان ،باتنة ،سور الغزلان ،العناورة ،الحضنة ،ثورة 1871 في جيجل والشمال القسنطيني ،مقاومة الشيخ بوعمامة 1881-1883 وشملت عين الصفراء ،تيارت ،سعيدة ،عين صالح ،مقاومة الطوارق من 1916 الى 1919 بتاغيت ،الهقار ،جانت ،ميزاب ،ورقلة بقيادة الشيخ امود ". وهناك دليل يدحض تشكيك الرئيس الفرنسي في وجود امة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي ،حسب الأستاذ بن زايد ،الذي يضيف ،« أن الدولة الجزائرية تضرب بجذورها في عمق التاريخ ،لافتا إلى وجود أدلة قطعية على ذلك منها ،«العثور على أول عقد توثيقي يحمل ختم الدولة الجزائرية في شمال ولاية تبسة يعود الى 480 سنة قبل الميلاد ،مكتوب على خشب الارز ،وهو لا يزال محفوظا الى يومنا هذا لدى الغرفة الوطنية الجزائرية للموثقين "مشيرا إلى "أن العقد التوثيقي حسب ذوي الاختصاص هو عمل قانوني يضمن المعاملات واستقرارها "،وأوضح "خلال تحديد الحقوق والواجبات بين الأطراف ،ويكتسب الشرعية والرسمية كونه يحمل ختم الدولة ،وبالتالي فان العقود التوثيقية المحررة والمحفوظة ،في عنوان الحقيقة التاريخية ،التي تدحض أباطيل الرئيس الفرنسي ماكرون .ولفت بن زايد إلى أن " الدولة العثمانية طوال وجودها بالجزائر اهتمت بالعقد التوثيقي ،عن طريق إنشائها بما كان يسمى ب (بيت الملجي) نسبة الى الحاكم العثماني انذاك ،الذي تحفظ به العقود التوثيقية ،وهو ما يعادل اليوم (المحافظة العقارية) وقد كان يسيرها (كتاب العدل)الذين يسهرون على إبرام العقود التوثيقية " .وبين الباحث بن زايد ،أن السلطات الاستعمارية بعد احتلال فرنسا للجزائر مباشرة عمدت إلى تجريد (كتاب العدل) من صلاحياتهم ،بغرض تسهيل وتسريع مخطط الاستيلاء على عقارات وثروات الجزائريين ،بمعنى آخر أن التوثيق تحول مع المستعمر إلى وسيلة لخدمة أهداف الاستعمار الفرنسي ،وهو بذلك يمثل شكلا من أشكال ممارسة السيادة . وأفاد المتحدث "بأنه تأسيسا على ذلك ،عمدت السلطات الجزائرية مباشرة بعد الاستقلال "على تحويل العمل التوثيقي الى وسيلة لخدمة النظام العام وحماية الحقوق ،تكريسا لاستعادة السيادة . الباحث في تاريخ ثورة نوفمبر والمقاومة الشعبية المجاهد "قلوم مكي"من أدرار : «جزائر الشهداء أكبر من تصريحات السفهاء"
ب . جلولي أعربت الجزائر مجددا عن غضبها حيال التصريحات اللامسؤولة التي أدلى بها الرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون، حيث لم يتأخر رد السلطات الجزائرية وقالت في بيان لها في حينه ،أن "الجزائر ترفض رفضا قاطعا أي تدخل في شؤونها الخاصة " ،وان " جرائم فرنسا الاستعمارية في الجزائر لا تعد ولا تحصى وتستجيب لتعريفات الإبادة الجماعية التي لا تسقط بالتقادم" .وفي قراءة الحدث ،يرى الباحث في تاريخ ثورة نوفمبر والمقاومة الشعبية،المجاهد قلوم مكي،أن "سياق تصريحات ماكرون المستفزة تجاه الجزائر تفسره الانتخابات الرئاسية القادمة " وعدها " مؤشرا على عدم ضبط النفس وفقدان الصبر ،أمام ضغط الشارع الفرنسي الذي يقيم حصيلة الرئيس سلبيا ،إلى جانب ضغط منافسيه المحتملين ،خاصة الصعود الغريب ل "إريك زمور" في استطلاعات الرأي ، التي يمكن قراءتها بعدم الاقتناع بما حدث في سنوات حكمه " ويضيف الباحث قلوم للجمهورية ،أن "هناك خيبة أمل فرنسية كبيرة من ماكرون شخصيا ،اقرأها واسمعها في تعليقات الفرنسيين " . *تصريحات ماكرون هي مجرد مؤامرة أمريكية إسرائيلية مخزنية فاشلة ويعتقد الأستاذ قلوم ،أن كلام ماكرون السلبي عن الجزائر يتم عن قلق كبير جدا ،نتيجة خسارة بلاده نفوذا كان يجلب لها مليارات الدولارات من مسؤولين فاسدين ".