* الوضع الوبائي مستقر مقارنة بنفس الفترة من العام الماضي دعا مختصون في الصحة بولايتي ادرار وتيميمون ،الى إطلاق حملة تحسيسية واسعة عبر المساجد والبلديات و وسائل الإعلام ،من اجل حث المواطنين على التلقيح ،تحسبا لارتفاع حالات الإصابة بكورونا ،ونظرا لعزوف المواطنين رغم توفر اللقاح و بكميات معتبرة . و وصف المختص في الصحة العمومية شريف كباش، استراتيجية التلقيح المنتهجة بأنها غير محكمة و متناقضة ،قائلا «تكلمنا مرارا وتكرارا ومنذ أكثر من ستة أشهر عن غياب حملات تحسيسية نوعية ،وطالبنا بالتحضير لعملية التلقيح بجدية» وتابع كباش ،«لكن غياب هذه الحملات تسبب في العزوف ،خاصة وان مشكلة الكوفيد هي عالمية ،ومست جميع دول العالم ،ويمكن أن يؤثر على سرعة القضاء على الوباء» . وشرح المتحدث ،بأنه توجد عدة لقاحات في العالم ،إلا أن المصالح الصحية بالولاية لم تقم بتوعية و شرح أنواع اللقاحات للمواطنين وتركتهم ،حسبه ،يبحثون عن المعلومات حول اللقاحات في مواقع التواصل الاجتماعي ،وبالتالي حصلوا على معلومات متضاربة بشان اللقاحات عن الجيد منها و السيء ما تسبب في خلق شعور بالخوف والريبة لديهم ،وبالتالي حدث العزوف . وأضاف ذات المتحدث متسائلا «كيف لوزارة الصحة أن تطلب من المواطنين التسجيل عبر منصة الكترونية لتلقي اللقاح عبر مراكز الصحة الجوارية ،وعندما سجلوا و وضعوا أرقام هواتفهم تفاجأوا بالوزارة تفتح التلقيح عبر الساحات العمومية ،و طلبت منهم التوجه نحو الساحات العمومية ،وهو ما زعزع الثقة بين المواطن والسلطة واثر على عملية التلقيح» .و دعا كباش الوصاية الى البدء في تلقيح الشرائح الأكثر تعرضا لكورونا من مسنين وأصحاب الأمراض المزمنة . أما بخصوص تزايد إحصائيات كورونا ،قال المتحدث ،بان المنطقة تعرف استقرارا هشا في الوضعية الوبائية ،بمعنى ان الارقام بقيت مستقرة تتراوح بين 0 و01 يوميا ،وهي أحسن بكثير من الارقام المسجلة في الفترة نفسها من السنة الماضية ،والتي قفزت حتى إلى 24 حالة يوميا ،غير انه لم يخف بان الاستقرار هش ومتذبذب ،مستبعدا حدوث موجة وبائية أخرى . و بدورها أكدت رئيسة مصلحة المراقبة والملاحظة الوبائية بتيميمون ،ابراهيمي أمنة،في حديثها ل «الجمهورية» ،على أن التحفظات والتخوف من التلقيحات لم تأت مع ظهور الكوفيد19 ،وإنما الوضعية موجودة في المجتمع الجزائري منذ بدء مختلف التلقيحات في الجزائر منذ 45 سنة . ولفت المتحدث ،إلى أن فترة التلقيحات للاطفال كانت بمثابة عرس للأسرة الجزائرية ،بسبب الحملات التحسيسية الكبيرة التي تقوم بها وزارة الصحة ،حيث كانت الجزائر رائدة في قضية التلقيح ومعترف بها في جميع دول العالم .وأضافت ابراهيمي ،«تخلينا عن التربية الصحية ،لدرجة انه في بداية جائحة كوفيد 19 اغلب الناس لا تعرف أصلا ما هو هذا الفيروس ،ولو ابسط المعلومات العلمية» . * عدد الحالات ما بين 0 و إصابة واحدة في اليوم وشددت المتحدثة،على ان الوقاية من كورونا تكون عن طريق التلقيح والذي ينبغي ان يفهم المواطن بأنه ليس دواء وإنما وقاية من المرض ،مرجعة فشل حملة التلقيح ،لبعض المسؤولين الذين يقدمون ،حسبها ،تخوفات بشان التلقيح ،رغم أنها طبيعية ،.وتابعت ابراهيمي ،«للأسف ،بعض الجزائريين نصبوا أنفسهم علماء ومحللين في المقاهي ،ويتحدثون عن مخاطر التلقيح ،وبالتالي على الدولة محاربة «الفايك نيوز» و«الإشاعات الكاذبة بشان اللقاحات « ،داعية إلى تكثيف الحصص التوعوية في التربية الصحية .ويتوقع مدير المؤسسة العمومية للصحة الجوارية بادرار عبد المالك بلحينون ،تلقيح أكثر من 20 الف شخص ضد فيروس كورونا المتحور ،حيث تم الى غاية الأسبوع الثاني من الشهر الجاري تلقيح 5454 شخص من بينهم 194 من عمال وموظفي قطاع الصحة ،و 215 من عمال وموظفي قطاع التربية ،و 161 طالبا وطالبة من جامعة احمد درايه بادرار .اما عدد الذين تم تلقيحهم على مستوى ولاية تيميمون فقد بلغ 4826 شخص منهم 173 من عمال قطاع الصحة و 175 من قطاع التربية .في هذا السياق ،أوضح الدكتور قويدري ،ان مديرية الصحة والسكان تبقى بعيدة كل البعد عن بلوغ 20 ألف ملقح ضد وباء كورونا ،مثلما كان مقررا ،مبديا أسفه الشديد لعزوف المواطنين عن تلقي اللقاح ،رغم انه يبقى الوسيلة الوحيدة للعودة إلى الحياة الطبيعية ،مشيرا ،في هذا الصدد ،إلى ان الشريحة العمرية الاقل من 40 سنة ،تبقى الفئة الاكثر رفضا لتلقي اللقاح بسبب الاشاعات الكثيرة التي صاحبت حملات التلقيح . وقد تم جلب 3240 جرعة من لقاح «اكسفورد استرازينكا» البريطاني ،و 1200 جرعة من لقاح «سينوفاك» الصيني ،و14900 جرعة من لقاح «سبوتنك» الروسي .في هذا الجانب ،قال الدكتور قويدري ،ان هذه اللقاحات أفضل ما أنتجته المخابر. و أنها مرت بجميع مراحل التجريب و السلامة ،وان هناك بعض الناس الذين يشككون في اللقاحات ،هم جاهلون بصورة معينة ،وهم مشاركون في عملية غير أخلاقية ،لأنهم عبر طرحهم يمنعون الناس من اخذ اللقاحات . وقال ،أن ما يطرح حول التشكيك في اللقاحات هو ناجم عن نقص المعرفة . بالمقابل يجب العمل على نشر المعرفة حتى يصل جميع الناس للقناعة بان الخطورة هي قليلة جدا مقارنة بما نجنيه من اللقاحات .