السُلالات المتحوّرة أكثر تهديدا للشباب من كبار السّن ارتفاع عدد المصابين في الإنعاش إلى 30٪ في ظرف أسبوع يثير الوضع الوبائي المتذبذب قلق الأخصائيين الذين حذّروا من حدوث موجة ثالثة محتملة لفيروس كورونا الذي خلف، منذ مارس الماضي الكثير من الضحايا، خاصة وأن منحى الإصابات في تصاعد مقابل تراخي في التدابير الاحترازية وتخلي تام عن الإجراءات الوقائية. قال رئيس النقابة الوطنية الممارسين الأخصائيين للصحة العمومية، ورئيس الجمعية الجزائرية للأمراض المعدية، الدكتور محمد يوسفي، خلال نزوله ضيفا على «الشعب «، إن المؤشرات الوبائية المتعلقة بفيروس كورونا والفيروسات المتحوّرة التي ظهرت في الجزائر، تنبئ باحتمال ظهور موجة ثالثة، مؤكدا أن كل الاحتمالات واردة، خاصة بعد تسجيل ارتفاع في الإصابات إلى 200 والوفيات إلى 9. أوضح الدكتور يوسفي في تشريحه للوضع، أن تخلي المواطنين عن الإجراءات الاحترازية، خاصة في الأسبوع الأخير ساهم في ارتفاع حالات الإصابة بالفيروس، وكذا في عدد السلالات المتحوّرة البريطانية والنيجيرية التي بلغت لحد الآن 373 حالة أحصاها معهد باستور. اعتبر المختص في الأمراض المعدية، أن الموجة الثالثة يمكن أن تكون أقوى بعد الاستقرار الذي عرفه الوضع الوبائي، مشيرا إلى إمكانية تسجيل إصابات عديدة في حال التراخي وعدم التحلي باليقظة، لأن الفيروس لا يزال منتشرا، وعدم التقيد بالبروتوكول الصّحي يثير نوعا من القلق. أبرز يوسفي إمكانية التصدّي للموجة الثالثة بالتقيد بقواعد الوقاية، المتعلقة بلبس الكمامة وتطبيق التباعد الاجتماعي للحد من انتشار فيروس كورونا والسلالات المتحوّرة التي تصيب الشباب بشكل أقوى، مؤكدا أن ما تعيشه الدول الأوروبية مع المتحوّرات خير دليل، على أن هذه الفئة أكثر تضررا بالوباء. أسرع انتشارا وأكثر خطورة أكد البروفيسور يوسفي، أن السلالات الجديدة سريعة الانتشار وأكثر خطورة خاصة على الشباب، حيث في بعض الأحيان يموت هؤلاء بعد أيام فقط من الإصابة بأعراض حادة وخطيرة، ولن تجد أي مرض مشترك أوعامل يفسّر ذلك، أي ليس لديهم أمراض مزمنة، ما يؤكد وفاتهم تحت تأثير الوباء. وأفاد أيضا، أن الإحصائيات المتعلقة بالوضع الوبائي مقلقة، الأمر الذي يستوجب الحيطة والحذر لتجنب الموجة الثالثة التي تهدّد العالم، خاصة وأن الدراسات المتعلقة بالمتحورات ليست دقيقة ولا نملك المعلومات الكافية عنها، في حين وتيرة التلقيح ضد الفيروس بطيئة جدا، ولا يمكن تحقيق المناعة الجماعية التي تحمي المواطن. وأكد يوسفي في تصريحاته، أن غياب الرقابة عقد الأمور، وجعل التراخي سيد الموقف في الشارع، هذا ما حدث في الموجة الأولى والثانية، حيث تخلى الكثير من المواطنين عن الإجراءات الاحترازية، مما تسبب في ارتفاع عدد الإصابات بشكل أخاف مهنيو الصحة، وأصبح مصدر قلق السلطات. مخاوف من العودة إلى نقطة الصفر الوضع بات بحاجة «إلى تشديد وصرامة أكثر في تطبيق الحجر الصحي، لأن اللّيونة يمكن أن ترجعنا إلى نقطة الصفر وتحطم جهود 14شهرا من الجد والعمل من طرف الطاقم الصّحي الذي تعامل مع الوباء بذكاء بالرغم من قلة الإمكانيات والمعرفة به»، هذا ما نجني ثماره الآن، غير أن التهاون في التعامل مع كورونا والسلالات الجديدة قد يقلب الموازين- يقول الدكتور . من المؤشرات التي استند عليها البروفيسور بخصوص احتمال ظهور الموجة الثالثة، أسرة الإنعاش التي كانت سابقا تشغل بين 10الى 15بالمائة، في حين ارتفع عدد المرضى الوافدين إليها إلى 30 بالمائة في ظرف أسبوع، الأمر الذي زاد من مخاوف مهنيو قطاع الصحة الذين حذروا من التهاون الذي تكون عواقبه وخيمة. قال يوسفي، إن ظهور المتحوّرات البريطانية والنيجيرية في بلادنا يجب أن يؤخذ بالحسبان من طرف المواطنين للالتزام بالتدابير الوقائية التي تحميهم من الإصابة، وتخفف الضغط على مهنيي الصحة، لأنه في حال ظهور الموجة الثالثة يزيد الضغط على المستشفيات فتنهار الأطقم الطبية والمنظومة الصحية معا. لم نكتسب المناعة الجماعية عن طريق المرض أكد رئيس الجمعية الجزائرية للأمراض المعدية، محمد يوسفي، أن الجزائر لم تكتسب المناعة الجماعية التي أدت إلى استقرار الوضع الصحي في البلاد، ولا عن طريق عملية التلقيح التي تسير بوتيرة جد بطيئة. أوضح بخصوص ما تداول حول اكتساب الجزائريين المناعة الجماعية بسبب المرض، أنه من الناحية العلمية لا يمكن الجزم بذلك، لأننا لم نصل إلى إصابة 70بالمائة من الأشخاص، خاصة وأن المصابين يقدر عددهم بمائة وعشرون ألف، والذين لم تظهر عليهم الأعراض حوالي 80 بالمائة، أي إصابة مليون شخص تقريبا، وهذا العدد لا يحقق المناعة عن طريق المرض. وارجع الدكتور تراجع الفيروس، إلى فرضيات عديدة بحسب ما أكدته الدراسات الأخيرة، ان بعض الدول الإفريقية أغلبها شباب، اكتسبوا مناعة متقاطعة بسبب عدوى أوتعفنات أخرى أكسبتهم المناعة، وأعطت تفسيرا أيضا لعدم تضرّر الأطفال من الوباء، وبعض العوامل البيئية التي ساهمت في استقرار الوضع الصّحي، وغير ذلك فهي مجرّد تصريحات لا تستند الى أسس علمية. دعا في الأخير، إلى ضرورة الإسراع في التلقيح لتدارك التأخير المسجل في العملية التي تسير بوتيرة بطيئة، في وقت يشهد الفيروس والسلالات المتحوّرة انتعاشا، قد ينعكس سلبا على الوضع الوبائي في حال عدم الإسراع في التلقيح، والتراخي في تطبيق البروتوكول الصّحي.