و يضيف المتحدث ، "تصريحات الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي أنكر فيها وجود شعب جزائري قبل الاحتلال الفرنسي عام 1830 ،و تطاول فيها على النظام والجيش الجزائري هو إعلان حرب على الجزائر ،في إطار مؤامرة أمريكية إسرائيلية مخزنية تستهدفها ،وتريد تركيعها واستنزافها ،وتفكيكها على غرار ما حدث في سوريا وليبيا والعراق .لا نريد تكرار هذه التصريحات ،ولكننا لن نتردد في إعادة سرد مواقف ماكرون العنصرية ضد الإسلام والمسلمين ،و العرب خاصة عندما وصفهم بالإرهاب ،و أيد نشر صور و رسوم كاريكاتورية تسيء للرسول محمد صلى الله عليه وسلم تحت ذريعة حرية التعبير. *مشكلة فرنسا مع الجزائر هي مشكلة كل القادة الغربيين العنصريين مع العرب والمسلمين من هو ماكرون هذا حتى يتوعد بإعادة كتابة التاريخ الجزائري باللغتين العربية الأمازيغية ،هل يريد أن يدفن تاريخ الجزائر المشرف في مقاومة استعمار بلاده ،و استشهاد أكثر من 5 ملايين مقاوم ،أم أنه يريد أن يتبنى المزاعم الصهيونية و يطبقها على الجزائر ،و القول أن الجزائر كانت أرضا بلا شعب ،أو أمة ذات هوية حضارية إسلامية مشرفة قبل الاحتلال الفرنسي . مشكلة فرنسا و الرئيس ماكرون ،ومعظم القادة الاستعماريين الغربيين العنصريين ،هي الجيوش العربية و الإسلامية ،و هذا ما يفسر حل الجيش العراقي ،و إغراق الجيش السوري في حرب استنزاف لأكثر من 10 سنوات ،و تدمير الجيش الليبي ،و جر الجيش المصري إلى حرب ضد إثيوبيا عبر مصيدة سد النهضة. *الهجمة "الماكرونية" تعبير عن حقد دفين لم تمحه السنين
الرئيس ماكرون ،وبتحريض من إسرائيل والمخزن ،لا يريد جيشا جزائريا قويا ،ودولة جزائرية قوية تملك أسباب القوة ،مساحتها ما يقارب من المليونين ونصف المليون كيلومتر مربع ،غنية بالنفط والغاز والمعادن ،وشعب جبار مبدع وموحد يتمتع بروح وطنية إسلامية وعربية عالية ،ويدعم القضية الفلسطينية العادلة وقضية الشعب الصحراوي ،ويقاوم التغلغل الصهيوني في القارة الإفريقية .هذه هي الأسباب الحقيقية التي تقف خلف هذه الهجمة "الماكرونية" ضد الجزائر ،وستجد حتما الدعم من دولة الاحتلال الإسرائيلي وأصدقائها العرب الجدد والقدامى ،ونحن هنا نتحدث عن الحكومات وليس الشعوب . *مساندة الجزائر للشعوب المضطهدة أرعب المؤامرين امتلاك الجزائر لغواصات حديثة ،ومنظومات صواريخ "اس 400" الروسية ،وجيش قوي متماسك ودعمها لفلسطين ظالمة أو مظلومة وللجمهورية العربية الصحراوية و وقوفها الراسخ في محور المقاومة ،أصاب ويصيب محور المؤامرة بزعامة اسرائيل بحالة من الهلع والرعب . ماكرون الذي قلص التأشيرات عن الشعب والمسؤولين الجزائريين كوسيلة للضغط على الدولة الجزائرية لإجبارهم على استقبال مئات الآلاف من مواطنيهم الذين يستعد لترحيلهم من فرنسا ،يستهدف الدولة والشعب في الجزائر ،ويريد تركيعهم ومن منطلقات عنصرية ضدهم كعرب ومسلمين . الجزائر العظمى لن ترضخ أمام هذه المؤامرة ،ولن تسكت عن هذه التطاولات المهينة ،ولعل استدعاء سفيرها من باريس ،وإغلاق أجوائها أمام الطائرات العسكرية الفرنسية المتوجهة إلى الساحل الإفريقي ،وإلغاء معاهدة سابقة في هذا الصدد هو البداية والأيام القادمة ستكون حافلة بصدمات أخرى .