لم تعد بلادنا بمنأى اليوم عن الموجة الرابعة لفيروس كورونا هذا ما صرح به الأطباء و المختصون و حذرت منه وزارة الصحة نظرا إلى خطورتها إذ يبدو أن المتحورات الجديدة التي تصدّرها القارة الأسياوية و خاصة من الهند صارت أكثر ضراوة و شراسة من سابقتها و منها المتحور المعروف باسم «هي هي» الذي وُصفت أعراضه بالخطيرة و الفتاكة والمصابون به أكثر عرضة للوفاة حيث دعت المنظمة العالمية للصحة برفع درجة التأهب و توسيع الاستفادة من اللقاح المضاد لكورونا بعدما أظهرت الدراسات الأخيرة بأن المرضى غير الملقحين عرضة للوفاة بمضاعفات كورونا أكثر ب30 مرة من الأشخاص الذين تلقوا الجرعتين .كل هذه التحذيرات أخذتها وزارة الصحة بعين الاعتبار حيث تشن حملة تحسيس واسعة للتحذير من الموجة الرابعة منذ عدة أسابيع و أسدت تعليمات للمستشفيات و المصالح المتخصصة لتنصيب مولدات الأكسجين و توفير الأسرة بالإنعاش بالقدر الكافي لمواجهة أي خطر داهم تفاديا للأخطاء التي ارتكبت خلال الموجة الثالثة و قبلها. فالفيروس التاجي بالرغم من أنه لا يزال بيننا و لم يحدثنا بعد بكل أخباره و قد يخفي لنا مفاجآت أخرى إلاّ أن المواطنين من مختلف الفئات و الولايات صاروا يستخفون بهذا الوباء القاتل حتى أغفلوا التدابير الوقائية الأساسية الموصى بها لكسر سلسلة العدوى فلم يعد للكمامة وجود داخل وسائل النقل و الفضاءات المغلقة و حتى التباعد الجسدي صار أيضا في خبر كان. * وزارة الصحة:العودة للحجر المنزلي أمر وارد تفرضه تطورات الوضعية الوبائية فراحت تُنظم التجمعات و اللقاءات خلال الحملة الانتخابية بشكل عادي و كأننا لسنا في ظرف صحي استثنائي بدليل أن تقارير المكلفين بمراقبة الوضعية الوبائية خلال الحملة الانتخابية «مناجير كوفيد» رفعوا تقارير حول الخرق الفاضح للبروتوكول الصحي إلى السلطة المستقلة للانتخابات.أضف إلى ذلك أن إجراءات رفع الحجر المنزلي منحت المواطن الاستقلالية في التنقل أيضا و أعطت انطباعا بأن الوباء يشارف على نهايته ،لكن ما تسجله معظم مستشفيات الوطن يثبت العكس فعدد الحالات المؤكدة وطنيا غالبا ما يتجاوز ال100 حالة كل 24 ساعة إلى جانب الوفيات. و ما تجدر الإشارة إليه هو أن إجراءات رفع الحجر المنزلي التي أقرتها الوزارة الأولى تبقى مؤقتة لذلك سبق لوزير الصحة عبد الرحمن بن بوزيد و أكد في العديد من تصريحاته أمام الإعلام بأن العودة إلى الحجر المنزلي أمر وارد تفرضه تطورات الوضعية الوبائية و تقديرات اللجنة الوطنية المكلفة بمتابعة و رصد كورونا .كما حذّر المختصون في الأمراض المعدية و التنفسية من تزامن الموجة الرابعة و فترة انتشار الأنفلونزا الموسمية فكلاهما مرض تنفسي معدي و لهما نفس الأعراض تقريبا. في حين ذهب المختصون بمعهد باستور إلى أبعد من ذلك مؤكدين في العديد من تصريحاتهم بأن بلادنا قد دخلت فعلا في الموجة الرابعة بالنظر إلى الارتفاع المحسوس في عدد الحالات و الذي يستمر منذ أسابيع .و في نفس السياق تحدث الدكتور بلغالي حسين المختص في الأمراض الوبائية بمعسكر حيث يقول بأنه عندما تشهد الحالات المصابة بكوفيد 19 ارتفاعا يستمر لأيام حينها يمكن الجزم بأننا قد دخلنا في موجة رابعة ،و هذا الوضع تسجله بعض الولايات الكبرى مثل وهران.و نظرا لخطورة الموجة الرابعة يجدد الأطباء و المختصون و منهم البروفيسور طالب عبد الصمد من ولاية سيدي بلعباس دعوته للتلقيح باعتباره السلاح الوحيد لتجاوز الأزمة الصحية الراهنة و دعا إلى إيجاد حلول عاجلة لدفع المواطن للتلقيح و الالتزام أيضا بتوصيات وزارة الصحة بإضافة جرعة ثالثة معززة للمناعة خاصة بالنسبة للمسنين و المرضى المزمنين.