هذه المؤامرة الفرنسية الإسرائيلية المخزنية ضد الجزائر لن تمر ،وستهزم مثل كل مثيلاتها في العراقوسوريا وإيران ،فالمواطن الجزائري الذي يملك إرثا عريقا حافلا بفصول المقاومة المشرف ضد الاستعمار الفرنسي ،يقف صفا واحدا خلف دولته وجيشه لهزيمتها ،ومثلما هزم فرنسا وطرد احتلالها في المرة الأولى سيفعلها في المرة الثانية . * الأستاذ بن زايد محمد السالم باحث في تاريخ الجزائر «تاريخ المنطقة المغاربية يعود لآلاف السنين" إن مثل هذه الاستهدافات لا يجب أن تمر دون رد حاسم ،وهو قادم بإذن الله ،نقولها وكلنا ثقة بهذا الشعب الأصيل وارثه المقاوم المشرف والأيام بيننا " .وإذا كان ماكرون يجهل تاريخ الجزائر بحكم ثقافته المحدودة ،وحقده الفاضح على استقلال الجزائر ،فلا بأس أن نذكره بتاريخ بلاد خمسة ملايين وستمائة وثلاثين شهيدا ،حيث يقول الأستاذ بن زايد محمد السالم باحث في تاريخ الجزائر ،«تاريخ الجزائر هو جزء من تاريخ أوسع من شمال افريقيا وبالأخص المنطقة المغاربية ويعود لآلاف السنين ،كانت شمال افريقيا بمثابة منطقة عبور للناس الذين يتجهون نحو أوروبا أو الشرق الاوسط ،وبالتالي تأثر سكان المنطقة بالسكان من المناطق الأخرى ،في العصور القديمة شهدت الأراضي الجزائرية تشكيل الإمبراطورية القرطاجية والممالك النوميدية قبل أن تمر تحت الهيمنة الجزئية للرومان والوندال والبزنطيين والأقليات المستقلة " . يضيف المتحدث ،«شهد القرن السابع الفتح الإسلامي ،ثم عرفت المنطقة المغاربية العديد من السلالات الحاكمة المحلية ،رستميون (767 -909) ،زيريون (972 -1148) ،حماديون (1014-1152) ،زيانيون (1235-1556) ،وفترات الاندماج في المجموعات الأكبر ،الأمويين (في القرن الثامن) ،الفاطميين (في القرن العاشر) ،المرابطين (في القرن الحادي عشر)،الموحدين (في القرن الثاني عشر)" . *اندلاع ثورة التحرير كانت أكبر صفعة تلقتها فرنسا وعن الجزائر المعاصرة ،يقول الأستاذ ،«بدأت الجزائر المعاصرة تشكل نفسها في بداية القرن السادس عشر. وبمجرد أن وطئت الجيوش الفرنسية ارض الجزائر ،بعد الاحتلال والاستعمار الفرنسي ظهرت الحركات القومية في بداية القرن العشرين وأدت إلى اندلاع ثورة التحرير المظفرة في عام 1954 ،وهي كفاح مسلح انتهى باستقلال البلاد في عام 1962 ،ودسترة الدولة القومية الحالية .منذ ان وطئت الجيوش الفرنسية ارض الجزائر سنة 1830 ،هب الشعب الجزائري الرافض للسيطرة الأجنبية للدفاع عن أرضه ،قائما إلى جهاد نادت إليه الحكومة المركزية ،وطبقه العلماء والأعيان . تركزت المقاومة الجزائرية في البداية على محاولة وقف عمليات الاحتلال ،وضمان بقاء الدولة ،لكن معظم هذه المحاولات باءت بالفشل نظرا لعدم توازن القوى ،وتشتت الثورات جغرافيا أمام الجيوش الفرنسية المنظمة التي ظلت تتزايد وتتضاعف لديها الإمدادات . استمر صمود الجزائريين طوال فترة الغزو متمثلا في مقاومات شعبية تواصلت طيلة القرن التاسع عشر الى بداية القرن العشرين . *أهم الثورات المسلحة في سطور ومن أهم الثورات المسلحة خلال هذه الفترة ،مقاومة الأمير عبد القادر والتي امتدت من 1845 إلى 1847 وشملت الشمال الجزائري ،مقاومة احمد باي من 1837 إلى 1848 وشملت منطقة قسنطينة ،ثورة محمد بن عبد الله الملقب بومعزة من 1845 إلى 1847 بالشلف والحضنة والتطري ،مقاومة الزعاطشة من 1848 الى 1849 بالزعاطشة (بسكرة) والاوراس ومن أهم قادتها بوزيان (بوعمار) ،مقاومة الاغواط وتقرت من 1852 إلى 1854 تحت قبادة الشريف محمد بن عبد الله بن سبيمان ،ثورة القبائل من 1851 إلى 1857 بقيادة لاله فاطمة نسومر والشريف بوبغلة ،ثورة اولاد سيدي الشيخ من 1864 الى 1880 بواحة البيض وجبل عمور ومنطقة التطري ،سور الغزلان والعذاورة وتيارت بقيادة سليمان بن حمزة ،احمد بن حمزة ،سي لعلى ، مقاومة الشيخ المقراني من 1871 الى 1872 بكل من برج بوعريريج ،مجانة ،سطيف ،تيزي وزو ،ذراع الميزان ،باتنة ،سور الغزلان ،العناورة ،الحضنة ،ثورة 1871 في جيجل والشمال القسنطيني ،مقاومة الشيخ بوعمامة 1881-1883 وشملت عين الصفراء ،تيارت ،سعيدة ،عين صالح ،مقاومة الطوارق من 1916 الى 1919 بتاغيت ،الهقار ،جانت ،ميزاب ،ورقلة بقيادة الشيخ امود ". *العثور على أول عقد توثيقي يحمل ختم الدولة الجزائرية في تبسة يعود إلى 480 سنة قبل الميلاد وهناك دليلا يدحض تشكيك الرئيس الفرنسي في وجود امة جزائرية قبل الاستعمار الفرنسي ،حسب الأستاذ بن زايد ،الذي يضيف ،« أن الدولة الجزائرية تضرب بجذورها في عمق التاريخ ،لافتا إلى وجود أدلة قطعية على ذلك منها ،«العثور على أول عقد توثيقي يحمل ختم الدولة الجزائرية في شمال ولاية تبسة يعود الى 480 سنة قبل الميلاد ،مكتوب على خشب الارز ،وهو لا يزال محفوظا الى يومنا هذا لدى الغرفة الوطنية الجزائرية للموثقين "مشيرا إلى "أن العقد التوثيقي حسب ذوي الاختصاص هو عمل قانوني يضمن المعاملات واستقرارها "،وأوضح "خلال تحديد الحقوق والواجبات بين الأطراف ،ويكتسب الشرعية والرسمية كونه يحمل ختم الدولة ،وبالتالي فان العقود التوثيقية المحررة والمحفوظة ،في عنوان الحقيقة التاريخية ،التي تدحض أباطيل الرئيس الفرنسي ماكرون .ولفت بن زايد إلى أن " الدولة العثمانية طوال تواجدها بالجزائر اهتمت بالعقد التوثيقي ،عن طريق إنشائها بما كان يسمى ب (بيت الملجي) نسبة الى الحاكم العثماني انذاك ،الذي تحفظ به العقود التوثيقية ،وهو ما يعادل اليوم (المحافظة العقارية) وقد كان يسيرها (كتاب العدل)الذين يسهرون على إبرام العقود التوثيقية " .وبين الباحث بن زايد ،أن السلطات الاستعمارية بعد احتلال فرنسا للجزائر مباشرة عمدت إلى تجريد (كتاب العدل) من صلاحياتهم ،بغرض تسهيل وتسريع مخطط الاستيلاء على عقارات وثروات الجزائريين ،بمعنى آخر أن التوثيق تحول مع المستعمر إلى وسيلة لخدمة أهداف الاستعمار الفرنسي ،وهو بذلك يمثل شكلا من أشكال ممارسة السيادة . وأفاد المتحدث "بأنه تأسيسا على ذلك ،عمدت السلطات الجزائرية مباشرة بعد الاستقلال "على تحويل العمل التوثيقي الى وسيلة لخدمة النظام العام وحماية الحقوق ،تكريسا لاستعادة السيادة .